النسخة الكاملة

مُفاضلة سفير أو وزير...!!!

الخميس-2021-09-16 04:23 pm
جفرا نيوز -
جفرا  نيوز - بقلم الدكتور : ابراهيم العابد العبادي 

مساءً قُبيِل الفجر بوقت قصير...عٌدت من سَهرة ماجنة  مرح وفرافير 

لمحتُ مستغرباً البيت ما زال مُنير.. فأسرعت  فَزِعاً مستكشفاُ سر هذا التغيير 

كان البابا (أبي)  جالساً متوتراً بشكل مُثير...والماما (أمي) بجواره تُقلب ألبوم للتصّاوير 

سألني أبي بنبرة عميقة - ويَّنك يا منير؟...لمتى ستبقى غارقاً بالملذات وغير مهتم بما يصير 

رددّت بهدوء وما الجديد يا معالي الوزير...أنت جَالس مُستّمتع بصحبة القمر المنير 

ابتسمت ماما وبنظرة كلها تأثير...ميرسي (شكراً) حبيبي يهمنا مستقبلك كتيركتير (كثير) 

ودار حِوَارٌ عميق بينّنا كُلة تأطير... مِحوره حان الوقت لتشغل موقع بك  جدير 

فالبابا بعلاقاته العميقُة والوّطيدة رشحني وزير....عملاً وتنفيذاً لأحكام ومواد الدساتير 

فالبابا يوّدني وزيراً لاختصر طريق المسير...ولأكمل مسيرة العائلة الجليلة بلا تقصير 

والماما بحسن علاقاتها وقدرة الفعل والتأثير.. مع طبقة مخملية سيدات ومشاهير وهوامير 

فالماما بصداقاتها المتشعبة المتوغلة تودني سفير...دائم الترحال وسفر وعلاقات ومال وفير 

وانا محتار مشوش معطل العقل والتفكير...مفاضل ما بين منصب وزير تارة أو سفير 

كيف أخرج من هذا المأزق  الصعب الخطير...ليس ليّ بدٌّ من مشورة صديقي سمير 

ولاتخاذ قرار موزون مؤكد صائب التعبير...سأتصل بصديقتي الأنتيم سوسو ابنة جرير 

فكرت لحظة متأملاً تبعه شهيق ثم زفير...وقلت بنفسي ما الضرر سفير أو وزير 

سأقبل المتاح منهما  فوراً على أقل تقدير...وسيكون المستقبل حافلاً واعِداً يحمل التدوير 

فلقب معالي بات ببيتنا  وراثة وبالتمرير...ولا يقل عنه أهمية  مسمى سعادة السفير 

أخيراً، صدر قرار المجلس الموقر وأصبحت وزير...ونُشّر الخبر في المواقع والصحف وعبر الأثير 

وانهالت التهاني والتبريكات وباقات الازاهير...وتعددت الهدايا تباعاً وبطاقات التعابير 

وزارنا خُّطار وركبان صفوف وطوابير...صنوف وانواع  وذوات صغير منهم وكبير 

حتى من كان منا متشائماً رافضاً ملتهب كالسعير...جاءنا متقبلاً فرحاً مبتهجاً مرتاح الضمير 

الكل يحتفل بنا يصدح بالأبواق والزوامير... مطبلاً مدربكاً  مصفقاً يضرب الدف بالتكرير 

والبعض وقف شامخاً مرتجلاً خاطباً بالتجهير...يطيل بذِكر مناقبنا مُمعن مُنمق التنظير 

كل المطبلين والمسحجين أَموَ ساحنا بكير...يحملون جل الود والرضى ويطلقوا التنوير 

الأن؛ أدركت أسباب التقدم والتطور والتغيير...ناجم عن توريث المناصب بالرغم والتزوير 

هذا الحال حالنا كأرض بور والعمر يسير... ما عدنا نملك لنفسنا فتيل نقير أو قطمير 

ومن كان منكم ممانع معترض أو بصدره تعبير...ويسعى جاهداً مثابراً يطلب التبرير 

فاليحتفظ لنفسة برايه ويصمت ويكتم التصفير... ويرضى بحكم المولى الخالق العلي القدير