جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتبت - إيمان أبو قاعود
لم تصل رئيسة صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي خلود السقاف إلى منصبها مصادفة، فهي من السيدات اللاتي يضعن هدفاً نصب أعينهن ويسعين إلى تحقيقه. وهي من السيدات الأردنيات القلائل اللواتي تربطهن علاقة ناجحة مع الأرقام، فتنقلت بحياتها العملية بالعديد من المناصب، كان من أبرزها نائب محافظ البنك المركزي الأردني، كأول امرأة في المنطقة العربية تشغل هذا المنصب، ولعل ما ورثته عن أسرتها من حكمة، أن الشخص بقيمته وليس بما يملكه، جعلها تتحدى كافة الصعاب لتحقق طموحها.
نشأت السقاف في أسرة مكافحة ومتعلمة، حيث تصف تلك المرحلة "بدأ والدي حياته العملية كموظف بسيط في وزارة التموين، وتدرج بمناصب الوزارة إلى أن أصبح الأمين العام للوزارة والذي شغله لمدة 14 عاماً، ثم وزيراً للتموين، ووالدتي التي تزوجت والدي في سن صغيرة وكانت تدرس وتعمل ولديها من الأطفال ثلاثة، وقررت الحصول على شهادة الدكتوراة قبل أن تصبح "جدة" والتي أصبحت بعدها مدرسّة جامعية"، مضيفة "في ظل تلك الانشغالات كان هدف عائلتي أن ينشئوا أسرة تحمل القيم الحميدة والأخلاق والقناعة".
وتكمل السقاف لشبكة نساء النهضة عن دراستها فتقول "بدأت دراستي الاساسية في القاهرة حيث كان والداي بمهمة عمل هناك، وأتذكر جيداً حينها كنت بالرابعة من عمري فعمدت والدتي لإلحاقي بالمدرسة كمستمعة ولذلك لصغر سني، وفي أحد الأيام طُلب مني أن أقوم بواجب كتابة 100 كلمة تبدأ بحرف السين، وكانت والدتي مصرة أن أقوم بهذا الواجب المدرسي لوحدي وألا أتلقى المساعدة من أحد. وعند عودتي مع عائلتي إلى الأردن أكملت المرحلة الابتدائية والثانوية، وقمت باختيار الفرع الأدبي في "التوجيهي" حيث كنت من الأوائل على المملكة حينها وكان ترتيبي الثامن".
وتضيف "أعشق الأرقام، وكل من يعرفني يعرف مدى حبي لها، فأنا احفظ عن ظهر قلب أرقام الهواتف وأعياد الميلاد وكل ما يتعلق بالأرقام، لذلك درست تخصص المحاسبة في الجامعة الأردنية، وبعد أن أنهيت دراستي التحقت بوظيفة لدى شركة الفوسفات، لكن كنت أطمح أن أكون موظفة في البنك المركزي لقناعتي بأن موظفي البنك هم من المتفوقين والأذكياء، لذا قررت دراسة الماجستير وأنا على رأس عملي مما تطلب مني بذل جهد مضاعف، وهكذا كان فقد انتقلت بعدها للعمل في البنك المركزي، وتدرجت في المناصب إلى أن استلمت منصب نائب محافظ البنك المركزي كأول سيدة في المنطقة العربية تتولى هذا المنصب".
وعن حصولها على منصب رئيس صندوق استثمار أموال الضمان الذي تشغله حالياً تقول السقاف " بعد أن أنهيت عملي في البنك المركزي، توجهت للعمل في البنك العربي كنائب الرئيس التنفيذي لشؤون المخاطر وذلك لمدة 7 سنوات، خلالها تقدمت لامتحان الكفاءة لشغل منصبي الحالي حسب الإجراءات الحكومة للتقدم لهذه المناصب، وكنت السيدة الوحيدة التي تقدمت، وحصلت حينها على المركز الأول بجدارة، وها أنا الآن سعيدة بما وصلت إليه لعشقي الأرقام والتعامل معها".
وتوضح السقاف كيف لشخصية والدها المحب لتقديم المساعدة، والمؤمن بضرورة الدفاع عن القيم، وأن العمل العام خُلق لتكون مصلحة الناس هي الأهم، الأثر الأكبر في حياتها والنموذج الذي يلازمها بتعاملاتها، فكل من يعرف السقاف يدرك تماماً حبها ومبادرتها لتقديم المساعدة لأي شخص.
يطلق العديد من الأشخاص حول السقاف لقب "المرأة الحديدية" عليها، لصلابة موقفها وقدرتها على اتخاذ القرار، فتقول " أومن تماماً بأن العمل العام يجب أن يكون بإخلاص، فأنا بمنصبي هذا على عاتقي مسؤولية كبيرة، فأنا مسؤولة عن ادخارات مليون و300 ألف شخص، وهذا ما يجعلني اتخذ المواقف بصلابة وحزم