النسخة الكاملة

وادي الذئاب

الخميس-2021-08-18 09:31 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم سميح المعايطة - في علاقات الدول ليس هناك دولة تتعامل مع الدول بعقلية الأب والام، وحتى في دائرة الحلفاء فان هناك لحظات ومحطات ترمي الدول الكبرى ابناءها في البحر او تتركهم يواجهون مصيرهم الاسود، وتبدأ ببناء علاقات مع القادم.

إن لم تكن الدولة تملك عناصر قوة ذاتية داخلية فانها في لحظات القلق والاضطراب تتحول إلى عبء على الحلفاء.

لبنان سويسرا الشرق، والبلد الذي تعاملت مع دول الغرب على انه قريب جدا بحكم تركيبته السكانية عاش حربا اهليه طيلة ١٥ عاما فقد فيها كل مقومات الدولة بل مقومات الحياة الطبيعية، ومنذ انتهاء الحرب وهو ينتقل من أزمة لأخرى الى اليوم حيث هناك شكليات الدولة لكن بلا خدمات من كهرباء ودواء وحياة طبيعية، ويواجه فوضى سياسية، لكن الجميع يتمنون له السلامة لكن صناعة السلامة ينتظرها العالم من أبنائه.

وقبل ذلك كان شاه ايران الذي كان أكبر خادم لمصالح الغرب في المنطقة، لكن عندما فقد قوته تم تسليم ايران لرجال الدين، بل ان الخميني جاء من فرنسا أحد حلفاء الشاه وبعدها لم يجد شاه ايران من يستقبله الا الرئيس السادات الذي حفظ له الجميل عندما زود مصر بالنفط خلال حرب رمضان.

وحتى حسني مبارك رحمه الله فان اعلان سقوطه كان على لسان وزيرة خارجية أميركا هيلاري كلنتون التي طالبته بالتنحي وتم رفع الغطاء عنه وفهم المعادلة وغادر الموقع، بعدما كانت الادارة الاميركية الديمقراطية قد وصلت الى تفاهم مع الاخوان المسلمين حول اربع قضايا هي المرأة واسرائيل وتطبيق الشريعة والاقليات، ووصل الاخوان الى الحكم قبل ان يغادروه لاسباب عديدة.

وتونس مثال آخر وكذلك جزئيا اليمن، ولهذا ليس غريبا ما يحدث في افغانستان، فأميركا عندما قررت الانسحاب ثم انسحبت من هناك كانت تعلم ان طالبان ستحكم، وربما يكون هناك تفاهمات مسبقة بشكل مباشر او عبر وسطاء، ولم يكن مفاجئا لها هروب الرئيس او اختفاء الجيش والشرطة الأفغانية.

وقبل عقود كتب امين الجميل رئيس لبنان الأسبق عن تجربته وعن تخلي قوى الغرب عن حلفائها في لبنان.

المعادلة الكاملة تقول ان التحالفات والعلاقات القوية مهمة جدا لكن المعادلة تكتمل مع امتلاك الدولة عناصر قوتها الذاتية، وعندما تنجح الدولة في الانتصار على المشكلات والازمات تحصل على دعم اكبر لانها قادرة.

عندما تتعرض اي دولة الى ازمة كبرى تهدد استقرارها فان الدول الكبرى غالبا ما تأخذ فترة في المراقبة والمشاهدة فان وجدت الدولة قادرة على تجاوز المحنة مدت لها بد العون وان وجدت انها عاجزة فانها قد تفتح ابواب البحث عن البديل والتفاهم معه، لهذا ليس غريبا ما حدث في افغانستان وغيرها فالمعادلة واضحة.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير