جفرا نيوز -
جفرا نيوز - م. فواز الحموري
ما زلت أذكر تلك الفترة التي كانت تسبق بداية العام الدراسي والاستعدادات المكثفة ومن الإدارات والمديريات كافة في وزارة التربية والتعليم وغرف العمليات لتذليل الصعوبات واتخاذ القرار الفوري لحل المعيقات.
وأذكر على وجه الخصوص تجربتي مع الجهات المانحة لتوفير الدعم المناسب لاستقبال الطلبة السوريين في المدارس وفرق المتابعة لتأكيد الترتيبات الفنية والإدارية والتربوية والزيارات الميدانية من المستشارين وعلى أرض الواقع لضمان توفير الكتب والمقاعد والمعلمين والتجهيزات الفنية للمختبرات والمشاغل.
كان ذلك قبل جائحة كورونا وقبل أن أتقاعد من وزارة التربية والتعليم ولي أن أتصور حجم الجهد والمتابعة الحثيثة المتخذة من قبل الأسرة التربوية لتوفير ما يلزم لضمان بداية العام الدراسي على أفضل صورة وتأمين البيئة التعليمية والتعلمية المناسبة لطلبتنا الأعزاء في المدارس.
ولنا أن نتصور ومع آثار جائحة كورونا الإجراءات المطلوبة لضمان جاهزية المدارس لاستقبال الطلبة بشكل متكامل وضمن الشروط الصحية المطلوبة وعلى مدار العام الدراسي وتأمين المستلزمات كافة من كتب ومقاعد وكادر إداري وتعليمي وتدريبهم وقائمة طويلة تسابق إدارات ومديريات وزارة التربية والتعليم الزمن لتوفيرها وبشكل مناسب.
كنا نناقش دوما ضمن خطط الجاهزية العادية استراتيجيات واضحة لعدد المواليد الجدد والسنة المتوقعة لدخولهم الصف الأول الابتدائي وتنوعت الخبرة لتشمل التوقعات للالتحاق برياض الأطفال وتلك تأخذ حيزا لا بأس به ضمن خطة التجهيزات للعام الدراسي.
شركاء الجاهزية كثر ويتقاسمون الأمانة والمسؤولية مع وزارة التربية والتعليم سواء من المقاولين والشركات الموردة والمعنيين بالمستلزمات التربوية وتأمينها للمدارس في الوقت المناسب ليبدأ الطالب عامه الدراسي بفرح وثقة واطمئنان.
أصحاب المتاجر والمكتبات والقرطاسية والتجهيزات المدرسية من الشركاء الاستراتيجيين في تفاصيل عملية الجاهزية بشقها الاستهلاكي ووفقا للعرض والطلب لتجهيز حقيبة مدرسية وبسعر معقول ومناسب لفئات وشرائح المجتمع.
قطاع المدارس الخاصة يشترك أيضا ومع خضم المعاناة من جائحة كورونا في تحمل أجزاء كبيرة من خطط الجاهزية من خلال توفير المتطلبات التربوية والصحية في المدارس وللطلبة وتطبيق سياسة معتدلة تجاه الرسوم والتفاصيل المالية للتشغيل قبل بداية العام الدراسي وللحقيقة فإن المدارس الخاصة بحاجة إلى عناية من الأهالي واولياء الأمور والمجتمع لتدبير عناصر النجاح لبداية عام دراسي جديد مع موسم الهجرة من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية وبأعداد كبيرة.
الجاهزية هي نمط من أنماط التخطيط الاستراتيجي وفي المجالات كافة وليس ضمن القطاع التربوي ولنا أن نتصور الخلل الهائل في حال عدم تنفيذ خطط الجاهزية وفق البرنامج الزمني المبرمج ولنا أن نتصور أيضا حجم الضرر وفقا لذلك في حال فقدان التوازن المنشود بين الأهداف وسبل تحقيقها.
الجهد المطلوب من وزارة التربية والتعليم كبير ويليق بالخبرات الإدارية والفنية التي لها شرف الخدمة الوظيفية فيها وتقديم الجهود الوطنية لجوهر العملية التربوية وهو الطالب جنبا إلى جنب مع المعلم الرائد والقائد.
المطلوب في هذه الفترة والمرحلة التفهم والعمل بروح الفريق والتدرج في تنفيذ الإجراءات والخطوات العملية على أرض الواقع وبكل أريحية وبروح السيطرة والانضباط والصبر والتريث.
الجاهزية والمدارس مثلا لقصص نجاح للتغلب على التحديات كافة ومواجهة الظروف الصعبة ولا ضير من بعض الصعوبات هنا وهناك ولكن بالعزم والإرادة والتصميم يمكن الانطلاق لعام دراسي جديد بعد طول غياب.
الجاهزية تعني تعاون الجميع وتعني التفكير بشكل إيجابي وتحويل التحديات إلى فرص وقصص نجاح، ولمدارسنا الحكومية والخاصة وأسرتنا التربوية أمنيات التوفيق في خضم ذلك وأكثر ولعام دراسي بهي بالعودة إلى المدرسة بشوق وشغف وإرادة وإدارة تتفوق على الظروف كافة. وتحية لمن يوفر ما يلزم لطلبتنا ومدارسنا من سبل ومعونة وجهد فذلك جميعه صدقة جارية وأجر عظيم وفي ميزان الحسنات؛ العلم مراتب من فضائل العمل الطيب، وبالتوفيق بجاهزية كبيرة أيها الأعزاء التربويين.