
جفرا نيوز - نايف المحيسن
تعالوا لنبحث عن اطر جديدة تحدد هويتنا الوطنية وانتماءنا الاردني ضمن ثوابت واقعية تتناسب مع ما هو على ارض الواقع حتى لا نبقى اسرى لانتماءات وهويات اخرى ونظهر وكأننا عدة اوطان في وطن.
ان مثل هذا الطرح اصبح الان مطلوبا اكثر من اي وقت مضى واعتقد ان الحوار او تقديم الابحاث في هذا المجال هي التي يجب ان تكون وعلى المعنيين التداعي لوضع الاطر المناسبة حتى لو اضطررنا لتعديلات دستورية تتناسب مع ما يتم التوصل اليه في هذا المجال.
وعلى الجميع ان يعترف ان العزف على اوتار الاقليمية والجهوية كان يضعف الانتماء لدينا ويغير من البوصلة الحقيقية لمعناه الكبير..فعندما استشهد الملك قبل فترة بالمواطن المصري المنتمي لمصريته وقال انه يقبل ان تنعته بكل الالفاظ ويتقبل منك المسبات باستثناء ان تسب وطنه وهو ما يجب ان يكون.
هذه ه الهوية التي يجب ان تحدد انتماءنا لوطننا بعيدا عن شخصنة الانتماء فمعنى الانتماء للوطن شيء ومعنى الانتماء للقيادة شيء اخر والخلط او تعزيز الانتماء الاخر على حساب الاول هو من اوصلنا الى الخلاف الدائر حاليا حول ماهية الهوية والانتماء.
هذا الخلط كان مستحبا من جهات عديدة ليس لاهداف وطنية وانما لاهداف اخرى قد تكون مناقضة لها وقد رأى الكثيرون ان هوية القيادة هي هوية انتماء في فترات سابقة ولا يزال البعض يؤمن بها ولكن ما جعل ذلك غير مستحب لدى البعض الان هو ان هناك تداخلات اضعفت توحد النسيج الوطني فأصبحنا نسيجين وقد نكون اكثر من ذلك وبالوان مختلفة.
لا اقول البحث عن الهوية والانتماء فهما موجودان في صميم كل مواطن ولكن اللعب على نوعية الانتماء والهوية هو ما يجب ان يكون وعلى ارضية صلبة غير قابلة للتفتيت او التكسير ليتم البناء عليها وتكون طرحا متينا من القيادة والحكومة وكل فعاليات المجتمع.
علينا ان ننهي التبعية مهما كان نوعها سواء لاشخاص او لجهات اخرى فالوطن هو الذي نعيش فيه ونأكل من خيراته ونتألم لألمه فاذا لم نكن كذلك فمن هو المطلوب منه الدفاع عن وطنه ان تعرض لتهديد في ظل وجود هويات وانتماءات مختلفة وهل سيكون جزء منا مع العدو ان احتل وطننا على اعتبار ان هوية الوطن وانتماءه لا تعنيه بل ما يعنيه هو الانتماء للمحتل وهنا يجب ان يؤخذ هذا الكلام بعيدا عن اي تاويلات لما هو موجود بل لتحديد ما سنكون عليه او لتثبيت ما يجب ان نكون عليه.
ان لم ان ننته من اننا نعيش في وطن واحد جزء منا قد يتألم او يفرح على خشبة المسرح والجزء الاخر يتفرج وقد يتفاعل مع المسرحية وقد ينتقدها فعلينا ان نكون جميعا على المسرح لان مثل هذا هو من يحدد من نكون فالمخرج له دور هام في انتاج مسرحية هادفة ولكن من يحدد من نكون نحن.
ما هو موجود على خشبة المسرح حاليا لا يخيف بل هو السعي لتشخيص الحالة والوصول من خلالها الى الهدف المطلوب وعلى من هم خارج المسرح ان يتفاعلوا مع الممثلين ويندمجوا في العمل لان الممثلين هدفهم نبيل وطرحهم مشروع ولا يجوز اقصاؤهم او البحث عن وجهات غير الوجهات الحقيقية لمعاني الهوية والانتماء فهذه المعاني موجودة في كل دول العالم ولا اختلاف عليها الا اننا نحن من نختلف عليها او من يتم استغفالنا للخلاف عليها لاهداف مشبوهة ومشوهة ولان ذلك موجود فيطل علينا عدونا بين فترة واخرى ليقول انتم الوطن البديل وقد نكون امام هذه الشرذمة والانقسام الوطن المحتل وليس البديل وعندها لا ينفع الندم واعتقد ان هوية الانتماء بوجود العدو ستزيدنا صعوبة لاننا سننقسم كما نحن مقسومون بين من هو منتم للوطن ومن يتعامل مع العدو لاننا نريد ان نعكس واقعنا الحالي حتى لدى عدونا فنصبح ابناء وطن واحد نأكل بعضنا البعض.
اننا ان لم نصل الى نتائج حقيقية وبأسرع وقت ممكن في تحديد الانتماء والهوية والتي تتطلب تغييرات عديدة لتثبيتهما لانهما اصلا موجودتان ولكن قبل فوات الاوان ونصبح على ما فعلنا نادمين، فاللعب في جنح الظلام هو من يدخلنا الى مهاوي الردى فالنفرد الاوراق على الطاولة وفي وضح النهار لنمسي مرتاحي البال وننام لينبلج الصباح على وطن نجتمع فيه على هوية واحدة راسخة وانتماء كما هو الانتماء عند المواطن المصري.
.