جفرا نيوز -
جفرا نيوز - د. عبدالحكيم القرالة
أعادت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الولايات المتحدة الأميركية، رسم الخطوط الواضحة للعلاقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين عمان وواشنطن ومواقفهما المتوائمة حيال العديد من القضايا الاقليمية والدولية، وذلك بعد أن حاولت بعض الاطراف خلال الفترة الماضية، التأثير على هذه العلاقة عبر تجاوز الدور الاقليمي المحوري للاردن في المنطقة.
زيارة جلالة الملك ولقاؤه أركان الادارة الأميركية وعلى رأسها الرئيس جو بايدن؛ كأول زعيم عربي يلتقيه بعد توليه السلطة حملت رسائل مهمة محورها المكانة الرفيعة والاحترام الكبير الذي يحظى به جلالته في الاوساط الدولية بالعموم والأميركية على وجه الخصوص.
هذه المكانة لم تأت من فراغ بل لما يتمتع به جلالته من «حكمة وحنكة» سياسية تستند لرؤى ثاقبة وعميقة حيال مختلف الأزمات الدولية والإقليمية والتي لطالما شكلت للاخرين، خارطة طريق لتجاوزها بأفضل السبل وأنجعها.
لا يخفى على أحد ان الرؤى الملكية حيال قضايا المنطقة والتي شكلت أزمات عصفت بها منذ عقود كانت طوق نجاة وسبيلا لتجاوزها وعلى رأسها القضية المركزية والمحورية القضية الفلسطينية فقد حمل جلالته افكارا خلاقة وناجحة لتحقيق سلام عادل وشامل، يقوم على حل الدولتين، ويعيد الحقوق للأشقاء الفلسطينيين، وكان على الدوام حاملاً لواء الدفاع عن القضية الفلسطينية وشرعيتها،والسعي الدؤوب نحو اطفاء نار الحروب والاقتتال في المنطقة لتنعم شعوبها بأسرها والاجيال القادمة بأمن وسلام.
كما كان لجلالة الملك عبدالله رؤى مستشرفة وعميقة حيال الأزمة السورية والازمات التي تعصف بعدد من دول المنطقة وسبل تجاوزها،فضلا عن تحدي الارهاب والجماعات المتطرفة التي أحدثت الخراب والقتل في مختلف ارجاء المعمورة حيث وقف الاردن بقيادة جلالته في طليعة الدول التي حاربت هذه الافة فكرياً وعسكرياً وكان لدى جلالته وصفات ناجعه لمحاربة هذا الفكر الضال.
الحفاوة والاحترام الكبيران اللذان لقيهما جلالته خلال لقاءاته مع مختلف مراكز صنع القرار الاميركي لم تأت صدفة بل لعلاقة تاريخية وطيدة وللثقة الكبيرة التي يتمتع بها جلالته لدى دوائر صنع القرار الأميركية، والتي نبعت من تجارب تاريخية اثبتت أن الاردن بقيادة جلالته،شريك استراتيجي لا يمكن الاستغناء عنه لما يملكه من حكمة وافكار ورؤى ثاقبة جعلت منه قائداً فذاً وسياسياً محنكاً قادراً على المساهمة بقوة في تحقيق الامن والسلم في المنطقة بالشراكة مع الولايات المتحدة الاميركية.
اليوم وبعد هذه الزيارة التاريخية بتوقيتها وجوهرها،كلنا فخر بجلالتة،بعد ان شاهدنا كل هذه المكانة والتقدير الذي تكنه مراكز صنع القرار في أعظم دولة في العالم،لقائد صنع من التحديات فرصاً وتميزاً برغم كل ما يواجهه الاردن من تحديات كبيرة على مختلف الصعد.
وهنا أثبتت الدبلوماسية الاردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني أنها فذّة ولا يشق لها غبار وذات تأثير إيجابي ناجع وفاعل عند الاشتباك مع الملفات الاقليمية والدولية،ما يؤكد وبقوة ان الاردن حاضر بقوة وصوته مسموع في مختلف القضايا الاقليمية والدولية المصيرية.
المتابع لبرنامج الزيارة الملكية يجده حافلاً بالكثير من اللقاءات المهمة مع القيادات الأميركية،وأن الترحيب والاهتمام والاشادة من قبل المسؤولين الاميركيين كانت حاضرة في جميعها ما يؤشر على المكانة الكبيرة والثقة التي يتمتع بها جلالته في مختلف الاوساط الأميركية.
الزيارة الملكية أكدت ووثقت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين واهميتها لكليهما في ظل ظروف استثنائية تعيشها المنطقة والعالم بأسره،وانها مستمرة ومضطردة حيال كافة القضايا المشتركة.
وبامكان المراقب الحصيف، والسياسي المحنك، أن يتنبأ منذ الان، ان المستقبل القريب سيشهد دوراً اردنياً محورياً استراتيجياً في المنطقة، وهو الامر الذي سينعكس ايجاباً بالضرورة، على الاوضاع السياسية والاقتصادية للمملكة،ويكون باكورة للنجاح والانجاز، الذي سيطوي–بعون الله–ملف الشهور العجاف التي مررنا بها خلال الفترة الماضية.