جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - د . خلف الطاهات
في يوم ميلاده السابع والعشرين من عمره المديد آثر سمو ولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني ان يكون بين شباب الوطن ويقضي من وقته يستمع اليهم ويحادثهم، هناك في مستشارية العشائر فاجأ سموه مجموعة من الاكاديميين في الجامعات الرسمية بالجلوس معهم وكانت المستشارية تستضيفهم لمناقشة مبادرات محلية وشراكات ما بين الجامعات والمجتمعات المحلية التي تتواجد فيها وفق اطر علمية واضحة.
لم يكن عبثا اختيار مكتب سمو ولي العهد الزمان والمكان بان يكون سموه بين نخبة من الاكاديميين من ابناء العشائر بيوم ميلاد سموه الميمون. حيث ينخرط سموه منذ سنوات في نشاطات ومتابعات ولقاءات ضمن برنامج مزدحم تشمل زيارات رسمية وشعبية تمتد لتشمل قرى ومدن المملكة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب وهي أنشطة تنم عن تفاعل غير مسبوق وتسريع وتيرة مدروسة لمنظومة إعداد وتأهيل سموه لحمل أعباء ومسؤوليات أكبر في إدارة ملفات عديدة في الدولة داخليا و خارجيا.
بتواضع الهاشميين جلس ولي العهد بين الاكاديميين، وبأدب جم اعتذر عن مقاطعة الجلسة، معربا عن رغبته بان يكون مستمعا لاحاديثهم، وان يبقوا بذات الاريحية التي يتحدثون بها قبل دخوله، داعيا الحضور لاستكمال ما يناقشونه من موضوعات وقضايا، موجها مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر الدكتور عاطف الحجايا لاهمية الاستمرار بمثل هذه اللقاءات ومتابعة مخرجاتها.. هكذا كان الحسين بيننا في مستشارية العشائر، وبعيدا عن البروتوكلات الرسمية يتواجد سموه في مساحات الشباب مقدما صورة هي الاروع في الالتحام والاقتراب وبقوة وبدون مقدمات من ابناء شعبه بكل السبل والطرق عبر جولات وزيارات ولقاءات ومتابعات ميدانية في اقاصي الوطن واطرافه شماله وجنوبه.
ونستذكر بفخر قبل سنتين كيف قدم سمو ولي العهد بجامعة اليرموك خطابا سياسيا غير معهود في المفردات والتراكيب والتي أنتجت مع أسلوب الإلقاء الواثق المتماسك أمام نخبة من العلماء والأكاديميين والباحثين وطلبة الدراسات العليا حالة من الانبهار والفخر والاعتزاز لما ينتظر مستقبل الدولة الأردنية من قوة شبابية تسير جنبا الى جنب مع حكمة وخبرة جلالة الملك لإدارة مؤسسة الحكم بحماس الشباب و حكمة الكبار.
اليوم كما الامس كما المستقبل الواعد، كان ولا زال ولي العهد صوتا مجلجلا للشباب، حامل مباديء جده الحسين الباني، سائرا على نهج ابيه في الحزم بالظروف الصعبة والعطف في المواقف الانسانية، وارث الشرعية الهاشمية، ناسكا في خدمة الاردن والاردنيين، مؤمنا بمنهج المراجعة والتعلم من الازمات، الداعي دوما لمأسسة العمل والجراءة في اتخاذ القرار، لا يعترف بالتواضع عندما يتعلق الامر بمستقبل الاردنيين وطموحاتهم، مراهنا على طاقة وابداع وهمة الشباب، مؤمنا بفلسفة ان طاقة الشباب تكمن في "?How to do" وليس "?What to do" ، عدوه الاكبر "الركود" وجملة "خطوة الى الوراء" خارج قاموسه السياسي، متسلحا بـ "حفنة من الايمان" وكثير من الهمة التي يرى ان لا همة تعلو همة الاردنيين في مواجهة الشدائد والخطوب، ولا يحفل كثيرا بروايات ودسائس العالم الافتراضي والاراء الهدامة لانها في يقينه انها لا تعكس الواقع ولذا يتواصل مع الناس مباشرة. " الهاشمية" بالنسبة اليه رسالة لا تتبدل، و دورها ركيزة لا تتزحزح في خدمة العروبة والإسلام، مهما تبدلت الظروف وتغيرت الأحداث، وحماية المقدسات عقيدة من ثوابت الهاشميين لا تقبل المساومة وخارج نطاق التفاوض!!
مرة اخرى، يُقدر عاليا لمستشارية العشائر خلق الفرصة الحوارية وتهيئة اجواء لابناء الوطن ونخبها من ابناء العشائر لعصف ذهني يحفز الابداع ويفجر الطاقات و يقدم المبادرات،وتوثيقها ورفعها للمرجعيات العليا، وهذه الاستدارة الجديدة في الية عمل المستشارية نهج عززه دور ورسالة المستشارية في تعاملها مع العشائر في منطاق المملكة بوجود مستشارا من اصحاب الشهادات العلمية والكفاءات الامنية المخلصة ممثلة بالدكتور عاطف الحجايا، فضلا عن رفد المستشارية بفريق عمل مميز تم نقل خبراتهم المتراكمة من الديوان الملكي الهاشمي ووزارة الداخلية، واستمرار هذه اللقاءات التي تجاوزت حتى تاريخه اكثر من عشر لقاءات تنم عن قراءة المستشارية للحظة الراهنة والدقيقة التي يعيشها الوطن وما تتعرض اليه العشائر من محاولات امتطاء صهوتها وتوظيفها من خلال اجندات لا تخدم الاردن واهله ومستقبله.