جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم - المهندس رفيق خرفان (مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية)
في عيد استقلال الوطن الذي يتزامن مع احتفائها بالمئوية الأولى لقيام الدولة الأردنية، والتي تمكن خلالها هذا الحمى العربي الأبي من أن يُحول نفسه، بحكمة وشجاعة قيادته الهاشمية الفذة، الى واحة للاستقرار في منطقة هشة تشتعل بالاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي نشهد وللأسف اليوم فصلاً آخر من فصولها الدامية والمحزنة بالعدوان الهمجي الذي تواصل القيام به قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الاشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتهاكاتها واستفزازاتها ضد الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية على السواء في القدس الشريف، يستذكر الاردنيون في مدنهم وقراهم ومخيماتهم ، يوماً مجيداً من ايام الوطن، ومناسبة عزيزة تغمر القلوب بكل معاني العز والفخار بالغرّ الميامين من آل هاشم الاطهار صانعي المجد والاستقلال ، وفيه نستذكر نضال الاجداد والاباء الذين مهروا الاستقلال بدمائهم الزكية وسواعدهم المعطاءة ، بأعظم التضحيات لبناء واعلاء بنيان هذا الحمى العربي الهاشمي..
وفي هذه المناسبة نستذكر جهود جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المتواصلة لدعم الاشقاء الفلسطينيين في نضالهم العادل والمشروع لتحقيق طموحاتهم الوطني، حيث ظلت فلسطين الارض والشعب والقضية العنوان الابرز لكل التحركات السياسية والدبلوماسية التي يقودها جلالة الملك لاستعادة حقوقهم المشروعة ، وبناء دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشرقية ، ورعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها ، والتأكيد على حق اللاجئين بالعودة والتعويض كما نصت عليه القرارات الدولية، ويؤكد الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على حق الشعب الفلسطيني بالحرية والعدالة والكرامة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لكافة الاراضي العربية المحتلة عام 1967 ، ويدين الاردن الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة والضفة الغربية وكافة الاراضي الفلسطينية ويدعو دول العالم الحر لوقف هذه الاعتداءات الاسرائيلية ، مؤكدا وقوفه الى جانب الاشقاء حتى تتحقق امانيهم وطموحاتهم الوطنية المشروعة.
ونستذكر ايضا في هذه المناسبة نضال الهاشميين ودفاعهم المتواصل عن القدس ومقدساتها وهويتها العربية الاسلامية في ظل سياسة الاحتلال الاسرائيلي الذي يستهدف المدينة المقدس واهلها وتاريخها وهويتها ، حيث توارث الهاشميون راية الدفاع عن قضايا امتهم اتداءً من المشروع النهضوي العربي الذي قاده الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه مع بدايات القرن الماضي ، وقضى الشريف الحسين بن علي منفياً لأنه رفض التنازل عن القدس وعن فلسطين لأطماع الغزاة والمستعمرين ،وحرص في وصيته على أن يوصي بدفنه في الحرم القدسي الشريف تجسيداً لتمسكه بالقدس والأقصى المبارك وفلسطين.
وحمل مسؤولية الأمانة تجاه القدس وفلسطين من بعده الملك الشهيد عبد الله الأول في عهد الإمارة ومن ثم المغفور له باذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، حيث حظي المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة ، بالعديد من الاعمارات الهاشمية واعمال الصيانة والترميم للمقدسات والمواقع التاريخية في الحرم القدسي الشريف.
وقد ورث جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين هذا الدور المقدس ، بكل تفاني واخلاص عن ابائه واجداده من ملوك بني هاشم ، ليعمل بكل اقتدار على مواجهة المخططات والمؤامرات الاسرائيلية التي تحاك ضد الحرم القدسي الشريف ، والمقدسات الاسلامية والمسيحية الاخرى الهادفة الى طمس المعالم التاريخية والدينية والحضارية العربية الاسلامية وتهويدها ، وانطلاقاً من هذا الاهتمام والرعاية التي يوليها جلالة الملك المعظم للقدس والمقدسات ، جاء الاتفاق التاريخي الذي وقعه جلالة الملك والرئيس الفلسطيني محمود عباس ليؤكد ان جلالته هو صاحب الولاية على الاماكن المقدسة، وأن لجلالته الحق في بذل جميع الجهود القانونية والسياسية للحفاظ عليها، وتوجت هذه الرعاية بدبلوماسية نشطة يقوم بها الاردن على الصعديين السياسي والقانوني لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة ، وتبني منظمة اليونسكو لقرارات تدين الانتهاكات الاسرائيلية وتؤكد على عدم الاعتراف بشرعية واجراءات سلطات الاحتلال في مدينة القدس وتدعو الى رفضها ووقفها بشكل فوري.
وتظل القدس ومقدساتها لدى الهاشميين والاردنيين فوق كل المطامع الدنيوية وتقلبات الاهواء والسياسة، عقيدة ثابته، وامانة غالية ، نحافظ عليها ونفتديها بالمهج والارواح ، كما فعل اباؤنا حين سالت دمائهم الزكية الطاهرة على ثرى القدس في باب الواد واللطرون والبلدة القديمة دفاعاً عنها وعن مقدساتها ، لتؤكد اواصر الحب والاخلاص والفداء الابدي الذي ارتضيناه من اجل زهرة المدائن ودرة تاجها المسجد الاقصى المبارك .
ونحن نتفيأ ظلال هذه المناسبة الغالية نستذكر الانجازات الكبيرة التي حققها الاردن بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم في كافة الميادين وعلى كافة المستويات من اجل رفعة الانسان الاردني، الذي هو محط الرعاية والاهتمام الملكي، حيث يؤكد جلالته على الدوام بأن الاولوية هي تأمين حياة أفضل لجميع الاردنيين، فقد أولى جلالته كل الاهتمام والرعاية لكافة ابناء هذا البلد الطاهر وتلمس احتياجاتهم ومتطلباتهم الاساسية، وقد كان للمخيمات حيز مهم من هذا الاهتمام والرعاية الملكية السامية.
وشملت مكارم الهاشميين كافة مخيمات اللاجئين في المملكة، نذكر منها ما يخص ابنائه الطلبة في الجامعات الرسمية بتخصيص (350) مقعد ومنها ما يخص فقراء المخيمات من خلال توزيع طرود الخير ومنها ما تخص قطاع الشباب بإنشاء ملاعب وغير ذلك ومنها ما يخص مجتمع المخيم من خلال انشاء مراكز تنموية شاملة وهناك الكثير والتي كان لها الاثر الكبير والمباشر في رفع مستوى معيشة ابناء المخيمات
وفي غمرة الاحتفالات بالاعياد الوطنية نؤكد على ان بناء الاردن الحديث الذي يجاهد في سبيله جلالة الملك هو واجبنا جميعاً، ومن حق القائد علينا ان نعمل وبكل عزم وارادة لبناء الاردن الانموذج الذي ينعم كل مواطنيه بالعدالة والتنمية والازدهار، الاردن القادر على اجتياز العواصف مهما بلغت حدتها، بحكمة قيادته الهاشمية والتفاف شعبه حول الرؤى الملكية لمسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ونتشرف في هذه المناسبة ان نرفع الى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم اسمى آيات المحبة والاخلاص والولاء للعرش الهاشمي وللاسرة الهاشمية الذين صنعوا بتضحياتهم هذا الاستقلال الذي نفتخر ونعتز به وندعوا الله ان يمد في عمر جلالته ويحفظ وطننا الغالي .