النسخة الكاملة

أربيل والافاق الاستثمارية الواعدة

الخميس-2021-04-20 02:45 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - عبدالرحمن الاصفر

قد نسمع من هنا وهناك الكثير من الكلام عن مدينة أربيل لكن انا شخصيا لم يسبق لي الكتابة عنها لكني الان وبعد ان زرتها ورأيتها على ارض الواقع أدهشني على الفور حجم الفرص الاستثمارية المتاحة والكم الهائل من التقدم الذي يحدث فيها ولم أبني كلامي هذا على مجرد مشاهدات سريعة وخاطفة لكني كونت نظرتي هذه بناء على ارقام وبيانات اقتصادية وزيارات ميدانية ومقابلات عمل كثيرة فالسياسة الاقتصادية التي قامت عليها مدينة أربيل اقل ما يمكنني وصفه بالمبهرة

فالقطاع الخاص المزدهر والحكومة ذات التفكير المستقبلي الإيجابي والطموح والبيئة الأمنية القوية يجعل من أربيل تسجيل نمو اقتصادي مثير للإعجاب وارى عوامل ومؤشرات قوية الى ان أربيل بدأت تثبت نفسها كمركز استثماري جديد في الشرق الأوسط هذا الواقع الذي اراه بكل واقعية ومنطقية فأرقام معدلات النمو وإجمالي الناتج المحلي تثبت ذلك رغم الصعاب التي واجهت العالم اجمع وليس مدينة أربيل فحسب في الفترة الماضية لكن رغم ذلك ان انفتاح المدينة على العالم بوتيرة مذهلة مع توفر أدوات الاستثمار ومجموعة متنوعة من التطورات الهامة سهلت هذا النمط من النمو الناجح وجعلت من أربيل محور مستقبلي وشبكة تجارية للنشاط الاقتصادي في الشرق الأوسط من خلال خلق بيئة صحية للأعمال والاستثمار وتعزيز أنشطة القطاعات وتطويرها مع التركيز على تحقيق التنمية المستدامة من خلال تأمين الوصول إلى الأسواق الخارجية للشركات المحلية وكذلك المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية التي يمكن الوصول إليها عن طريق أسواقها المحلية.

ما رأيته وبكل امانه جعلني اكتب هذا المقال البسيط الذي من المؤكد انه لن يغطي جميع جوانب المدينة الضخمة والاستثمار فيها لكن سأسرد لكم ما شاهدته ولماذا يجب علينا الاستثمار والعمل فيها ولماذا أربيل في الاتجاه الصحيح لتصبح من أهم المراكز الاستثمارية والتجارية في المنطقة كل ذلك سيكون في السطور التالية

تعد مدينة أربيل بيئة امنة جدا للأعمال والاستثمار فهي مدينة آمنة ومستقرة ومزدهرة تنعم بالموارد والأراضي الخصبة والطاقة والمواقع التاريخية والاثرية التي تجذب الزوار من شتى بقاع العالم بالإضافة الى التطور الكبير في العمران والبنى التحتية الضخمة والمتطورة والنقلة النوعية في قطاعات المال بشتى فروعها بالإضافة الى كذلك الموقع الجغرافي الذي تحتله المدينة والاهتمام الكبير بها من قبل الحكومة كونها عاصمة إقليم كوردستان العراق أنتج بيئة اقتصادية مستقرة ومتطورة ومستمرة التطور كذلك توفر فيها مطار على معيار عالمي يدفع شركات الطيران الدولية الى تسيير رحلاتها الى المدينة بكل سلاسة وانسيابية أدت الى جذب رأس المال الأجنبي إليها وادت الى تعزيز دور القطاع الخاص والاستثمارات بشكل ملحوظ فجميع القطاعات الاستثمارية لها فرص جيدة فعلى سبيل المثال وومآ رأيت فأن الاستثمار في القطاع الزراعي واعد جدا وله إمكانيات هائلة توهله ليصبح مركز زراعي ضخم على مستوى الشرق الأوسط وهناك مؤشرات قوية تدل على أن هذا القطاع له مستقبل بارز في المنطقة ولو انتقلت باستعراض سريع الى قطاع الإسكان فانه يشهد مشاريع ضخمة جدا ويحدث هذا القطاع تطورا سريعا كما أن هناك تطورات سكنية كبيرة في ضواحي أربيل قيد التنفيذ وستزيد بشكل كبير من المعروض من العقارات السكنية في غضون 2-3 سنوات المقبلة

 

وقد اكتسبت أربيل مكانه وتقدير متزايد ايضا لامتلاكها أفضل منظومة رعاية صحية في العراق بدون مبالغة وهناك جودة وكفاءة في النظام الصحي للمدينة الامر الذي يرفع من الاقبال عليها ورأيت ان التوجه الى الاستثمار في القطاع الصحي على قدم وساق وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة سيجذب هذا القطاع المزيد من الاستثمارات الخاصة متمثلة بالمستشفيات والعيادات ذات المعايير العالمية ، اما بالانتقال الى قطاع التعليم فأن أبواب الاستثمار في انشاء الجامعات الخاصة يعد امر ناجح جدا والحكومة هناك تدعم التعليم الخاص وتصدر شهادة إنشاء جامعات وكليات خاصة بكل سهولة وقد توسع الالتحاق بالجامعات الخاصة بسرعة كبيرة خلال السنوات الماضية وما زال الامر الذي يخبرنا عن مدى مردود الاستثمار في هذه القطاع

ولان المدينة غير ساحلية ومع ارتفاع مستوى التجارة تستمر شبكة النقل المحلية في لعب دور حاسم في الحفاظ على النمو كما ساعدت خدمات الركاب والشحن الموسعة المعروضة من مطار اربيل على تعزيز سمعة المدينة المتميزة بالفعل كمركز حيوي للنقل الدولي علاوة على ذلك التطوير المقترح لأنظمة السكك الحديدية ووسائل النقل العام الحديثة وارى ان القطاع يمثل نقطة مضيئة في السوق المزدهر لأربيل والاستثمار فيه ناجح جدا

 

اما قطاع الاتصالات يعد من أسرع الصناعات نموا في المدينة وهو أحد القطاعات الأكثر أهمية من الناحية الإستراتيجية للتطوير المستمر للمدينة فهناك انتشار للتكنلوجيا والهواتف والأجهزة اللوحية بشكل ضخم جدا والاستثمار واعد في الفرص لشبكات الإنترنت التي تنمو بشكل كبير ولعل التنافسية الكبيرة بين الشركات التي تقدم خدمة الانترنت في المدينة تخبرنا شيء بسيط عن مدى نجاح الاستثمار في هذا القطاع

اما قطاع السياحة فهو اقل ما يمكن وصفة بانه مذهل وتستمر السياحة في اربيل في النمو مما يعطي فرص استثمارية جديدة وهو قطاع أساسي للتنمية الاقتصادية السريعة للمدينة وقد ساعد التحسين الهائل للبنية التحتية إلى جانب برامج التجديد والترميم الحضري المكثفة على تطوير هذا القطاع واصبحت اربيل من الوجهات الرئيسية للسياح المحليين والأجانب لروعة مناخها وجمال طبيعتها

اما الخدمات المصرفية فهي تساعد وبشكل كبير القطاع الخاص والاستثمارات بالازدهار وفيها بنوك كبيرة متعددة الجنسيات حيث أصبحت اربيل المكان المثالي لتوسيع قطاع الخدمات المصرفية حيث هناك فيها بنكين مركزيين مملوكين للدولة بالإضافة الى العديد من البنوك المملوكة للدولة والبنوك المملوكة للقطاع الخاص كذلك توفر التأمين الذي يعمل على تعزيز الاستثمار حيث يمكن للمستثمرين تقليل مخاطر استثماراتهم من خلال مشاريع مصممة بشكل مناسب وقد أضاف قطاع التأمين المزيد من المهنية على الاستثمار في المدينة.

 

 

وقد رصدت لكم بعض المشاريع الاستثمارية التي لها فرص كبيرة وناجحة وواعدة وسأذكر لكم البعض منها على عجاله الصناعات الغذائية وتجارة واستيراد السيارات والآلات الثقيلة بالإضافة الى صناعة البتروكيماويات ومصانع الاسمنت والأجهزة الكهربائية المنزلية ومصانع الطلاء والورق والزجاج والالمنيوم والأثاث والحديد والصلب والمحولات والكابلات الكهربائية والملابس والصابون والمنظفات و النسيج والسجاد والعصائر والمشروبات الغازية و الأسمدة والأنابيب البلاستيكية وزيوت الطهي مثل عباد الشمس والذرة والزيتون و ملح الطعام والطحين ومعجون الطماطم والقطن والحقائب الجلدية بالإضافة الى الفنادق والمجمعات السياحية والمستشفيات والعيادات الخاصة وبناء المجمعات السكنية ومشاريع البنية التحتية ومطاعم الامتياز العالمية والبناء الجاهز بالإضافة الى تربية الأبقار والعجول والدواجن واللحوم وبيض المائدة بالإضافة الى الجامعات والمعاهد ومراكز التدريب والمدارس بمعايير دولية فقطاعات الإسكان والسياحة والزراعة والصحة والتعليم والخدمات المصرفية والاتصالات والنقل والتجارة والصناعة جميعها تمتلك فرص استثمارية واعدة اذا ما تم وضع خطط استثمارية مميزة لها بالتأكيد إذا كنت مستثمر او ان كان لديك شركة وترغب في الحصول على موطئ قدم في السوق العراقية فإن مدينة اربيل تعد بوابة واضحة المعالم لك .

 

ختاما ما ذكرته أعلاه هو ملخص سريع لما رأيته وشاهدته بأم عيني وبناء على ذلك فأني أرى ان أربيل في الاتجاه الصحيح لتصبح من أهم المدن الاستثمارية في الشرق الأوسط وهذا الكلام ليس عشوائيا او عبثا بل هو كلام مبني عن واقعية ومنطقية وادعو المستثمرين العرب وأصحاب الشركات الى بدء أعمالهم في أربيل وان لا يضيعوا الفرصة فقطار التنمية والاستثمار يمضي مسرعا فلا يفوتكم هذا القطار.

 

اللهم احفظ العراق واهله الطيبين الكرماء الاصلاء من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه اللهم ادم نعمك على أرض الرافدين وارزقهم الامن والأمان والاستقرار والازدهار

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير