النسخة الكاملة

الجائحة تفاقم أزمة المطاعم في اليونان .. 6 من كل 10 مؤسسات مهددة بالإغلاق

الخميس-2021-04-11 12:16 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - على بعد أمتار قليلة من موقع الأكروبوليس الأثري، تتجول إيلينا، مندوبة مبيعات إحدى العلامات التجارية المنتجة للمشروب اليوناني الوطني "أوزو" في أزقة أثينا، لتستكشف أي مطاعم نجت من بين تلك التي درجت على التعامل معها وتزويدها بالمنتجات.

لكن، في كل مكان، لم تُعِد المطاعم مفارش المائدة ذات اللونين الأزرق والأبيض إلى طاولاتها بعد، ولا يزال صوت آلة البوزوكي الموسيقية الشهيرة غائبا عنها، مع أن أصداءها كانت لا تزال تتردد فيها خلال الصيف الماضي.

ووفقا لـ"الفرنسية"، قالت إيلينا بعدما لمست أن كل الـ"تافيرنا" التي شملتها جولتها مغلقة "أردت أن أرى من نجا من الجائحة، ولاحظت أن الجميع ينظفون بنشاط واجهات مطاعمهم لكي يبقوا منشغلين".

إنها مثل حال فينيتيا أفييرينو، التي استعانت بالأزهار الاصطناعية لتزيين مطعمها المغلق ككل المطاعم في اليونان منذ 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020.

فالسلطات اليونانية لا تعتزم السماح بفتح المطاعم والمقاهي مجددا إلا في مطلع أيار (مايو) المقبل. ولم تعمل فينيتيا سوى أربعة أشهر خلال عام كامل في المطعم الذي تملكه منذ تسعة أعوام في حي كوكاكي، لكنها انتهزت الفرصة لإعادة النظر في كامل قائمة ما يقدمه مطعمها من أطباق، وقالت "أريد من الآن فصاعدا أن أوفر لزبائني الذين ظلوا محجورين مدى أشهر عدة رحلات مطبخية في كل أنحاء اليونان" .

وأضافت "الإنسان بطبعه اجتماعي، ونحن بحاجة إلى أن نلتقي أصدقاءنا مجددا، ونتبادل الأحاديث فيما نتناول وجبة لذيذة".

وبات الموظفون العشرة الذين يعملون لديها في وضع بطالة جزئية، فيما اضطرت طباختها فلورينتيا بسيماديس، إلى أن تعيش ببدل شهري قدره 534 يورو منذ تشرين الثاني (نوفمبر)، بينما كان زوجها أصلا عاطلا من العمل منذ مدة طويلة.

 وقالت "لجأنا إلى اقتراض المال، وقللنا نفقاتنا، وتعلمنا أن نعيش بمبلغ قليل منذ الأزمة الاقتصادية".

ويعمل 330 ألف شخص على الأقل في القطاع المطعمي. وأكد يورجوس كافاتاس رئيس نقابة أصحاب المطاعم أن عشرات المطاعم والمقاهي توقفت حتى الآن عن العمل في وسط أثينا وتيسالونيكي. وأشار إلى أن ستا من كل عشر مؤسسات تواجه خطر الإغلاق.

وسعيا إلى تجنب مثل هذا السيناريو الكارثي، فسخ تيليماخوس نيكوليتاتوس عقد إيجار مقهاه الصغير الذي يحوي 15 مائدة في منطقة كايساريانين، ويعتزم فتح مطعم للوجبات السريعة على بعد أمتار قليلة.

وأوضح الرجل الأربعيني أن الفواتير تتراكم، ولم يعد بالتالي قادرا على دفع إيجار محله ولا طبعا إبقاء موظفيه البالغ عددهم 16، مضيفا "لهذا السبب، قررت استئجار مكان أصغر ببدل إيجار أرخص، وألا أبقي سوى على اثنين من المساعدين في المطبخ".

ورصدت الحكومة اليونانية موازنة قدرها 330 مليون يورو بتمويل أوروبي لتنشيط القطاع وتمكين أصحاب المطاعم من التخزين مجددا خلال الشهرين أو الأشهر الثلاثة الأولى. وأعلنت وزارة التنمية والاستثمار أن المطاعم ستحصل على قروض تعادل قيمتها 7 في المائة من إجمالي مبيعاتها عام 2019.

لكنّ تيليماخوس سأل "هل سنتلقى هذه الأموال قبل إعادة الافتتاح الفعلية؟"، ملاحظا أن "توزيع المساعدات يتسم دائما بالبطء في اليونان".

أما فينيتيا فعبّرت هي الأخرى عن شكوكها، إذ قالت "هذا القرض يخيفني أكثر من أي شيء آخر، سيكون علينا سداده في مرحلة ما، فهل سنكون قادرين على ذلك أم سننوء تحت عبء الديون؟".

ومع أن تريانتافيلوس لاداس الذي يملك منذ عام 1995 مطعم سمك في منطقة سينتاجما يرحب "بهذه البادرة الحكومية الضرورية التي لا غنى عنها"، لا يخفي قلقه الشديد بشأن المستقبل.

ولا يقدم تريانتافيلوس في الوقت الراهن سوى نحو عشر وجبات يوميا مخصصة للطلبات الخارجية، وخسر نحو 80 في المائة من مبيعاته.

وقال الرجل الخمسيني المتحدر من جزيرة ليسبوس "نأمل أن يتمكن السياح من العودة هذا الصيف، وأن يرغب اليونانيون في الخروج والالتقاء في المطعم على الرغم من الوضع الصحي، لكن ثمة كثيرا من القلق".

ومع ذلك، حرص صاحب المطعم على أن يكون متفائلا، إذ أضاف "في اليونان، ننتقل من أزمة إلى أخرى، لكننا نتعافى دائما، لقد نجوت من الأزمة المالية، وسأنجو من الأزمة الراهنة أيضا".

وتأمل اليونان التي تعد من أشد الدول المؤيدة لـ"جواز السفر اللقاحي" أن تتمكن بدءا من منتصف أيار (مايو) من إنعاش السياحة التي تمثل أكثر من ربع دخلها. وتخطط أثينا لإنفاق 11.6 مليار يورو هذا العام لتعويض آثار الوباء، بعدما أنفقت 24 مليارا في العام الماضي. وسُجّل في اليونان نحو 280 ألف إصابة بفيروس كورونا أدت إلى نحو 8500 حالة وفاة.