النسخة الكاملة

المواطن والصيف الآمن

الخميس-2021-04-11 12:02 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - بلال حسن التل

 قدمت الحكومة مؤخرا, ما أسمته بالإجراءات التخفيفية على المواطنين, للوصول إلى صيف آمن من وباء كورونا, مما يساعد على العودة التدريجية للحياة الطبيعية, حيث بلغت قيمة هذه الإجراءات أربعمائة وثمانية وأربعون مليون ديناراً أردنياً, والسؤال هنا هو ما المطلوب من المواطن الأردني للوصول إلى صيف آمن في موازات ما فعلته الحكومة, ولتؤتى إجراءات الحكومة أُكلها؟.
     

في ظني أن المطلوب من المواطن كثير جدا, وبدون أن يؤدي المواطن ماهو مطلوب منه فلن يكون لإجراءات الحكومة الأثر أو التأثير المطلوب, وأول ماهو مطلوب من المواطن أن يلتزم على امتداد الأرض الأردنية بإجراءات الوقاية والسلامة العامة, دون حاجة إلى رقابة من أي نوع, لأن المواطن هو المسؤول الأول على سلامة نفسه وأسرته ومحيطه, وبدون إدراكه لهذه الحقيقة فلن تجدي كل الإجراءات الأخرى, وبدون أن يدرك المواطن أيضاً أن المدخل الحقيقي لالتزامه بإجراءات السلامة العامة, هو تغيره للكثير من عاداته الاجتماعية, وأول ذلك الامتناع عن العناق خاصة في المناسبات الاجتماعية, بل والتوقف عن إقامة الكثير من هذه المناسبات, وأول ذلك مجالس العزاء التي مازال البعض يتحايل لإقامتها, رغم أنها من أهم بؤر نشر الفيروس اللعين, ومثلها كذلك حفلات الخطوبة والزفاف وكذلك دعوات الولائم.
  
 وإذا كانت عاداتنا الاجتماعية بحاجة إلى إصلاح, فإن ما هو أسهل من إصلاحها وأكثر ضرورة هو تصحيح سلوكنا الاقتصادي, وأول ما يجب إصلاحه, هذا الإقبال الشره على شراء المأكولات قبل كل يوم من أيام الحظر, حيث تشهد المخابز ومحلات بيع الفواكة والخضار ومحلات اللحوم ومحلات بيع الحلويات ازدحاماً شديداً من المواطنين, الذين يأخذ غالبيتهم أضعاف حاجته من كل هذه المواد, التي ينتهي جزء كبير منها في حاويات القمامة, مما يعني هدراً اقتصادياً على المستوى الفردي والمستوى الوطني, ولا علاج لهذا السلوك غير الطبيعي, إلا أن نعتاد على شراء حاجتنا الضرورية فقط, كما أن الطوابير أمام المخابز والمحلات على أنواعها هي الأخرى مصدراً هاماً من مصادر انتشار الوباء اللعين, ناهيك عن أن هذه الطوابير تولد نوعاً آخر من الطوابير هي طوابير وسائل النقل من سيارات وحافلات وبكبات, مما يخلق حالة من التوتر العصبي للمواطنين بصورة شبه يومية, بالإضافة إلى أنها هدر لفاتورة الوقود على المستويين الشخصي والقومي, علاوة على أنها هي الأخرى مصدر من مصادر نشر العدوى, وكلها شواهد تؤكد أن على المواطن أن يقوم هو الآخر بالكثير الكثير كي نصل إلى صيف آمن.
Bilal.tall@yahoo.com