جفرا نيوز -
جفرا نيوز - حمادة الفراعنة
تُفتح صباح اليوم صناديق اقتراع انتخابات كنيست المستعمرة الإسرائيلية الرابع والعشرين، في دورة متلاحقة للدورات الثلاث الماضية خلال السنتين الماضيتين، لتحقيق رغبات نتنياهو في الحصول: 1- على أغلبية برلمانية مريحة توفر له الحصانة من المحاكمة الجنائية كفاسد، و2- حكومة مسنودة بأغلبية برلمانية تزيد عن 60 نائباً، وإلا سيبقى خيار الذهاب إلى دورة انتخابية خامسة قائماً.
التنافس بين القوائم من داخل المعسكر الواحد اليميني، واليميني المتطرف، والديني اليهودي المتشدد، بينما اليسار يقاتل من أجل البقاء وخاصة حزبي العمل وميرتس، والقائمتان العربيتان ليستا أحسن حالاً فالقائمة العربية المشتركة المكونة من ثلاثة أحزاب سيتراجع تمثيلها، والقائمة الموحدة الإسلامية برئاسة منصور عباس يادوب تتجاوز نسبة الحسم وتكون محظوظة جداً إن حصلت على مقاعد في البرلمان المقبل.
نتنياهو مازال الأقوى رغم تعدد خصومه واتساع حجم المعارضة ضده، ليس فقط في الاحتجاجات والتظاهر، بل حتى من قبل حلفاء كانوا معه وأنفضوا عنه وباتوا يحلمون لأن يكونوا بديلاً عنه: لبيد وساعر وبينت وليبرمان، ولكنهم وأحزابهم لا يملكون القدرة في هزيمة الليكود والتفوق عليه، فالإحصاءات دالة على أن حزب نتنياهو في أسوأ الأحوال سيحصل على رُبع عدد مقاعد البرلمان، بينما لا يحصل أي من الأحزاب منفرداً على عشرين مقعداً بل أقل من ذلك.
على المستوى السياسي، لا أفق مفتوحا لتعديل خيارات المستعمرة نحو الفلسطينيين، لا دولة ولا حتى تحسين الأوضاع المعيشية والسياسية للشعب الفلسطيني تحت سلطة الاحتلال، فالعبث السياسي يسود المشهد الفلسطيني، فبدلاً من احترام نصيحة مصر والأردن، وإدراك قيمة المعادلة، التي قدمتها القاهرة وعمان إلى رام الله وهي:
1- ضرورة وحدة حركة فتح لمنافسة حركة حماس من موقع قوة، و2- ضرورة إنهاء الانقسام مع حركة حماس لمواجهة التفوق الإسرائيلي وبرامجه الاستعمارية التوسعية، بدلاً من ذلك تتمزق حركة فتح وتضعف وتأكل أبنائها وتتهمهم وتتخذ إجراءات تعسفية بحقهم، وانعكاسات ذلك مدمراً على واقع ومستقبل الشعب الفلسطيني وخياراته الكفاحية، في مواصلة العمل لاستعادة حقوقه وبرنامجه الوطني، بل وكلاهما فتح وحماس قدمتا شهادات حُسن سلوك مسبقاً للعدو الإسرائيلي: 1- حركة حماس يوم 31/8/2020 ، بالتهدئة الأمنية، 2- حركة فتح يوم 14/11/2020، بعودة التنسيق الأمني.
نتنياهو يتحالف مع أشد الأحزاب الصهيونية تطرفاً الذي يرفع شعار طرد الفلسطينيين من مناطق 48، وضم مناطق 67 لخارطة المستعمرة الإسرائيلية.
صورة سوداوية، ولكنها تكشف المزيد من الوجه والمضمون العنصري الاستعماري التوسعي البشع، لمجمل المستعمرة الإسرائيلية، فالفساد والتسلط والتطرف، هو مقدمات للعزلة والانكفاء عن المجتمع الدولي، الذي ساهم بقوة في ولادة المستعمرة على أرض فلسطين، تعاطفاً مع مأساة اليهود في أوروبا وتآمراً على الشعب الفلسطيني بتحويل وطنه إلى دولة للمستوطنين الأجانب الذين تم جلبهم من أوروبا، والتخلص من عقدة اضطهاد اليهود وكراهيتهم.