جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: الدكتور الصحفي غازي القظام السرحان
دخل الأردن حرب الأيام الستة "حرب عام 1967" مع العدو الإسرائيلي إلى جانب عدد من الدول العربية والتي خاضت المعركة بكيفية سيئة جدا ما أدى إلى احتلال إسرائيل لمزيد من الأراضي العربية بعد انهيار سلاحها العسكري , إلا أن الأردن خرج خروجا مشرفا قدم في تلك الحرب الشهداء والبطولات والجراح وكان على الأردن أن يعيد بناء قدراته العسكرية وعلى رأس الأولويات بناء قوه قتاليه بريه بسرعة. فإسرائيل التي عرف عنها الغطرسة والعدوان والاحتلال وتتجاهل الحق والاستحقاق والقانون وغير ابهه بأي حدود جغرافيه أرادت في العام التالي أن تحتل مرتفعات " جلعاد" ألمعروفه بجبال السلط والقضاء على العمل الفدائي الذي كان يتخذ من منطقه" الأغوار" منطلقا لعمليات فدائيه ضد إسرائيل , وتوهم الغزاة أن حربهم مع الأردن ستكون سهله ونزهه يدفعهم في ذلك الغرور والغطرسة والكبر .
كان جلاله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه داعيا إلى تعبئه المجتمع الأردني بأكمله وبناء الأرضية ألصلبه للأمن الإنساني والوطني بإطار حديث وواضح يقوى على الصمود ويمضي بالمسيرة بادراك موضوعي للحقائق والإمكانيات والممكنات, عاملا على تطوير وتحديث الجيش العربي وتطوير وسائل التصدي للعدو وعدم الركون إلى الجمود مجسدا لما جاء في قوله سبحانه وتعالى " كل يوم هو في شأن " ولما سئل الرسول عليه الصلاة والسلام ما ذلك الشأن قال ( من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين ) . لقد كان الحسين رحمه الله صانع نصر الامه في الكرامة , يحث القادة والجنود والمواطنين على الصمود والتصدي والبطولة والبسالة حتى يخرج آخر جندي إسرائيلي من الأراضي الأردنية فأنجز النصر بنصر من الله .
شغل المرحوم الفريق مشهور حديثه ألجازي مناصب مختلفة في القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي وكان يحظى بشعبية هائلة بين أوساط الشعب وأفراد الجيش، قائدا عسكريا عبقريا وبطلا شعبيا ,قاد ألجازي معركة الكرامة الخالدة والى جواره قاده شجعان أمثال العميد الركن المرحوم مفضي عبد المصلح السرحان والذي شغل مدير العمليات الحربية في القوات المسلحة الأردنية /الجيش العربي آنذاك والفريق فاضل علي فهيد السرحان والعميد الركن المرحوم عوده عويد السرحان والمرحوم محمد حنيان العون وغيرهم من الأردنيين الأشاوس والأبطال ضباطا وصف ضباط وأفراد. عمل ألجازي على إعداد كافة العمليات والخطط الحربية وقياده المحاربين على الجبهة واشرف على تدمير القوات الأسرائيليه واجبرها على التقهقر والانسحاب مخلفه وراءها جثث قتلاها والياتهم المد ولبه والمجنزرة المدمرة بأرض المعركة .لجأ ألجازي إلى طرق لا مثيل لها في التكتيك والمهارة القتالية ولم تكن قوات الحجاب الأردنية ووحدات المراقبة مصدرا أوليا لتحركات القوات الأسرائيليه فحسب بل أرسل من يتسلل لاماكن العدو غربي النهر بإشكال وهيئات مختلفة لجلب أسراره ومراقبه تحركاته لقد مارس الأردن التضليل الذي ينطوي على إخفاء القوات والنوايا بالأضافه إلى استخدام الأفخاخ والخداع لتضليل العدو وضمان تكبيده خسائر فادحه في الأرواح والعتاد والمعدات , كان هناك دافع قوي لدى قياده الجيش والجازي أن الجار العدو قد استكمل استعداداته للحرب باتجاه الشرق ولا بد والحال كهذه من الأخذ بالمبادرة والبدء في الهجوم وملاقاة الجيش الإسرائيلي عندما يبدأ بعبور النهر ولا بد من الرد بحزم وعزم على الغطرسة الأسرائيليه والتي وجد الفريق الجازي بها تهديدا وجوديا للدولة.
تفاجأ الإسرائيليون بأن لدى القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي قدرات بريه مختلطة الأسلحة ودعم مدفعي وعدد كبير من قدرات ألضربه الدقيقة التقليدية متوسطه المدى والتي يمكن استخدامها ضد أهداف عملياتيه ومتحركة وبالأخص تلك الموجودة في مواقع ثابتة ومعروفه واستطاعت القوات المسلحة الأردنية تعطيل قدرات التواصل الخاصة بالجيش الإسرائيلي وتدميرها , فانهارت القوات الأسرائيليه تحت ضربات التشكيلات المدرعة والتي استطاعت تعطيل الخصوم وإبطاء قدرتهم على الرد على التطورات في ساحة المعركة .وخاض الجنود والمقاتلين حرب شوارع شرسة تخللها استخدام السلاح الأبيض , وسجل مشهور حديثه ألجازي صفحة ساطعة في أسفار الفنون العسكرية القتالية, فكان الجيش أداه موثوقه للقوه ألوطنيه وأكثر حضورا وأوضح بروزا وافعل تأثيرا في الميادين والساحات والحروب .
لم يكن نصر الكرامة نهاية أهداف الوطن وغاية ما ترجوه الامه, كانت ألكرامه استثمار لإنتاج القيمة الأساسية التي تتأسس ألدوله عليها اعتزاز بتاريخ المملكة العريق وارثها الحضاري وقدره الخطط ألموضوعه على تحقيق الأهداف المرجوة منها.
وما زالت القوات المسلحة الأردنيه بقياده ملك البلاد جلاله الملك عبد الله الثاني بن الحسين تمضي في دروب العز والمجد والنصر تحمي الحدود وترد المعتدي وكل طامع ومغامر وتبسط الأمن والسلام على ربوع الوطن.