جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب عصام قضماني
هذه مناسبة نحتفي بها في عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني وأعياد ميلاد الملوك والقادة ليست مناسبة اجتماعية بل هي سياسية بامتياز فيها نستذكر البدء والإنجاز والتحديات أيضا.
هذه مملكة واحدة وممتدة لسلالة شريفة وموحدة والمملكة الرابعة صفة لتمييز عهد الملك عبدالله الثاني وليس لفصل ماضيها عن حاضرها ومستقبلها. ليس من معيار للتقييم سوى حالة الاقتصاد. سيقول قائل إن الحالة اليوم لا تسر، لكنها متماسكة وسط صعوبة الأوضاع وضغوط مفتعلة واخرى سقطت من السماء. عام 1998مرجع للمقارنة وفيه اقتصاد البلاد كان راكدا بلا نمو، والفقر يلف ثلث السكان والبطالة 27٪ والمديونية الخارجية 7 مليارات دولار تعادل 90% من الناتج المحلي الإجمالي وهي ثقيلة مقارنة بأسعار اليوم والدين الداخلي 15ر1 مليار دينار 20% من?الناتج المحلي وعجز الموازنة 9٪ من الناتج المحلي الأجمالي.
هذه الاوضاع ستعود لكن يجب أن نتوقف لترتيب الأولويات مجددا فهذه مئوية جديدة تطل علينا وفيها عالم جديد يتشكل. وقد بدأ حتى قبل كورونا وسواها من الأزمات وقد كان السؤال دائما كيف يمكن أن تتحول التحديات إلى فرص؟.
بعد سنوات من بدء عهد المملكة الرابعة الاقتصاد نما ٦و٧٪ وهو ينمو اليوم بمعدل 5ر2٪ سنوياً رغم الانفجار السكاني والناتج المحلي الإجمالي ارتفع ٥٠٠٪ وهبط الفقر إلى 14%، والبطالة 8ر15% قبل أن ترتفع اليوم إلى ١٩٪ والدين العام وصل إلى ٤٠ مليار دولار، لكن الناتج المحلي تضاعف لتشكل المديونية ٩٤٪ منه وعجز الموازنة قبل المنح تراجع لأقل من ٦٪ نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي.
المملكة الرابعة هي مملكة الحلم حملت بإيثار هرطقات «الربيع» وما بعده من ظلم ذوي القربى ومحيطهم، وعلاقات الأردن العربية والدولية أفضل وإدارة الخلافات بالحكمة فوتت فرصا كثيرة لأن تتحول إلى قطيعة، والأردن بفضلها في منزلة الاحترام فنجا من مصائد كادت أن تحيله إلى ساحة مضطربة غير مستقرة.
المملكة الثالثة حافظت على عهد القدس والمملكة الرابعة قبضت على جمرها ونارها بكفين من حديد. الإنجاز الاقتصادي والاجتماعي متوازن، والملك غير راضٍ ويريد أكثر، فلا يكل ولا يمل. نجا الأردن، ولكن لا يكفي أن ينحو في كل مرة الطموح هو الانطلاق ليبقى مملكته ممتدة كما بدأت، وإن كان لكل عهد صعوباته فلا نميز بين شدتها، إلا أن لكل زمان ظروفه ورجاله وأساليب إدارته وفي الحسابات.. التقييم ليس بميزان السلبيات والإيجابيات فحسب بل في شكل التحديات..