جفرا نيوز -
جفرا نيوز- تواجه تونس خطر خسارة عشرات ملايين الدولارات، اختلسها قريبون من الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، وهي مجمدة في سويسرا، بسبب انتهاء مدة تجميد هذه الأصول عند منتصف ليل الثلاثاء المقبل، 19 يناير/كانون الثاني 2021.
أموال نقلها أقارب بن علي
مسؤول في الرئاسة التونسية تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية -طالباً عدم الكشف عن اسمه- السبت 16 يناير/كانون الثاني 2021، فقال إن "المجلس الفيدرالي السويسري أعلن أن التجميد الإداري لجزء من هذه الأصول التابعة لمعسكر بن علي سينتهي منتصف ليل 19 يناير/كانون الثاني، وقد أُبلغنا بهذا الأمر من خلال قنوات دبلوماسية".
كان المجلس الفيدرالي السويسري قد أمر، في 19 يناير/كانون الثاني 2011، بعد خمسة أيام من فرار بن علي، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية، بتجميد أصول بن علي وأوساطه في سويسرا، ويمكن أن تمتدّ فترة التجميد القانونية إلى عشرة أعوام.
من جانبها، ذكرت منظمة "بابليك آي" السويسرية غير الحكومية، أنه قد يكون قريبون من بن علي نقلوا 320 مليون دولار عبر مركز جنيف المالي.
في حين أكد المسؤول في الرئاسة التونسية أنه نتيجةً لرفع تجميد هذه الأصول منتصف ليل الثلاثاء، فإن ما بين 30 و50 شخصاً من أوساط بن علي، خصوصاً زوجته ليلى الطرابلسي وشقيقها بلحسن الطرابلسي "سيتمكنون من استعادة الأموال".
أضاف المسؤول: "نحن على تواصل يومي مع السلطات السويسرية، لكن رغم تفهُّمها سيكون من الصعب القيام بأي شيء بحلول الثلاثاء"، موضحاً أنه كي تتمكن تونس من استعادة هذه الأموال تطلب السلطات السويسرية صدور أحكام نهائية، إلا أن الإجراءات القانونية لا تزال قائمة.
المسؤول التونسي أشار أيضاً إلى أن انعدام الاستقرار السياسي في تونس منذ الثورة، وتتالي تسع حكومات، عقّدا معالجة هذا الملف.
أقارب لـ بن علي نقلوا الكثير من الأموال إلى خارج تونس – رويترز
سويسرا خاطبت تونس
وبحسب صحيفة "لو تان" السويسرية، فإن وزارة الخارجية السويسرية "أعطت السلطات التونسية الجديدة الوقت اللازم لإقامة تعاون قانوني مع سويسرا".
الوزارة قالت للصحيفة إنه "خلال العام المنصرم تم تنبيه السلطات التونسية من جانب السلطات السويسرية مرات عدة، على مستويات عدة، لجهة الانتهاء المقبل للتجميد الإداري".
كما جاء في بيان موجّه للرئيس التونسي قيس سعيّد، وقّعته سبع منظمات غير حكومية، بينها محامون بلا حدود، أنه "خلال هذه السنوات العشر الطويلة لم يقُم الحكام المتعاقبون سوى بالإهمال وتضارُب المصالح، وتجاهل مطالب مواطنيهم في معالجة هذه المسألة التي كان ينبغي اعتبارها أساسية وضرورية وعاجلة".
البيان أضاف أن "فشل الدولة في استعادة الأموال سيبقى وصمة عار لا تُمحى من الأذهان، وهضماً لكرامة كل التونسيين، وجرحاً لا يمكن للعديد من المواطنين الذين يصارعون اليأس الشفاء منه".
ووفق الصحيفة السويسرية، فإن الرئيس التونسي السابق الباجي قايد السبسي (أواخر 2014-2019) لم يُخفِ يوماً تحفظاته بشأن تعقّب قريبين من بن علي، مفضلاً إصدار قرارات عفو.
يُذكر أن الرئيس المخلوع بن علي توفي عن عمر يناهز 83 عاماً في 2019، في منفاه في السعودية.