النسخة الكاملة

مائة عام من عمر الدولة وما زال " الغوارنة " يوصفون بمواطنين من الدرجة الخامسة بالأردن

الخميس-2021-01-17 09:53 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب  محمد العشيبات

استوقفني مقال الزميل فهد الخيطان في يومية الغد قبل أربعة أعوام وهو يصف حالة التردي والتهميش الذي تعرض له اهل الاغوار الجنوبية في حادثة ضحايا انفجارات الصوامع العقبة في تلك الفترة تحت عنوان " ماذا لو كان الضحايا من غير الغوارنة "لا أنكر هنا ان الخيطان رفع حجم السقف لكي يلفت انتباه الدولة لمنطقة عاش سكانها حالة من التهميش والإهمال منذ عقود. 

وتناول الخيطان حالة التهميش التي تعرض لها اهلي في الاغوار وهو يوصف مأساة عائلات الضحايا بجانب فقرهم انهم أيضا من " الغوارنه " وبنظر قطاع اجتماع عريض من المسؤولين والناس على انهم مواطنون من الدرجة الخامسة ليس الخيطان فقط من صنف التعامل مع " الغوارنة " من أي درجة فهناك الزميل مهند مبيضين وصف التعامل من قبل المسولين مع "الغوارنة" من الدرجة الثالثة في احدى مقالاته وهنا كان كل من الكاتبين يحاولون توجيه رسالة قاسية للدولة اننا جميعا قصرنا في فئة اجتماعية تتساوى معنا بالحقوق والوجبات التي كفلها لنا الدستور في دولة على أبواب المئوية الثانية . 

وسأقتبس بعض من الجمل التي وردت في مقال الكاتب فهد الخيطان " لكن مأساة الضحايا وعائلاتهم مضاعفة فهم ليسوا فقراء فحسب بل” غوارنة” أيضا. في نظر قطاع اجتماعي عريض من المسؤولين والناس هم مواطنون من الدرجة الخامسة. مناطقهم الأكثر فقرا في الأردن وشبابهم يعانون من بطالة لا مثيل لها، رغم الموارد الزراعية الهائلة لمناطق الغور، وتمثيلهم في الوظائف العليا للدولة معدوم تماما. عشرات الآلاف من المواطنين خارج حسابات المؤسسات الرسمية، وماداموا لا يحتجون ولا يبتزون الدولة مثل سواهم فلماذا نحمل همهم؟!" 

لم يصدر من عائلات الضحايا أي رد فعل غير قانوني بعد موت أبنائهم. لا احتجاج ولا تكسير أو إغلاق للشوارع كما يحصل في معظم المحافظات بظروف مشابهة. واعتقد أن اطمئنان السلطات لردود فعل أهاليهم كان أحد أهم دوافع تجاهلهم! انتهى الاقتباس. 

نعم ما نريده من الدولة ونحن نحتفل بالمئوية الثانية لتأسيس الدولة الأردنية ان نضمن مستقبل ذلك الشاب الذي تجاوز الأربعين من عمره وما زال يبحث عن عمل وذلك المزارع الذي سيفقد ارضه نتيجة السياسات الخاطئة والفتاة التي تجاوز عمرها ال خمسين وما زالت تنتظر فتى احلامها نتيجة حالة الفقر وحلم ذلك العجوز المسالم ان يسترجع ارضه التي سلبت منه قبل عقود من ظلم طبقة اقطاعية وتلك الام التي تعمل في المزارع لتوفير مصاريف أبنائها لاستكمال دراستهم الجامعية رغم فقرها. 
وأخيرا اشكر الكاتب فهد الخيطان على تلك الكلمات التي أتمنى ان تحرك مشاعر المسؤولين في الدولة بعد سنوات من كتابتها لعل النهج قد تغير بعد ذلك .

أزيد على سؤال الزميل فهد الخيطان سؤالا ثانيا: ماذا لو لم يكن سكان المنطقة من غير” الغوارنة”؟