الأبعاد السياسية لخطاب العرش "مضامين ودلالات" والمعايطة "لجفرا" : محاربة الفساد ستعزز ثقة المواطن بالدولة والنواب عليهم الدور الأكبر

جفرا نيوز – فرح سمحان 

الأبعاد السياسية والمضامين والرسائل التي حملها خطاب العرش اتخذت جانباً من حوارات الصالونات والمجالس السياسية ، حول ماهية تنفيذها والعمل على موائمتها مع الأوضاع الحالية التي تحتاج لتطبيق فعلي لما ورد فيه من خطط ومنهجيات عمل واضحة للحكومة ومجلس الأمة بشقيه الأعيان والنواب 

تركيز وتشديد الملك على أن يتخذ مجلس النواب التاسع عشر آلية عمل تختلف عن سابقاتها من حيث النهج وترتيب الأجندة والتنسيق مع اللجان النيابية وكذلك التشاركية مع السلطات الثلاث ، كل ذلك يتطلب من المجلس النظر بجدية وحزم لواقع ومتطلبات المرحلة المقبلة وتبني كل ما ورد في الخطاب الملكي كطريق ومفاتيح عمل للأيام المقبلة من عمر الدولة الأردنية 

في سياق ذلك قال وزير الإعلام الأسبق والسياسي سميح المعايطة ، إن ترجمة خطاب العرش تطبق من خلال وضع برامج تحقق توجيهات جلالة الملك، فحماية الاقتصاد الوطني مثلا تتطلب برنامجا اقتصادياً تقدمه الحكومة من خلال مشروع الموازنة وخطط أخرى، وحماية صحة المواطن تتطلب إجراءات لتعزيز البنية التحتية للقطاع الصحي وتبني إجراءات لمحاصرة كورونا وتوفير المطعوم

وبين المعايطة في حديثه "لجفرا نيوز" ، أن المطلوب من الحكومة ومجلس الأمة تفريغ خطاب العرش من خلال برامج قابلة للتطبيق وبشكل سريع بعيداً عن أي إجراءات معقدة 

وأضاف أن التشاركية بين الحكومة ومجلس النواب ليست أمرا جديدا، فهي دائما مطلوبة، لكن الظرف الصعب الذي يعيشه الأردن اقتصادياً وصحياً يجعل من الواجب على الطرفين التفكير بعقلية مهنية ، اي البحث بشكل مشترك عن حلول وليس تسجيل مواقف، وهذا يفترض أن نراه بشكل سريع في مناقشة موازنة الدولة وجلسات الثقة بالحكومة إضافة إلى كل تشريع أو قضية يتم طرحها بين الطرفين

أما فيما يتعلق بتشديد جلالته على القضية الفلسطينية وتحديداً القدس ، فأوضح المعايطة أن ذلك لم يكن مفاجئا لأن قضية القدس تحتل حيزاً مهماً في خطاب العرش فهي دائماً حاضرة في كل حديث ملكي داخلي أو خارجي، لكن هذه المرحلة لها خصوصية بسبب قدوم إدارة أمريكية جديدة تختلف في برنامجها عن إدارة ترامب 

 ولفت أن هناك تطورات كبيرة في العلاقات العربية الإسرائيلية، وطروحات يجري تداولها بشكل غير علني ولهذا كانت تأكيدات الملك على ثوابت الموقف ضرورية وهامة من حيث التوقيت والمكان، ما يفرض على مجلس الأمة ولجانه المختصة دعم هذا الموقف في حركتهم مع برلمانات العالم

وبشأن محور الفساد الذي كان حاضراً بقوة في خطاب العرش ، قال إن محاربة الفساد بأشكاله من الملفات المهمة في تعزيز ثقة المواطن بالحكومة، والأمر ليس سهلاً لكن لا يمكن تجاوزه، مشيراً إلى ضرورة وجود إنجازات في هذا الملف وبخاصة من مجلس النواب الذي تشكل الرقابة دوراً أساسيا من أدواره، وكذلك الحكومة وكل جهات الرقابة التي عليها أن تقدم للمواطن أداء ملموس في محاربة الفساد لبناء قناعة إيجابية عند المواطن