النسخة الكاملة

هزاع ذنيبات.. أوقف الموكب الملكي ومنح الأولوية لسيارة إسعاف.. فحظي بتكريم الملك الحسين.. فيديو

الخميس-2020-12-11 11:41 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز/ محمود كريشان
 من منا لا يعرف أشهر رقيب سير ليس في الأردن فحسب بل في الوطن العربي، المرحوم هزاع عبد الحميد ذنيبات القادم من محافظة الكرك، وقد خدم في جهاز الامن العام منذ العام 1966 وحتى العام1984واشتهر بوجوده في مثلث جسر النشا - المحطة ذلك التقاطع الذي يربط عمان الشرقية بوسط البلد ومنها الى مناطق عديدة من العاصمة، وقد بدأ هزاع مشواره شرطيا عاديا اسندت اليه مهمة تنظيم المرور على احد اكثر الاماكن كثافة مرورية تضيق عن احتمالها حتى الاشارات الضوئية مثلث النشا، وتعامل هزاع مع هذه المهمة الصعبة، وادى مهمته من الوهلة الاولى بمهارة واحتراف وتفوق على الاشارات الضوئية في انهاء الازدحامات المرورية، وذاع صيته واصبحت صوره في المجلات العالمية من خلال السياح الذين يحرصون على التقاط الصور لرقيب السير الماهر.
اطرف موقف

وعن اطرف موقف حصل معه قال هزاع ذنيبات في مقابلة سابقة مع «الدستور»: ان المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه كان قادما باتجاه راس العين وكنت انظم المرور على اشارة راس العين وقمت بايقاف السير دون ان انتبه الى الموكب الملكي وفي هذه اللحظة نزل احد ضباط الحرس ليعلمني ان جلالة الملك الحسين في السيارة وفي هذه الاثناء قدمت سيارة اسعاف تتبع لمستشفى باتجاه جبل عمان فاعطيت الاولوية لها، وقمت بعد ذلك بفتح الطريق امام الموكب الملكي وكان سرور جلالة الملك كبيرا لهذا التصرف الانساني وعندما وصل جلالته اديت له التحية العسكرية وقال لي: شكلك تعبان من ازمة السير!.. فقلت له: من يراك ياسيدنا تذهب همومه ولا يشعر بتعب وقد منحني هدية ملكية وامر بترفيعي الى رتبة رقيب حيث كنت برتبة عريف انذاك.
مخالفتان فقط

ويتميز هزّاع الذي خدم مدة طويلة في مكان واحد وهو جسر النشا بالمحطة، بأنه وخلال كامل خدمته العسكرية لم يحرر سوى مخالفتين مروريتين فقط، وفوق كل ذلك كان يتمتع بشهرة لم يسبقه اليها أحد من زملائه فهو يحوز على احترام جميع السائقين والمارة، فكانوا ينصاعون لأوامره وإرشاداته وإشاراته ويتقبلون تنبيهاته بكل رضا وحب.
جسر هزاع

ويقول الوزير الاسبق د. صبري اربيحات، ان كل العمانيين الذين شهدوا سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كان هزاع معلما من معالم المدينة، وكانت منصة جسر النشا او النور كما كانوا يسمونها هي الاهم، وكان هزاع جزءا من الفضاء العماني الجميل، كان ينظم المرور، ويبث الحماسة ويولد الدافعية ويزهو بلباسه وشعاره، كنت تشعر انه يملك الشارع ويحب المارة، ويعرف مقاصد كل السائقين، وكانت الوقفة على التقاطع الذي يذرع هزاع اركانه بعفوية وخطوات تشعر انها اطول منه تبدو كدعوة الى مشهد فيه من الجمال والحماسة والاحترام والاخلاص ما يملأ الصدر بمشاعر التقدير والاعجاب. واضاف: لقد كنا نقبل على التقاطع الذي يحتله هزاع وكلنا عيون لكي لا تفوتنا حركة من حركات يديه التي ترفرف كأجنحة طائر يتوق الى التحليق، وكان هزاع يعي فلسفة تكافؤ الفرص قبل وجود المركز الوطني لحقوق الانسان، وكان يحب شمس تموز ولا تخيفه برودة المربعانية، وكان يستقبل دفء ايار بقميص سماوي الزرقة، ويودع خجل ايلول بارتداء سترة الشتاء.. وهزاع بصراحة أنموذج حقيقي مشرق للتميز.
ويذكر انه في حزيران عام 2016 كان الموت يُغيب اعرق مراقبي السير في الاردن المرحوم هزاع الذنيبات بعد مسيرة حافلة بالعطاء لسنوات طويلة موصولة في جهاز الأمن العام.
kreshan35@yahoo.com