النسخة الكاملة

حالة من التراخي وعدم الجدية تسود المشهد في تنفيذ مشروع النقل بين عمان والزرقاء

الخميس-2020-12-02 11:54 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - اجمع مسؤولون سابقون وخبراء نقل على ان الاسراع بتنفيذ مشروع النقل الكبير بين عمان والزرقاء ضرورة قصوى كجزء من تطوير شبكة النقل العام، لافتين الى ان المماطلة كانت سببا في تأخير انجازه.

لكن الخبراء أكدوا جميعهم في تصريحات صحفية ان هذا المشروع الحيوي لم يلق جدية في التنفيذ على مدى سنوات مضت رغم الاقرار بأهميته في حل مشكلة نقل كبيرة بين المحافظتين الأكثر اكتظاظا بالسكان.

وبعد نحو 10 ايام للتواصل مع وزارة النقل للاستفسار عن آخر مستجدات المشروع، حصلت الرأي على تصريح مقتضب من مصدر رسمي من الوزارة ان المشروع سينفذ كباص سريع لافتا الى ان عطاءات لإنشاء البنية التحتية للمشروع طرحت من قبل وزارة الاشغال العامة.

أما هيئة تنظيم النقل البري المسؤولة عن النقل في المحافظات وهي أول من رسم تصاميم المشروع قبل سنوات، وكانت المسؤولة الاولى عن طرح 3 عطاءات لإنشاء قطار خفيف جميعها تعثرت قبل اي تنفيذ، ذكرت على لسان الناطق الاعلامي باسم الهيئة ان المشروع بات من اختصاص وزارة النقل وليس الهيئة.

وبحسب مراقبين فإن اعدادا كبيرة من المواطنين الذين يتنقلون بشكل يومي بين عمان والزرقاء بما يعادل الف مواطن بالساعة، ما يؤكد ضرورة وجود نقل بديل بين هاتين المدينتين حيث ان الباصات التقليدية اصبحت لا تفي بالغرض.

واكد المسؤولون السابقون وخبراء النقل ان مشروع النقل الكبير بين عمان والزرقاء هو مشروع ريادي ذو اهمية ويخدم محافظتين تشكلان ما نسبته 50% من عدد سكان المملكة، ومن ابرز اهدافه الوصول الى نقل آمن مريح والتقليل من الحوادث والازمات ومن المحتمل ان يستحوذ هذا المشروع على 80%من الركاب.

وكانت فكرة مشروع النقل الكبير بين المحافظتين طرحت على شكل قطار خفيف في التسعينيات من القرن الماضي حيث كان اول عطاء طرح له عام ١٩٩٨ولكنه فشل وتم طرح عطاء اخر في ٢٠٠٤ والحكومة آنذاك لم تتوافق مع المتقدمين للمشروع كما طرح عطاء ثالث في العام ٢٠٠٦ أحيل على ائتلاف دولي بعد عام ليستمر مسلسل الفشل.

وقالت وزيرة النقل السابقة لينا شبيب ان مشروع النقل الكبير بين عمان والزرقاء الذي بدأت فكرة انشائه منذ التسعينيات من القرن الماضي شهد تأخرا في تنفيذه رغم اهميته لافتة الى ان الحكومات المتعاقبة لم تضعه على سلم الاولويات.

وبينت اهمية المشروع لان عمان والزرقاء قريبتان من بعضهما مشيرة الى ان اعدادا كبيرة بين المحافظتين من ذوي الدخل المتوسط يتنقلون بينهما بشكل يومي مؤكدة ان الباصات التقليدية لها سعة محددة لا تزيد عن ٢٥ راكبا ما لا يلبي الطلب المتزايد على النقل العام بين المدينتين.

وقالت «مهما كان نوع الباص عندما يزيد الطلب على النقل العام فإن الباص التقليدي لا يفي بالغرض في ظل تنقل 120 الف راكب يوميا بين عمان والزرقاء على اقل تقدير».

وقالت ان هناك تقريبآ 100 الف مركبة تتنقل بين عمان والزرقاء ونسبة الباصات فيها لا تتجاوز 10% علاوة على وجود الاف الركاب بالساعة يتنقلون بين عمان والزرقاء ما يشير الى ضرورة وجود نقل بديل او جماعي مثل القطار الخفيف او الباص السريع.

وقالت شبيب ان الحكومة اختارت الباص السريع كونه اقل تكلفة من حيث البنيتين التحتية والفوقية رغم ان عمليات التوسعة والتحويلات التي رفعت كلفة المشروع، بحسب شبيب، في البداية الا انها خفضت حاليا من ٣٥٠ مليون دينار لتصبح ١٥٠ مليونا.

وذكرت الوزيرة السابقة ان التأخير في انجاز المشروع يعود الى عدة اسباب منها وجود مشكلة بالتمويل حيث كان هناك مخصصات من جهة خليجية الا انه تم تحويلها الى مشاريع اخرى اضافة الى ان المخططات لم تكن جاهزة كما يلزم.

وقالت ان التنفيذ حاليا قد يشوبه تأخير في الانجاز بسبب فيروس كورونا.

من جهته أكد مسؤول سابق طلب عدم نشر اسمه ان مشروع النقل الكبير بين عمان والزرقاء يعد من اكثر المشاريع الحيوية وامانة عمان تتولى تنفيذه داخل منظومة امانة عمان وهو من مسؤولية وزارة النقل وتم اعطاء 4 حزم من العطاءات وتم احالتها من قبل دائرة العطاءات ويتم تنفيذها و متابعتها من قبل دائرة الاشغال.

وبين أن نسبة الانجاز في المشروع حاليا تقدر بـ 30% ورقيا متوقعا انجاز البنية التحتية للمشروع مع نهاية 2012 حسب تصريحات وزارة الاشغال العامة.

وقال ان المشروع سيخدم ملايين المواطنين بين عمان الزرقاء لافتا الى ان هذا المشروع يعد هو الاضخم والاهم لكن المشروع لم يعط اهمية حقيقية في التنفيذ مع تعدد المرجعيات التي كانت سببا في شلل كثير من مشاريع النقل العام.

وقال «آن الاوان ان يتم اعطاء هذا المشروع الحيوي حقه من دراسات حصيفة وآليات تنفيذ حقيقية ومرجعيات مسؤولة».

ويتجاوز عدد المركبات الخاصة في الاردن الـ 1.5 مليون مركبة معظمها في عمان والزرقاء.

من جهته قال خبير النقل حازم الزعبي ان الحركة الهائلة بين عمان والزرقاء سواء على صعيد السيارات الخاصة او المركبات العمومية تستلزم الاسراع بتنفيذ مشروع نقل منظم سواء باص سريع او قطار خفيف بين المحافظتين.

وبين ان التوجه لتنفيذ المشروع قائم منذ تسعينيات القن الماضي وكان هناك عدة محاولات للتنفيذ لكنها تعثرت، حيث تم طرح 3 عطاءات وفشلت وتوقف المشروع وتم طرح افكار لتنفيذه كباص سريع عوضا عن القطار الخفيف.

ولفت الى ان المشروع الذي سيرتبط بمشروع الباص السريع داخل عمان سيتم على 4 اجزاء بحيث يكون لكل جزء مهندس ومقاول مشرف عليه مؤكدا ان المشروع سواء داخل عمان او ذلك الذي يربط عمان بالزرقاء اذا نفذ بشكل كامل سيحل معضلة كبيرة في النقل العام.

الرأي