النسخة الكاملة

عروض بأقل الأسعار تغزو واجهات المحلات في العالم لتسوق أكثر إستدامة

الخميس-2020-11-27 10:52 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - الإغراءات منتشرة في كل مكان، واجهات المتاجر في منطقة المشاة تعرض أحدث صيحات الموضة وأحدث الأجهزة التقنية، ثلاثة قمصان بسعر اثنين، الهواتف الذكية أرخص 16 في المائة، هناك دائما بعض العروض الخاصة، ولاحقا، يجذبك عرض على كيلوجرامين من البرتقال في المتجر، وعندما تشتري خمسة أرغفة، تحصل على السادس مجانا في المخبز، وتستمر العروض في ملاحقتك إلى المنزل.

وبفضل الإنترنت، لا يزال في إمكاننا البحث عن صفقات جيدة حتى عقب موعد إغلاق المتاجر، حتى كريستوف هيرمان البالغ من العمر 48 عاما من نورمبرج يجد صعوبة في المقاومة، إذ يقول: "الأمر صعب، الاستهلاك من حولنا دائما في كل مكان"، وفقا لـ"الألمانية".

لكن هيرمان تعلم ممارسة الاستغناء، حيث يعد نفسه زاهدا، راضيا بالحد الأدنى من أي شيء، وفي مدونة يصف كيف غير هذا الزهد حياته، حيث يقول: "أنا في الحقيقة أمتلك فقط الأشياء، التي أحتاج إليها أو أستخدمها".

وقبل أن يشتري شيئا جديدا، يفكر هيرمان فيما إذا كان هذا الشيء ضروريا فعلا، إنه لا يشتري شيئا أبدا على نحو عفوي بدافع الرغبة المحضة، هذا هو بالضبط ما يهدف "اليوم العالمي دون شراء" إلى تحقيقه.

في نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، يدعو هذا اليوم الأفراد إلى عدم إنفاق أي أموال لمدة يوم واحد من أجل توعية الناس بانتهاج سلوك شراء أكثر استدامة، وفي الولايات المتحدة، يصادف هذا اليوم عن عمد اليوم التالي لـ"الجمعة السوداء"، الذي تبدأ فيه تقليديا مبيعات نهاية العام، ويغذي تجار التجزئة نهم المستهلكين عبر عديد من العروض الخاصة.

وفي ألمانيا ودول أوروبية أخرى، يأتي "اليوم العالمي دون شراء" عقب ذلك بيوم، في السبت الأخير من الشهر. ويرى ماتياس فيفكا خبير الاستدامة، أننا لا نزال بعيدين عن إعادة التفكير في السلوك الشرائي، حيث يقول الخبير الاقتصادي في جامعة إرلانجن الألمانية: "نحن نعيش في مجتمع مبدد، موضحا أن منطق الإنتاج موجه نحو تصنيع شيء ما ثم استهلاكه ثم التخلص منه، معربا عن اعتقاده بأن أزمة جائحة كورونا لم تغير شيئا في ذلك".

وأضاف: "لا أعتقد أن الأزمة تعد معجلا للتخلي عن الاستهلاك". وكانت المتاجر مغلقة لأسابيع في الربيع الماضي. وكان لدى الناس مزيد من الوقت للتركيز على الأساسيات، كما كان هناك مزيد من ممارسة هوايات يدوية والطبخ والحياكة.

وحتى المؤثرين على موقع "يوتيوب" ظهروا فجأة وهم يعدون خبز الموز، فبوجه عام لم يكن هناك استهلاك أقل، فبدلا من التسوق التقليدي، زاد تسوق الناس عبر الإنترنت. ويقول فيفكا: "لدي انطباع بأن الاستهلاك عبر الإنترنت في زمن كورونا أصبح نوعا من التسلية".

ويميل البيع بالتجزئة عبر الإنترنت على وجه الخصوص إلى إجراء عمليات شراء سريعة، التي يجدها الخبير مشكلة خاصة في ضوء العدد الكبير من المرتجعات، إذ يقول: "عديد من المرتجعات لم تعد معروضة للبيع لأنه يصعب ذلك لوجستيا، أو لأنها لا تستحق العناء، نظرا لانخفاض تكاليف إنتاجها".

ومع ذلك، فإن التجارة عبر الإنترنت ليست سيئة في حد ذاتها من حيث الاستدامة. يوضح يان جيمكيفيتش من الوكالة الاتحادية للبيئة: "عليك أن تنظر إلى الأمر بمنظور مختلف، ففي أحد المشاريع البحثية تفحص الوكالة حاليا كيفية تأثير التجارة عبر الإنترنت في البيئة".

ويقول جيمكيفيتش: "تبين لنا من خلال الدراسة أن هذا يمكن أن يقلل أيضا من الأعباء على البيئة، ويمكن لمستودع فعال أن يوفر في ظل ظروف معينة طاقة أكثر من المتاجر التي تعطي قيمة كبيرة لعرض البضائع وتجربة تسوق رائعة".

وبالإضافة إلى ذلك، لا تحتاج التجارة عبر التجزئة لقيام الأفراد بالانتقال للتسوق، ومع ذلك، فإن الشيء الأكثر استدامة هو استخدام المنتجات لأطول فترة ممكنة- أي إصلاحها عند تلفها، ويمكن العثور على المساعدة فيما يعرف باسم "مقاهي التصليح"، مثل "فاب لاب" في مدينة فورت الألمانية.

وتشير زابينا بون من "فاب لاب": "غالبا ما يصبح التصليح على يد متخصص غير مجد بسبب تكاليف الانتقال والأجر بالساعة، معربة عن انطباعها بأن عديدا من الأجهزة الكهربائية تتعطل بشكل أسرع هذه الأيام.

وتضيف: لكننا نلاحظ أيضا زيادة الطلب على الإصلاحات، خاصة مع أنظمة الموسيقى وأجهزة التلفزيون ومشغلات "دي في دي" وأجهزة إعداد القهوة آليا بالكامل وأدوات المطبخ الأخرى، يأتي الذين يطلبون المساعدة إلى خبراء "مقاهي التصليح".

ومع ذلك، ترى بون أن إصلاح الأجهزة التقنية أصبح أكثر تعقيدا، حيث قالت: "بعضها لا يمكن تفكيكه، مثل فرشاة الأسنان الكهربائية، عليك إما إرسالها للمركز المختص بإصلاحها أو شراء واحدة جديدة".

لكن ليس من الضروري أن يكون الشيء جديدا دائما، كما يؤكد جيمكيفيتش من الوكالة الاتحادية للبيئة، حيث يرى أنه بدلا من ذلك يمكن شراء أو مشاركة الأشياء المستعملة. الزاهد هيرمان على سبيل المثال لا يمتلك مكواة منذ أعوام، فإذا أراد كي أحد قمصانه القليلة، فإنه يذهب فقط إلى جيرانه أو أصدقائه.