النسخة الكاملة

بين الشد والجذب ... الأتراك يكنزون الذهب والدولار ضد الليرة

الخميس-2020-11-27 10:29 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تجد الليرة التركية نفسها عالقة بين شد وجذب من مستثمرين أجانب، رحبوا بالزيادة الكبيرة في سعر الفائدة ووعود الحكومة بالإصلاح، ومواطنين يتوخون الحذر ويكنزون الذهب والدولار.

وبحسب "رويترز"، شهدت العملة شهرا مضطربا بعد أداء ضعيف هذا العام في الأسواق الناشئة. وسيسهم إذا ما كانت ستتمكن من تفادي تسجيل مستويات متدنية قياسية جديدة في تحديد مدى نجاح تعهد الرئيس التركي بعصر اقتصادي جديد يستلهم آليات السوق.

ارتفعت الليرة نحو 12 في المائة بعدما استبدل أردوغان رئيس البنك المركزي ووزير المالية في تعديل صادم في وقت سابق من الشهر. 

وفي الأسبوع التالي، سارع الأجانب لشراء أصول تركية بخمسة مليارات دولار، وفقا لحسابات مصرفيين.
لكن العملة عادت لتنخفض 5 في المائة هذا الأسبوع مع دخول الأتراك والشركات المحلية على الخط بشراء ما قيمته 2.5 مليار دولار من العملة الصعبة بسعر رأوه بخسا، ويقول مصرفيون "إن شركات أكبر ربما دخلت السوق للحصول على العملة الصعبة من أجل الوفاء بالتزامات ديون خارجية متزايدة".

وبلغت حيازات النقد الأجنبي في تركيا أعلى مستوى لها عند 228 مليار دولار، وسبب رئيس في ذلك هو استيراد ذهب بنحو 22 مليار دولار هذا العام، وهو مخزن للقيمة يحبذه الأتراك خاصة في الأوقات التي تشوبها الضبابية.

وقال محمد علي يلدريم ترك وهو نائب رئيس اتحاد لمتاجر الذهب في إسطنبول ولديه متجر في البازار الكبير في المدينة "يشتري الناس الذهب بعد بيع سياراتهم أو منازلهم، أو يشترونه بأموالهم مباشرة".

وأضاف "أوجد التعهد بإصلاحات اقتصادية تفاؤلا في السوق، لكن يتعين الوفاء بهذه الوعود عن طريق خطوات فعلية".
يلقي أردوغان باللوم منذ مدة طويلة على الأجانب وارتفاع أسعار الفائدة في تراجعين اقتصاديين جسيمين، وانهيار قيمة الليرة بأكثر من 50 في المائة منذ أوائل 2018.

وجاء التحول في حديثه هذا الشهر، عن الأجانب وأسعار الفائدة، بعد تسجيل العملة سلسلة من المستويات المتدنية القياسية وفي ظل تضاؤل احتياطيات البنك المركزي من العملة الأجنبية.

وبدأت السلطات حل قيود الاستثمار في الخارج، ومنها الحدود المفروضة على مبادلات النقد الأجنبي بالليرة، التي اعتمدت العام الماضي في ظل عدم الثقة بالأجانب.

لكن التغييرات ستمضي ببطء لأن عشرات مليارات الدولارات لدى البنك المركزي لا يمكن التصرف فيها من أجل تعزيز الاحتياطيات.
ويسفر هذا عن طلب مكبوت لدى الأجانب الذين لا يستطيعون الحصول إلا على عائد بنحو 10.5 في المائة على الأصول التركية في سوق للمبادلة في لندن، حتى بعدما رفع البنك المركزي التركي سعر الفائدة 475 نقطة أساس إلى 15 في المائة الأسبوع الماضي.

وقال كيران كيرتس مدير محفظة الأسواق الناشئة لدى "أبردين ستاندرد" للاستثمارات، التي نأت بنفسها لوقت طويل قبل أن تشتري أصولا تركية هذا الشهر، "نشهد بالتأكيد مزيج سياسة تقليديا أكثر ونتعامل بإيحابية مع هذه التغييرات لكن بحذر".

وأضاف أن "رفع سعر الفائدة مرة أخرى الشهر المقبل 50 نقطة أساس سيكون "منطقيا" وقد يبقي على اهتمام الأجانب".

قد تساعد التدفقات الأجنبية على إبقاء عجز ميزان المعاملات الجارية التركي المتضخم تحت السيطرة بعدما أدت تداعيات جائحة فيروس كورونا إلى انخفاض إيرادات السياحة بنحو 20 مليار دولار.

ويزيد ارتفاع الذهب من الاختلال التجاري وخطر التخلف عن سداد الديون الخارجية، بحسب وكالات التصنيف الائتماني ومحللين. 

ويتوقع البنك المركزي أن تصل واردات الذهب إلى 24 مليار دولار بنهاية العام، أكثر من مثلي المعدل الطبيعي.

وقال مدير ثروات في أحد البنوك التركية، طالبا عدم نشر هويته، "إن العملاء يلقون حثا منذ السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) على تكوين مراكز دائنة في الليرة". وتابع "لكن كما نرى.. اشترى المواطنون ما قيمته نحو أربعة مليارات من الذهب والنقد الأجنبي خلال أسبوعين فقط".