لاعب اعتزل كرة القدم عام 1997، ولكن نجوميته الطاغية أبقته متصدرا لعناوين الصحف والمواقع الإلكترونية والبرامج الرياضية والسياسية، وكان رجلا لا يخاف من إبداء رأيه بكل شيء، سياسيا كان أم رياضيا، فكان من بين اللاعبين الأكثر إثارة للجدل.
ورغم مرور 34 عاما على قيادة منتخب بلاده للفوز بكأس العالم عام 1986 بالمكسيك، لا يزال الرجل الذي حول فريقا جيدا لمنتخب عظيم، ملكا متوجا في قلب كل أرجنتيني، ولم يستطع حتى ليونيل ميسي منازعته في ذلك.
كيف لا، و"الفتى الذهبي" كان له الدور الأكبر في فوز الفريق بلقب البطولة حيث ينسب إليه الفضل في هذا التتويج والذي كان الثاني لمنتخب "التانغو" في كأس العالم.
وسيتذكر مشجعو كرة القدم الإنجليز مارادونا دائما بهدفه المشهور بلقب "يد الله" الذي سجله في مرمى المنتخب الإنجليزي خلال مباراتهما بربع نهائي مونديال 1986.
كما أن هدفه الثاني في هذه المباراة من أروع الأهداف في تاريخ كرة القدم، حيث انطلق من منتصف الملعب ونجح في المرور من معظم لاعبي المنتخب الإنجليزي بمهارة وبراعة قبل تسديد الكرة في المرمى.
وعلى مستوى الأندية، كانت فترة لعبه مع نابولي (1984-1991) هي الأبرز في مسيرته الكروية حيث صنع تاريخا مع هذا الفريق وقاده للفوز بلقب الدوري الإيطالي في 1987 و1990 ليكونا اللقبين الوحيدين في تاريخ هذا الفريق بالدوري الإيطالي حتى الآن، وتتويجه القاري اليتيم عام 1989 حين أحرز كأس الاتحاد الأوروبي.
ولعب أيضا لبوكا جونيورز (1981-1982) وبرشلونة (1982-1984) وإشبيلية (1992-1993) ونيولز أولد بويز (1993-1994) ثم أنهى مسيرته في الملاعب مع بوكا (1995-1997).
وكان أكثر من 70 ألف مشجع استقبلوا مارادونا ورحبوا به في ملعب "سان باولو" لدى وصوله إلى نابولي.
وعومل مارادونا وقتها مثل أحد القديسين. وذات مرة سرقت ممرضة عينة من دم الأسطورة الأرجنتيني وأخذتها إلى إحدى الكنائس.
وبدأت رحلته مع كرة القدم عام 1976 عندما لعب أول مباراة احترافية مع نادي أرجنتينوس جونيورز، كما دافع عن ألوان منتخب "التانغو" منذ أن كان عمره 16 عاما.
وفي عالم التدريب، عرف "الفتى الذهبي" مسيرة باهتة، إذ أشرف خلالها على المنتخب الوطني وعلى أندية في الأرجنتين والمكسيك.
بدأ هذه المسيرة مع مانديو (1994) ثم راسينغ كلوب (1995) ومنتخب الأرجنتين (2008-2010)، ولاحقا الوصل الإماراتي (2011 و2012) ومواطن الأخير الفجيرة (2017-2018)، ودورادوس المكسيكي (2018-2019) وخمناسيا دو لا بلاتا (2019-2020).
ونسجت عن معركته مع إدمان الكوكايين الكثير من القصص المعروفة والمشهورة في حياته، وكذلك كانت مشكلة زيادة وزنه مع تقدمه في السن.
وأوقف عن ممارسة كرة القدم لـ 15 شهرا عام 1991 بعد ثبوت تعاطيه مخدرات الكوكايين، في إيطاليا، وتم إرساله إلى بلاده من كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة بعد ثبوت تعاطيه مادة الإفيدرين.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، كشفت تقارير صحفية أرجنتينية أنه أدخل المستشفى وخضع لعملية جراحية لمعالجة نزيف معوي. كما كان قد خضع لعملية أخرى في كتفه الأيسر عام 2017.
وتعرض مارادونا عام 2000 لنوبة قلبية بعد جرعة زائدة من المخدرات، وخضع بعدها لعلاج طويل في كوبا.
وفي عام 2004، عندما كان وزنه أكثر من 100 كيلوغرام، تعرض لنوبة قلبية أخرى في بوينس آيرس، لكنه نجا. ثم خضع لعملية جراحية في المعدة سمحت له بإنقاص وزنه 50 كيلوغراماً.
وفي 2007، أسفر تعاطيه المفرط للكحول إلى نقله للمستشفى. والعام الماضي اعترف أسطورة كرة القدم بأبوته لـ3 أولاد ولدوا في كوبا، ليضافوا إلى الأولاد الخمسة الذين سبق أن اعترف بهم.