النسخة الكاملة

ما مصير صفقة القرن بمجيء بايدن؟

الخميس-2020-11-25 10:46 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- اتفق سياسيون على أن فوز الديمقراطيين في الانتخابات الأميركية الأخيرة سيكون إيجابيا على الأردن، لكنه لن يغير ما تحقق على أرض الواقع، خصوصا ما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني.

وفيما يرى بعضهم أن «صفقة القرن» انتهت ودفنت، وستخفف على الأردن ضغوطات إدارة ترمب للقبول بها، إلا أن آخرين يذهبون إلى أن الإدارة الجديدة ستعتبرها إنجازا ستبني عليه.

ويقول وزير الخارجية والإعلام سابقا الدكتور مروان المعشر إن ما يعرف بصفقة القرن «ستختفي»، وأنه «لم يعد لها وجود».

ويتوقع المعشر من الإدارة الأميركية الجديدة أن تعيد الدعم إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الانروا»، كما ستعيد فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية المعنية بالتعامل مع الفلسطينيين، إضافة إلى فتح باب الاتصال مع السلطة الوطنية الفلسطينية.

ويقول الوزير والنائب السابق الدكتور ممدوح العبادي، إن صفقة القرن هي اختراع «ترمبي» وليست المؤسسة الأميركية وهي ضد قرارات الأمم المتحدة.

ويتوقع من بايدن أن يكون صمام أمان للقضية، خصوصا مع وجود نائبته كمالا هاريس التي يتوقع أن تساعد الأقل حظا وتسعى إلى تحقيق العدالة في التعامل.

المعشر، الذي كان سفير الأردن في واشنطن حينما كان بايدن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس وكان على علاقة جيدة به، يصفه بـ«الشخص المميز» ويقول إن علاقاته الخارجية ممتازة مع الجميع.

ويوضح المعشر أن الادارة الأميركية لن تستطيع العودة عن قرار نقل سفارتها إلى القدس، لأنه «سيلقى معارضة شديدة من الكونجرس».

ويعتقد أن القضية الفلسطينية لن يكون لها أولوية على أجندة الإدارة الجديدة التي ستنشغل بإعادة تجسير الهوة في المجتمع الأميركي داخليا وخارجيا، ستكون مهتمة باعادة الدفء للعلاقة مع الاتحاد الأوروبي والتعامل مع الصين.

ويرى المحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة، أن إدارة بايدن لن تتمكن من أن تغير ما نفذته إدارة ترمب على أرض الواقع، من نقل السفارة إلى القدس، والاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لدولة الاحتلال؛ في خطوة طالما سعى إليها الإسرائيليون خلال عقود ماضية، والاعتراف بهضبة الجولان أرضا اسرائيلية.

بمعنى أن الإدارة الأميركية «قامت بصياغة سياستها الخارجية بما يتعلق باسرائيل ضمن الاعتراف بسياسة الأمر الواقع».

ولا يعتقد المعشر أن المسار التفاوضي الفلسطيني الإسرائيلي سيطفو على السطح مرة أخرى، ولكن «لن تشهد إسرائيل التأييد الأعمى الذي حصلت عليه أيام ترمب، ولن يعطي بايدن الضوء لمزيد من ضم الأراضي الذي كان يفترض أن يتم بالفعل.

ويلفت إلى أن إدارة ترمب تجاهلت الدور الأردني خصوصا في صفقة القرن، وأن الأردن كان سيتضرر مباشرة لأن حل القضية سيكون على حسابه.

ويصف المعشر العلاقة التي تربط الأردن بالادارة الأميركية، خصوصا بايدن، بـ«الممتازة.. والكونجرس كذلك، رغم الفتور الذي شهدته هذه العلاقات أيام ترمب».

ويتوقع، اقتصاديا، أن يبقى الوضع كما هو، «فلن يتأثر الأردن كثيرا من ناحية المساعدات لأن العلاقة بين البلدين راسخة منذ زمن، والكونجرس مؤيد لتلك المساعدات ولا أعتقد أن يكون هناك تغير سلبي».

منذ عام 1951، قدمت الولايات المتحدة أكثر من (20) مليار دولار أميركي مساعدات للأردن.

ويوضح السبايلة أن إدارة بايدن لن تغير بموضوع وضع اليد الإسرائيلية على القدس والجولان.

كما أن دائرة السلام لم تعد تقتصرعلى الفلسطينيين وأن الإنجاز الحقيقي بتوسيع دائرة السلام يشمل العرب واسرائيل.

وبالتالي، وفق السبايلة، ستفرض هذه المعادلة نفسها لأي إدارة قادمة، لذا «فإن مساحة المناورة ستبقى ضيقة ويمكن أن يتم النظر إلى العلاقات العربية الإسرائيلية على أنها إنجاز فيما يتعلق بالشرق الأوسط، ما يعني أنه «من الصعب أن تتخلى عن هذا النمط من الانجاز».

ويلفت السبايلة إلى أن الفلسطينيين أنفسهم في الأيام الأخيرة أبدوا مرونة أكبر للتعاطي مع المسألة من باب عودة التنسيق مع إسرائيل.

لكنه لا يعتقد أن المكاسب الاقتصادية ستعود كما كانت أيام إدارة اوباما، ويذكّر بأن إسرائيل «عامل ثابت بغض النظر عن هوية ساكن البيت الأبيض».

ويرى السبايلة أنه من الصعب على الأردن أن يعول على تغيير جذري في التعاطي مع الإدارة الأميركية، وأنه «لا بد أن يستغل موقعه الجغرافي بذكاء ليمكن الإدارة الأميركية من تحقيق إنجازات وليس إخفاقات».

كما لا يعتقد أن المساعدات سيتغير عليها الكثير، غير أن الديمقراطيين يربطونها بحقوق الإنسان.

العبادي كذلك يدعو إلى عدم التفاؤل كثيرا رغم أن هناك فرقا كبيرا بين بايدن وترمب، وهذا يعيدنا إلى فترة حكم أوباما خصوصا وأن بايدن بدأ يختار شخوص إدارته من إدارة أوباما، مثل أنطوني بلينكن، المرشح لأن يكون وزير الخارجية.

ويؤكد العبادي أن أكثر ما يهمه هو ما صرح به بايدن أمام جمهوره «بموضوع حل الدولتين وإعادة النظر بالعلاقة مع إيران».

وهو يعتقد أن هذا كله «يعني أن إدارته ترفض صفقة القرن وأنها دُفنت والخاسر الأكبر هو (رئيس الحكومة الإسرائيلية) بنيامين نتانياهو».

ويعتبر العبادي هذا التصريح «لصالح القضية والتزام الديمقراطيين بالاتفاقيات الدولية، دون أن ننسى أنه يقود دولة داعمة لإسرائيل».

ويبدي العبادي تفاؤلا بنجاح بايدن، داعيا الجميع للتواصل معه لأن إدارته «ستهدئ اللعب عالميا، كونها عاقلة راشدة وليست طارئة على العمل السياسي خلافا للتي سبقتها».

وهو يتوقع أن يتأثر الوضع الاقتصادي إيجابيا مع الإدارة الجديدة، ومع أن نسب المساعدات الأميركية لن تتغير، ولكن «علينا أن نوسع علاقاتنا مع دول الجوار بهدف تحسين الوضع الاقتصادي الأردني».

الرأي

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير