النسخة الكاملة

عبيدات قدم بلاغًا للرأي العام: معبر (جابر) تسبب بالإنتكاسة وانتشار كورونا .. فهل سيتم محاسبة مسؤولين بالحكومة السابقة ؟

الخميس-2020-11-19 11:27 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - عصام مبيضين
 بدأ الأردنيون يطرحون التساؤل الأهم والأخطر خلف جدران منازلهم ومكاتبهم: من المسؤول عن الإنتكاسة الخطيرة في ملف وباء (كورونا)، حيث وصلت الإصابات إلى 8000  امس بعدما كانت 2 أو 10 حالة بأسوء الظروف في اليوم الواحد 
  وللمفارقة؛ تحسنت الحالة تدريجيًا في دول عديدة بالعالم، وانتكست عندنا تحت وطأة ضربات الفيروس، بعد سطرنا نموذجًا  رائعًا، قبل شهور فمالذي حصل حيث ان الوضع الصحي انتكس في الأردن وانعكس نسبيًا وزادت الحالات بمعدل يتجاوز 60 بالمئة وربما اكثر في ظرف أسابيع بين (18) من شهر آب وحتّى شهر تشرين ثاني، خصوصًا، بعد تسجيل (8000) إصابة يوم أمس الأربعاء 
  والأخطر،هو ما يتبيّن من خلال التصنيفات العالمية للإصابات، حيث تجاوز الأردن دولًا عدد سكانها يصل إلى مليار، مثل الصين (الدولة التي نشأ فيها الوباء)، وبحسب التصنيف ذاته؛ فإنّ الأردن بالمرتبة التاسعة والثلاثين على مستوى العالم (من حيث عدد الإصابات والوفيات). 
  فهل الحكومة السابقة، وبعض الوزراء السابقين  أصحاب العلاقة (وزير الداخلية، والأشغال العامة، والصحة) هم المسؤولون ، خاصّةً، أن وزير الصحة الحالي الدكتور (نذير عبيدات) كشف المستور:، وقدم بلاغًا للرأي العام قائلًا:"قصة الإصابات لسائقي الحدود المصابين بفيروس (كورونا)؛ كانت من العثرات التي واجهتنا، وأنّ معبر (جابر) كان نقطة ضعف تسببت بانتشار الوباء مجتمعيًا ،وكان لا بد من ضبط الحدود، وإيجاد إجراءات ناجعة، وعدم الاعتماد فقط على وعي المواطن" 
وإذا عدنا - حسب مراقبين - عبر (فلاش باك) للمجريات؛  فإنه في منتصف آذار الماضي كانت الأمور تحت السيطرة، وبقاء المواطنين الأرنيين (40) يومًا خلف جدران منازلهم أدّى إلى السيطرة الحقيقة  نوعا ما على الوباء، وكان كل شيء رائع ومناسب والآمال ترفرف؛ موتمرات صحفية رومانسية وإنسانية جمعاء وبنشف وبموت وكل مر سيمر ، والناس جُرّب عليها كل أنماط الحظر (الجزئي، الشامل) وفعّلت الحكومة قانون الدفاع، وقررت الحظر الشامل، وكانت هناك قناعة لدى شريحة كبيرة؛ أن المصلحة الوطنية تستدعي مثل هذه الإجراءات الصارمة؛ لتجاوز كل مرّ، ولكن المر لم يمر.   
 وكل ذلك، وباعتراف رسمي من أعلى السلطات حتى وقعت ثغرة (الدفرسوار)، حيث اعترف رئيس الوزراء السابق (عمر الرزّاز) في (12) من شهر آب؛ بأن حدود (جابر) تمثل مصدر العدوى، لكن ما لا يمكن التغاضي عنه؛ أن كانت مأساة حدود (جابر)، قد تسببت بهذا العدد الهائل من الإصابات، ولتكتمل الامور  في   معبر  اخر وللاسف  حيث  تبين   أنّ السلطات الصحية  والرسمية   لم تتعظ  رغم التحذيرات  من حادثة عبور (43) شخصًا الحدود في (23) من شهر  تموز  من معبرآخر والذين اتضحت إصابتهم جميعًا بالفيروس، وبقيت الرقابة الصحية على الحدود رمزيةً  فمالذي جرى رغم  ان  الاصوات  بحت  وارتفعت  انذاك  من اطباء خبراء  اعلام  ولم يسمع احد صوتهم  حتى تزايدت أعداد الإصابات بشكل مخيف وبشكل دراماتيكي  لم تعهده المملكة من قبل بعد أن كنّا نعيش بأمان وطمأنينة.
 واليوم  تطرح الأسئلة ونخترق التابوهات مع الموت القادم من الشرق، من المسؤول؟! ومن يحاسب؟  وحسب المراقبون  لولا كارثة معبر حدود جابر (ثغرة الدفرسوار) نتيجة للتغافل عن تطبيق سياسات وإجراءات صارمة كارثة (جابر) يعود لتهاون وتجاوزات الرقابة الصحية على الحدود، ليس في إربد والرمثا والمفرق فقط، بل في العاصمة والزرقاء وحتى معان 
 وفي رصد اخطر يجب أن نكون صريحين؛ لأنّ الأمر الأكثر خطورةً اليوم يتمثل بالفقدان التدريجي للثقة وتأكل الرصيد  الشعبي مع تفشى كورونا  الوبائية والفيروس الاقتصادي، حيث تولد لديهم انطباع بأنه ليس هناك رؤية مكتملة واضحة والجميع يشهد تضارب التصريحات من  اطمئنان ومخاوف ولا أحد قادر على استطلاع المستقبل، ولا استراتيجية مدروسة نراها تتبدل باستمرار، ولا ترتكز على الوقائع الميدانية، ويزيد من خطورتها تباين وتضارب التصريحات والقرارات بين أعضاء الفريق نفسه .
  لماذا فقدنا الكنترول؟! سؤال يصعب استيعابه رغم الدراية الواسعة بالمرض التي يفترض أننا قد كسبناها على مدى  11 شهراً، وهذا ما يتضح بانعدام التأقلم مع تطور (الفيروس)، وعدم تغيير النمط، فالحكومة تتهم المواطنين بعدم الالتزام  بالسلامة (وهذه حقيقة لكن لا يمكن تعميمها، وهم يتهمون  فمن يتحمل  الاخطاء   وتضارب التصريحات، ومن المسؤول.. وشعلة الفيروس مشتعلة  .      
  . ومن هنا؛ فإن الحكمة تتطلب وقف استطلاع تجارب الدول ميدانيا التي نجحت وايقاف مسلسل التباكي والتهويل والعويل لعمل الدؤوب  لتفادي الثغرات والهفوات الكبيرة التي أدت لتدهور الوضع الوبائي مؤقتًا  وأن نتعامل مع (الفيروس)، الخطير بتكتيك  جديد  عبر استراتجية شاملة واهتمام  اشد وكما تفعل الدول   التى نجحت، وأن لا ننفرد بابتكار طرائق فريدة لا يتبعها الاَخرون، ولا تتطابق مع الواقع المدعوم بالأرقام، ولم تثبت نجاعتها لا في بلدنا وأن يتم محاسبة المسؤولين عن التقصير أو التهاون أو التراخي لأن  البعض ارتكب مخالفات.  خطيرة.فالمسؤول يجب ان يسئل هذه قاعدة عالمية   والبلاغ قدم من عبيدات للراى العام   فمن   يعلق الجرس ..؟