النسخة الكاملة

بِدها صَفنِة.. في ذكرى الحسين..!

الخميس-2020-11-15 10:19 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم: أحمد سلامة
ذكراك هيبة ....
مولاي ....
من زمان،.... زمان بعيد لم اكتب لك ..
رغم أني أناجي روحك كل إشراقة شمس ...
من زمان، زمان بعيد ... لم اكتب لك
لأن الغربة في الروح تحول دون البوح
ويتحول البوح في( المعبد ) الى بوح داخلي
تصير فيه الدمعة (بسمة ) و ( بسمة ) تصير فيه دمعا مؤجلا ...
يا مليك الاشارات.. ويا صانع الارشادات،
ابانا وملهمنا الذي تعلمنا من عينيك (الاشارية الصوفية الهاشمية ) ...
سلام
على أبهى روح تجلى الخالق في وهبها قبسا من رحمته فجاءت فيضا الهيا يتلألأ
فينا
مثل بركة فضة ...
يا ابو عبدالله، يا ابو البركات ....
::::::
كل شيء فيك فتنة، كل شيء فيك لا يذوي... وفيه حكمة .....
مولاي الهاشمي السليل ....
يطل محياك (في عيد مولدك الجميل جميلا) كما خلده شاعر الرافدين ( الجواهري ) ...
في ظروف خاصة؟؟؟؟
أدري انك ستبتسم تلك الابتسامة المعبرة التي عرفناها فيك دلالة ومغزى وتقول!!
(وهل مر علينا في الاردن لحظة في الدهر الهاشمي لحظة واحدة لم تكن حساسة او خاصة ؟! وتلك ميزتنا ....
وأدري
ان قدرنا اتمام الرسائل وانفاذ الوصايا ( ليظل هذا التلم الاردني، اخر تلم يغني للعرب وعلى مهله يكابد في صناعة قدره للبقاء على روحه ...
سأكتب عنك اليوم
لان ليس مثل الحديث عنك ما يريح الانفس المتعبة
مولاي ....
حالنا صعب
خليفتك وولدك مثخن بالهموم
والاردنيون على اجمعهم يقلقهم غدا
وليس صحيحا ان (كومة من فشك )أُطلقت في ليل
ادت الى كل هذا الضجيج
ازعم ان الضجيج سببه مخفي
ان الضجيج قد انتجه حيرة السؤال فينا
(هل الفشك! قد أطلق بالفعل فرحة في نصر
ام انه تعبير عن غضب ماحق من كل شيء
استغل فرصة الانتخابات ليلعلع؟!
لا الفشك
ينطلق اول مرة
ولا
الكم الكثيف لغابة البنادق تخيف
ولقد مر على (امتنا الاردنية )
عشرات المواقف المشابهة، لكن القلق المندلع لم يشابهه قلق من قبل ......
ليس
مثل ذكرى تحليق روحك فوقنا فرصة للاسترخاء
واسترجاع سكينتنا المهدورة ....
ثمة اتباع فينا
صنعوا من انفسهم (غارة على ذواتهم ) فانقضوا على ما اقسموا عليه
وما امنوا به
وما وعدوك بان يكونوا عليه
وتحولوا الى (ذرائعيين تبريرين ) بغية اظهار انفسهم انهم على صواب ...
ولقد تعب الوطن من هؤلاء ...
وثمة زمرة استلبت الدولة وانقضت على قيمها
وفشلت في تمثل الروح الهاشمية
(في التسامح والطيب والعروبة والرحمة والكرم)
لم نقل ابدا يوما اننا أحسن العرب
ولم ندع قط ان نظامنا (مثالي كامل يخلو من عيوب )
لكننا
محافظون حد الحسد ممن هم حولنا (كارهين او محبين )
على (انسانيةالانسان ) وعلى كرامته
رغم كل ما يقال
فالأردن قد بر بما تمنيته له دوما في هذا الباب ....
اليوم ....
استذكر بعض طرقك ووسائلك في اجتراح الحلول النورانية لحظة الازمة ....
واستذكر
كيف كنت تلتقط الرجال الرجال
وما يناسبهم واي مرحلة تناسبهم
اليوم يا مولاي
مثل كل الذي مررنا به من سابق الايام
فقط
بعض كلمات جديدة دخلت لقاموس بعضنا مثل (شيطنة ، وتنمر ، ومجتمع مدني ، والخ )
عام 1995
كان عاما قاسيا علينا
وتداخلت الرؤى في الصلح مع يهود ( ووجد بعض الابناء ان من حقهم ان يقولوا لا ورأيتم جلالتكم ان ابوتكم فوق اي لا )
وما بين (تزوير انتخابات بلدية الزرقاء ، التي احدثت ضجيجا مزعجا
والنيل من الشيخ الجليل المرحوم عبد المنعم ابو زنط في محرابه ....
وصولا
الى اعتراض دولة الاستاذ الجليل احمد عبيدات
وتبعه او توازى معه في الموقف دولة( الطاهر المصري)
على بعض بنود معاهدة السلام
صعودا
الى
معركة الخبز في الكرك ومعان
حين حل رغيف الخبز محل الرصاص
في معركة اسميت معركة الخبز،،،،.
لقد
كان الشرف قد جللني في تلك الحقبة الصعبة
التي هي أصعب مما نحن فيه الان
ان اكون في قلب صناعة القرار (نفر من اتباعك في المقر السامي .....
ولقد تسنى لي التشرف بالحديث مع جلالتكم ايام الصعب من تلك الايام
عبر بوابة الوعي التي كان مفتاحها وحارسها
سمو الامير الحسن بن طلال الولي الوفي للعهد ........
وانا
اتذكر اليوم
حدثين مهمين
وقعا
تعلمت منك فيهما خير الحِكم
واني استذكرهما اليوم .....
لا عراضة ولا شهادة استعلاء
فأنكم اكرمتموني على رؤوس الاشهاد بأكثر مما استحقه
لكني اذكر الحادثتين
عل ان يكون فيهما عبرة
لصناع القرار
من الجيل
الذي تشرف بالتقاط لحظة ادارة الدولة .....
.......
لقد كان ضجيج التسعينيات مذهلا سريع الوقع
وكان الكل يشكو من الكل .....
اتذكر ملامحك الان
كأنها الان .......
كانت احدى المحسنات للهلال الاحمر الاردني (كوكبمنكو ) قد تشرفت بان انعمت عليها ب ( وسام )
والتسليم كان في منزل سمو الامير الحسن
كان الطقس صيفا
وكان لي الشرف ان اكون في استقبالكم
ورحت على حين فجأة تسالني عن الحال والناس
والاوضاع
وتلك
كانت طريقتك
حين تتداخل المعاني والمصالح تسمع للجميع وتلتقط الحقيقة بعد ان تعريها من كل هوى !!!
ولأنك
كنت سيد الاحرار
وصانع الشجاعة
كنا نقول في حضرتك
دونما تحفظ وننتقد الاداء
وننقل ما يريد الناس ان يصل الى مسامعك
يومها
حكيت لجلالة الحسين رحم الله روحه وطهرها
ما كان يجب ان يسمعه
وكان
من دون مواربة
احتجاج على موقف الحكومة من دولة احمد عبيدات
ومن دولة الطاهر
والشيخ ابو زنط
وكان ذلك
كله عادي
الى ان بدأت الحديث عن الجنوب
وقلت
عن الجنوب
تحليلا تاريخيا
رجعت فيه الى الزمن الصعب في خمسينيات القرن الماضي
ولقد بدا في حديثي دون ان اقصد
نقدا لأطر الدولة لا يحتمله ( حاكم اداري ) وليس ملكا بهيبة الحسين ....
بصمت
كان يسبق قدح الشرر من عينيه
تلوح في باطنه كل الخيارات .......
ويأخذ وقته في تدقيق الملامح وفحص الحروف والنوايا
وبعدها ينطق قولته الحكمة ....
كان سموه (الحسن حفظه الله ) يشارك مشجعا بصمته المضي في القول
وفجأة
قال سيدنا رحمه الله
(هو احمد جاي معانا بعد غد ع لندن ؟! )
وأنهى
منكمل يا ابني هناك
.....
في «اسكوت» ( Ascot ) اللندنية
كان ضيفا ثقيلا على روح الحسين
وكنا ثلاثة فقط
(سميرالرفاعي ، الذي عرفته على مدار فترة
المقاتل بصمت يودي واجبه بشرف وشغف،
وعلي شكري ، وانا ، )
وحضر سيدنا الحسين رحمه الله وسيدي حسن
وبعد ان مضى الضيف
عاد الحسين
الى الشأن الداخلي
وقال .......
موجها حديثه للحسن
انا عندي بعض القضايا هنا لمدة
عودوا غدا
وافعلوا ما يعيد البلد الى طمأنينتها ......
كان الجنوب في قلب الفعل واول الحب
وكان اخر ما يعتب عليه
لأنه
اول التلال التي صنعت الظل العالي لهدا الوطن
..........
ذات شتاء من عام 1995
دعيت الى لقاء
في القصر الصغير وكانت الدنيا شتاء والشهر رمضان المبارك،
والضيوف من الصنف الاول في الصحافة الامريكية
وبعض رجالات الكونغرس الأمريكي
والحضور
سمو ابو شاكر رحمه الله
ومعالي مروان القاسم اطال الله بعمره ....
وخالد الكركي (وزير اعلام )
حسن رمزي رحمه الله وناصر جودة، وحسن بني هاني وسالي خلف وكاتب هذه الحادثة ...
لقد انصب الحديث ليلتها
على صحة جلالة الحسين رحمه الله
وان الخبيث قد يعود اليه
ولقد اذهلتنا جرأة الامريكان حد التطاول
واخذهم رحمه الله بخلقه المعهود وسرديته الدائمة (بإذعانه لقدره )
بالإضافة الى مواضيع اخرى
ولقد طلب مني مسؤول مرموق كتابة خبر اللقاء واعتذرت
ودخلنا في نقاش متفاوت الفهم
وتشبثت بموقفي (لانشر )
واقترب الحسين بأبوته
مني متسائلا
مين زعلك يا احمد !
قلت له يا سيدي
خبر الليلة ان تم نشره يسقط الدينار الاردني
شو بدنا نقول لشعبنا (سيدنا ينتظر عودة المرض)
والتمست لا داعي للنشر !
اخذني بكل ابوية
الى ركن في القاعة
وقال لي ( شايف هلكونا اللي مقدر بدو يصير والحمد لله )
وراح
يشرح لي
قصة الاتي من الايام
وما هو مقبل عليه من تغييرات طاغية
في بنية الدولة
وعلى حين فجأة
غافلني بطريقته التي لا تتكرر
احمد
بدي اسالك عن الاخ عون!!!؟
قلتله
عون يا سيدي (قرمية )
الح
احكي لي عنه
قلت لجلالته
عون ( يؤردن كيمبريج ويتحفك في الحديث عن الزراعة في المجدل بذات المتعة حين يتحدث عن مولانا جلال الدين الرومي )
ابتسم رحمه الله
وقال
عون بدي اياه رئيسا للديوان
اريد تجديد دماء الدولة
واشاد بعون الخصاونة
شهور خلت
كان عون قد اضحى رئيسا للديوان الملكي
كان يسعى للتثبت من اليقين
الذي هو لديه
وكان ينصت بالأزمات ل طنين النمل ....
في ذكرى
مولدك النبيل يا مولاي
اهدهد روحك بالترحم حد الابتهال
واناجيك
نم
قرير العين
فان من تركته فينا ملكا ( ما خذل لك املا ولا تأخر عن تحقيق احلامك ومضى بالأردن الى
ما تمنيته دوما لنا .....
واختم
ليس من الادب الذي تلقيته في مدرسة الحسين
ان ارفع التكليف في مخاطبة المليك
لذا فاني التمس من جلالة الملك
اذنا لاحد اتباعه وجنده بجملة
......
اشهد الله
أنك كنت أنبل الهواشم في احلك ظرف
واضفت الى معنى الصبر والحكمة وطول البال
معان ( عبدليه ) مشرقة وسامية
وان كان متسعا لصبرك يا مولاي
لتشملني به
حين اقول
(مولاي ابو الحسين ..... الحال يحتاج الى (صفنة ) من جلالتكم ، فالأمر ليس ازمة ولاء
انه ازمة ادارة
لك الفخر بك دوما
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير