جفرا نيوز - جمانة الطراونة
مَدَحوا الملوكَ و كنتُ أقومَ قيلا
لمّا امتنعتُ عن المديحِ طويلا
لمّا أخذتُ على القصيدةِ عهدَها
ألاَّ تُمجّدَ خائناً و عميلا
و حفظتُ للشعرِ الأصيلِ مقامهُ
ومن البلاغةِ أن تظلَّ أصيلا
حتى أتيتَ على جوادٍ أبلقٍ
يابن الهواشمْ فارساً و نبيلا
ويمينُكَ الغرَّاءُ سيفٌ مُسْلَطٌ
في الحاقدين يمارسُ التنكيلا
و ضربتَ في الصحراء فانبجستْ
قرىً ومدائناً عصريَّةً و حقولا
للهِ درُ أبيكَ كيف اسطعتَ من
صُمِّ الحجارةِ أن تقُدَّ نخيلا ؟!
سُمّيتَ يا نجلَ الرسولِ تيمّناً
بالسبطِ إذْ كان (الحسينُ) دليلا
و أتيتَ و الأعرابُ تجفلُ خيلُها
خوفاً لتنتفضَ البلادَ خيولا
و علمتَ أنّ النشءَ أقدسُ ثروةٍ
قوميةٍ فرفعتَ بعدكَ جيْلا
لمْ تلتفتْ كالآخرينَ لكيْ ترى
أنَّى ستخرجُ أرضها البترولا
فلكَ القصائدُ أن تسَّبحَ كلُها
يابن الرسالةِ بكرةً و أصيلا
كُنَّا نُكلّلُ بالمديحِ فوارساً
في حين تُلبِسُ مَدحنا إكليلا
فإذا المدائحُ لن تُطاولَكُم عُلاً
يا سيدي لن نُتْعبَ التبجيلا
أوتيتَ من حِلمِ الرسولِ و علمهِ
ما زادَ فيكَ على الورى تفضيلا
أوجزتُ فيك مدائحي فتفصَّلتْ
و يروعني أن أشرحَ التفصيلا
نفِدَ البيانُ ولم تجاوز أحرفي
خطَّ البدايةِ فاعذرِ المكبولا
يا قاتلي حُبّاً و تبجيلاً أما
يكفي مُحِبُكَ أن غدى مقتولا ؟!
يا صاحبَ التسعينَ ألفَ سجيّةٍ
إنّي تعبتُ وما استطعتُ وصولا
سدّدتُ سهمَ الشعرِ لكنّي بلا
جدوى رجعتُ مُخيَّباً مخْذولا
فضباؤك العذراءُ يَصْعُبُ صيدُها
يابن الكرامِ فقدّم المأمولا
أنت المُحالُ و ما وجدتُ وسيلةً
فيها أقرّبُ نحوكَ المعقولا
مِثلَ القيامةِ ليس يُعرفُ وعدَها
إذ كُنتُ عنكَ السائلَ المسؤولا
يابن الذينَ لهم بخالِقهم عُرىً
موصولةٌ خُذني اليكَ قليلا
فالصَّمتُ أتعبني و تخنقني الرؤى
"ياسيدي إسعف فمي لأقولا"
#