
جفرانيوز - خاص
كلمات معبرة تعبر عن الحالة التي وصلت اليها التعليم في الاردن والاوضاع المريرة التي باتت تلف بالمستوى التعليمي وتشير الى حال الوزارة والفساد الاداري فيها والتنفيعات بكافة اشكالها .
رسالة ننشرها كما وصلت الى مكاتبنا من موظفين في وزارة التربية والتعليم آلمهم حال وزارة التربيةوالتعليم المؤتمنين على اطفالنا.
تاليا نص الرسالة :
بدون تعديل او حذف دون مبررات ، وجدت نفسي اكتب وأسهب في الحديث عن دور التربية والتعليم في تنشئة فلذات أكبادنا ، بيارق المستقل ، ورماح الأمل في زمن التحديات والمحكات الإقليمية والدولية ، ودور وزارة التربية الريادي والمفصلي في صناعة الأجيال وصيانة القيم والمبادئ ، لعلي واهم أو حالم ، لعلي ارتجف خشيةً من ما أرى واسمـع كتربوي عتيق لكنني عريق
سمعتهم يقولـــون " أن الأصل بالداعي أن يكون قُدْوَة " ، ونقول أيها السادة إن القيادة سيادة ، والعمل عبادة
هل ماتت التربية سريرياً ، ووجودها ليس أكثر من هيكل أو تمثال وثني فقط ، أظنها كذلك ، نعم هذا ما نجد، أصروا على البقاء على حالهم ، رغم المحاولات المتكررة للوزارة للارتقاء بمستويات التحسين والتطوير والتحديث ، وتبني منظومة الإصلاح الشامل ، إلا أنها لم تلامس الواقع الفعلي لحقيقة ما يجري في ثنايا قنواتها الإدارية والفنية، فوجدت أنني أتسلسل في منظومة ويسألونك فقلت :-
ويسألونك عن التخطيط التربوي ، اسمع بهم وأبصر، يُصار إلى حجز مبالغ مالية فضائية في الموازنات المتعاقبة وعاماً تلو عام ، لدعم النشاطات الرياضية والفنية بمجملها ، والغرق في تمويل برامج يمكن حذفها من المعادلة التربوية بتاتاً، " ويتناسون أبناءهم في المدارس يقتنصهم البرد ، وتنال منهم شهوة الجدران ، وانتقام الحرمان ، فنجد أن تقاريرهم وهمية وتخلوا من الاهمية ، يؤتى بها فقط لتبرير أسباب خروجهم واجتماعاتهم ، لا سائل ولا مسئول !!! ، كم من المرافق المدرسية المنهكة ، التي يبررون لها بعدم توفر المخصصات .
ويسألونك عن حسن استثمار المال العام وترشيد النفقات ، رجال لا تلهيهم وثيقة عن حشد الجهود والهمم لافتراس المكافآت ، وتبرير المسوغات ، لا تنجو منهم مكافأة إلا وأحصوها ، ولا سفرةً إلا وطوعوها ، ولا كفاءة إلا وأغرقوها .
ويسألونك عن الجودة ، وقد غادروها بلا عودة ، كم أنفقت التربية والتعليم من ميزانياتها لبناء أنظمة الجودة ، دون قياس أو أساس، وهل مر على الوزارة حينٌ من التدقيق وقد جادت إجراءاتها أو أنها تقدمت بمفعول مطعوم الجودة المضاد للأكسدة في العمليات والاجراءات ، حقاً لم تفلح هذه العطاءات إلا بجلب المكافآت والسفرات دون مبررات ، أي نظام جودة هذا الذي يتحدثون عنه في وزارة التربية والتعليم إذا لم ينتقل أثره وفاعليته للغرفة الصفية ، أليس الطالب هو الهدف وهو محور العملية التربوية التعليمية والتعلمية ؟ كم من النفقات ؟ كم من الهدر ؟ كم وكم ؟؟؟؟
ويسألونك عن التواصل والانسجام بين المركز والميدان ؟ حدث ولا حرج ! الوزارة في المريخ والمديريات تزرع الـ.......يخ ! أكمل الفراغ للحرفين المحذوفين في الكلمة السابقة ؟ ، فراغ إداري عقيم ؟ منهج تربوي سقيم ؟
ويسألونك عن الموارد البشرية ، وحسن الاستثمار في الإنسان !!! ، سياستهم الإقصاء ونبذ الأوفياء!!! ، أم أن علينا أن لا نقلق فالحريق في بيت جحا ، وليس في مستودعاتنا البشرية الزائدة والراكدة في الميدان.
ويسألونك عن نظافة المدارس وصيانتها ، ومركز الوزارة تتكدس فيه قمامةٌ جمعتها السنين الخالية من عهد عاد وثمود ، فلتنظر الوزارة حولها وخلفها ، وبين مكاتبها ، خدمات صحية عفنة أغرقت المكافآت برائحتها النتنة.
ويسألونك عن التراخيص " مدارس التعليم الخاص "، يقودها أشخاص من عهد الفراعنة ، يتحكمون بالقطاع الخاص تحكُم الجبابرة ، حبذا لو يتم التدقيق على تراخيص المدارس الخاصة في عمان الغربية كمثال، للتحقق من صحة تراخيصها على ارض الواقع ومطابقتها مع الوثائق وكيف تضمن الوزارة أن موظفيها لا يستثمرون وظائفهم لخدمة الغير بنفس الوزارة ، كتخفيض الرسوم للمتنفذين فيها أو لإعفائهم منها ، والأمثلة موجودة ومتوفرة بكثرة ، التحريك الوظيفي سيكون فاعل إذا عملت الوزارة على منهجية تبادل الأدوار بين موظفيها لتبادل الخبرات أولا ومن اجل تذويب شهوة الاستغلال للموظف العام .
ويسألونك عن لجان التحقيق في الوزارة والميدان ، حسب الغاية ، لا قصاص ولا اختصاص ، لجان تُشكل لغايات شخصية ، ولا تعمل توصياتها على تطوير وتحسين العمل ، نتائجها للملفات والحفظ ، أليس من الممكن أن تكون نتائجها وتوصياتها أرضية لتطوير التشريعات بغية عدم تكرارها وعدم تكرار المخالفات ، أين التحليل القانوني في الوزارة ؟ ، لجان تخطيط موسعة !!! ولكن !!!!!
ويسألونك عن التأهيل التربوي ، كم مظلوماً فقط هذا العام ، والمعلم مسكين ويقبل بالتسكين ، ويظن انه إذا راجع الوزارة ليبحث عن حقه ، كأنه سيزور غوانتانمو ، وأول سؤال يواجهه : " لماذا تترك المدرسة والطلاب ؟ " ، بالمحصلة ، على الوزارة أن تدقق جميع قرارات التأهيل لهذا العام ، لتعرف أن كل شيء مطبق حسب الأصول بعناية ودقة ، ما عدا الأسس ، يبررون الانحراف بجدارة ، قوائم التأهيل لهذا العام مشبعة برائحة الواسطة والمحسوبية ومن داخل الوزارة .
كتربوي عتيق أقول : نحن في خطر ! إذا لم يتسنى للقيادة التربوية أن تكون حاضرة وملمة بمنظومة العمل الإداري والفني ، من المؤلم أن نكون نحن الأداة والضحية معاً ، كم نحتاج لعمل مؤسسي ممنهج ودراسة متعمقة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموروث التربوي الأردني الذي فاخرنا به الشعوب رغم ضعف إمكاناتنا المادية ، كم نحتاج للعقول المتوقدة التي لا تكل ولا تمل ، تعمل للوطن لا أن تستثمره .
وأخيرا أقول :-
- لقد أسرني أن وزير التربية الأسبق قد جعل لنفسه صندوقاً للشكاوى ، يتعامل معه بنفسه ، ليلامس هموم المواطن عن قرب ، وقد ساءني نسيان هذا المنهج القويم وتهميشه.
- لقد أسرني أن الوزارة لديها منهجاً مؤسسياً مكشوفاً وشفافاً ، عادلاً ومنصفاً في تعيينات المدراء ورؤساء الأقسام ، والقيادات التربوية الفذة والنشطة ، وساءني التغول الأخير على التعيينات ، وقد سُلبت حقوق الكثيرين.
- كم تمنيت أن اسمع عن تجول الوزير بين موظفيه ، كم تمنيت أن ازور التربية والتعليم وارى أن الحواجز كسرت، وان العفونة عوقبت ، كم تمنيت أن يكون الكادر التربوي "القدوة " قولاً وفعلاً !!!!!!!!!!!
- يقولون أننا غير معنيين ، نقول " لا " بل معنيون جملةً وتفصيلاً ، لان مفهوم الانتماء يُحتم علينا أن لا نقف لننقد فقط ؟ ولا أن نتنصل ؟ بل علينا أن نفكر بمفهوم المواطنة الشاملة .
وهذا فيض من غيظ !!! ،