
جفرا نيوز - بقلم المحامي سامي الخوالدة
الناطق الاعلامي باسم الحكومة راكان المجالي خرج علينا بعد احداث المفرق وعلى احدى الجزيرة الفضائية موضحاً ومستاءاً مما جرا هناك وعازياً ما حدث لتجمع اعداد كبيرة في تلك (البلدة) واضاف ان مراكز قوى الشد العكسي هي من قامت بتحشيدهم، وهنا لن اتطرق للحديث عن تلك المراكز وكيف جرى تحشيد هؤلاء الناس كما قال حرفياً، فقد طُلب منه يوم امس في جلسة مجلس النواب توضيح ما قصد بهذه القوى واجاب انه مصطلح يستخدم في علم السياسة، ولم يقصد به شخص بعينه كما قصد الاخوان المسلمون مسبقاً.
لكني وعند الحديث عن المصطلحات وعلم السياسة وغيره من العلوم قمت بالعودة الى قواميس اللغة العربية كي اجد معنى كلة (بلدة)فوجدت انها(مركز تجمع سكاني اكبر من قرية واصغر من مدينة) فهذا ما قاله القاموس وليس انا، وهنا لا بد لنا ان نبرر هذه الهفوة لمعاليه، ونعزيها لانشغاله بالاوضاع التي يمر بها الوطن وكثرة التصريحات واللقاءات.
صدمت كثيراً كما صدم من بجواري وهم يشاهدون ويسمعون هذا التصريح ولم اصدق ما اسمع حين قال المجالي "أحيي" الاخوان المتظاهرين امام رئاسة الوزراء، واعتقد ان وقت معاليه لم يسمح له بالمشاركة معهم في محاولة الاعتداء على مبنى الرئاسة ونحمد الله انه لم يكن موجوداً.
واستكمل معاليه القول ان من قدم الى مبنى الرئاسة هم اعداد قليلة وانهم "منضبطين" بينما من اعتدى على مسيرة المفرق هم مجموعات "منفلته" واعتقد هنا ان الكلمة لم تسعفه في التعبير ووصف هؤلاء الذين بالمقابل هم ابناء لهذا الوطن بغض النظر عن تصرفهم ولا يعقل ان يوصف أبناء الوطن "بالمنفلتين" كما وصفهم من قبله جماعة الاخوان بالبلطجية والزعران والقطعان.
معاليه لم يطلع على الفيديوهات التي نشرت على صفحات الانترنت والتي شاهدنا فيها احد قيادات الاخوان المسلمين يقوم بشتم (أم)أحد رجال الدرك ويصفه (بالكلب) حين طلب منه الاخير مغادرة الشارع والعودة الى وسط الدوار لافساح الطريق للمواطنين في مركباتهم وكيف حاول المتظاهرين الاعتداء على مبنى الرئاسة.
ثم (قفز) معاليه للقول انه لا يعقل ان يُعتقل احد بتهمة فساد وان يتحشد ناس للدفاع عنه، مشيراً الى قضية عمر المعاني مع انه لم يوجه له اي سؤال بهذا الخصوص وكان الهدف من المقابلة هو توضيح ما جرى في المفرق وامام رئاسة الوزراء، مما دعى مذيعة القناة لمقاطعته وانهاء المقابلة بعد ان خرج عن النص.
في النهاية نقول لمعاليه لم نتوقع يوماً ان يصدر تصريح من وزير في حكومة يدين نفسه ونسأله ايضاً اين كان وقت اندلاع احداث المفرق وكيف يقول انه كان على اطلاع مباشر بما يجري هناك بينما كان يشارك في مسيرة الكرك التي القى بها كلمة يطالب بالاصلاح ومحاربة الفساد الامر الذي يذكرنا بالعقيد الراحل معمر القذافي عندما شارك جموع الليبيين الخارجين بمسيرة تطالب باسقاط رئيس حكومته انذاك، مع العلم ان مسيرة المفرق وما صاحبها من احداث مؤسفة انتهت قبل انتهاء مسيرة الكرك.