النسخة الكاملة

برشلونة البطل الملطلق ..ديوكوفيتش وبرشلونة في الواجهة

الخميس-2011-12-27
جفرا نيوز - قبل عام من موعد دورة الالعاب الاولمبية الصيفية في لندن وبعد عام من نهائيات مونديال كرة القدم في جنوب افريقيا, تميزت سنة 2011 بالبداية الصاعقة لنجم كرة المضرب الصربي نوفاك ديوكوفيتش والسيطرة المطلقة لبرشلونة الاسباني على عالم كرة القدم, بالإضافة الى تتويج منتخب نيوزيلندا في بطولة العالم للركبي.
لم يتوقع كثيرون ان ينهي ديوكوفيتش السنة متربعا على المركز الاول في تصنيف اللاعبين المحترفين في كرة المضرب, خصوصا في ظل وجود العملاقين الاسباني رافايل نادال والسويسري روجيه فيدرر.
بعمر الرابعة والعشرين, حقق ابن بلغراد موسما مذهلا, فأحرز عشرة القاب, بينها ثلاثة في البطولات الكبرى (استراليا, وويمبلدون والولايات المتحدة).
أرقام ديوكو اذهلت المراقبين, اذ سجل 41 انتصارا, بفارق فوز وحيد عن الاميركي جون ماكنرو صاحب الرقم القياسي عام .1984
مجد اضافي لبرشلونة وميسي
في كرة القدم, اثبت برشلونة بما لا يدعو الى الشك انه افضل فريق في العالم, بعد احرازه خمسة القاب, في الدوري والكأس السوبر في اسبانيا, ودوري ابطال اوروبا والكأس السوبر الاوروبية, وكأس العالم للاندية مؤخرا في اليابان على حساب سانتوس البرازيلي.
يقدم برشلونة في السنوات الاخيرة لعبا استعراضيا ومثيرا ومشوقا, بخطة شمولية رائعة تحمل نكهة اللعب الهولندي الشامل, وذلك من خلال خطة المدرب جوسيب غوارديولا, وتشكيلة متناسقة وجماعية يتقدمها العبقري الارجنتيني ليونيل ميسي افضل لاعب في العالم في العامين الاخيرين, والمرشح بقوة لنيل اللقب للعام الثالث على التوالي.
وما يعزز اهمية انجازات برشلونة, ان معظمها جاء على حساب غريمه التاريخي ومواطنه ريال مدريد, المدجج بابرز النجوم الذين استقدمهم بصفقات مليونية ومدربه الفذ البرتغالي جوزيه مورينيو.
وعلى رغم انتقاد البعض مستوى الدوري الاسباني, حيث يتنافس برشلونة وريال على اللقب بفارق كبير في المستوى عن باقي الاندية, الا ان بلاوغرانا اثبت نجاحه الاوروبي والعالمي, بتخطيه السهل لمانشستر يونايتد الانكليزي (3-1) في نهائي دوري ابطال اوروبا محرزا لقبه الرابع في تاريخه بعد 1992 و2006 و,2009 ومشواره السهل امام سانتوس البرازيلي (4-صفر) في نهائي كاس العالم للاندية.
فخر جديد لكرة السلة الاسبانية, بعد محافظة منتخب الرجال على لقب بطولة اوروبا. وتابع لا روخا بروزه بعد تتويجه في كاس العالم 2006 واحرازه فضية العاب بكين الاولمبية ,2008 فتخطى منتخب فرنسا ونجمه طوني باركر في النهائي (98-95).
في الطرف الاخر من العالم, استعادت نيوزيلندا امجادها في بطولة العالم للركبي بعد احراز منتخب اول بلاكس اللقب, اذ وضع المنتخب الاسود حدا لصيامه بعد 24 عاما بتغلبه على فرنسا في النهائي 8-.7
في العاب القوى, سرق الجامايكي يوهان بلايك الانظار من مواطنه الاسطورة اوساين بولت, عندما احرز سباق 100 م في بطولة العالم في دايغو في كوريا الجنوبية الصيف الماضي.
واصبح بلايك (21 عاما) اصغر عداء يحرز لقب المسابقة الاشهر في العاب القوى بتحقيقه زمن 92ر9 ثوان, مستفيدا من انطلاقة خاطئة لبولت!. ويبدو ان المنافسة بين العدائين ستكون ملتهبة في اولمبياد لندن .2012
في دورة فرنسا للدراجات الهوائية, دخل الاسترالي كاديل ايفانز بعمر الرابعة والثلاثين على لائحة المتوجين باللقب, بعد حلوله وصيفا عامي 2007 و,2008 واحرازه بطولة العالم .2009
لكن بطل العالم الجديد يدعى مارك كافنديش. حقق الانكليزي البالغ 26 عاما, نتائج مميزة في سباقات السرعة (5 انتصارات في المراحل), قبل ان يفرض نفسه ويتوج في نهاية ايلول في كوبنهاغن.
وتألق الدراج البلجيكي فيليب جيلبير اذ احرز 18 انتصارا, بينها ثلاثية في السباقات الكلاسيكية في جبال الأردين (أمستل غولد وفلاش والون ولياج-باستوني-لياج).
فيتل يقضي على المنافسة
حافظ الالماني سيباستيان فيتل على لقبه في بطولة العالم للفورمولا واحد على متن سيارة ريد بول رينو. بعمر الرابعة والعشرين, حقق فيتل 11 انتصارا وانطلق 15 مرة من المركز الاول من اصل 19 سباقا, وتقدم بفارق 122 نقطة عن الوصيف الانكليزي جنسون باتون!.
في السباحة, فرض الاميركي ريان لوكتي نفسه في بطولة العالم في شنغهاي في تموز الماضي, حيث احرز 6 ميداليات بينها 5 ذهبيات.
قبل عام من الالعاب الصيفية في لندن, تفوق لوكتي على العملاق مايكل فيلبس في سباقي 200 م حرة و200 م متنوعة, على رغم ان الاخير ترك الصين وبجعبته سبع ميداليات بينها اربع ذهبيات.
واخيرا, اصبح الفرنسي تيدي رينر (02ر2 م و131 كلغ) اول لاعب يحرز لقب بطولة العالم في الجودو خمس مرات. سيكون متاحا للاعب العملاق تذوق طعم الذهب الاولمبي لاول مرة في لندن .2012
فيتل ملك دون منازع
اذا كان هناك من اعتبر بان فوز الالماني سيباستيان فيتل باللقب العالمي عام 2010 جاء بمساعدة الحظ بعد ان فشل منافسه الاسباني فرناندو الونسو في احتلال احد المراكز الاربعة الاولى في المرحلة الاخيرة, فان سائق رد بول-رينو اكد في 2011 انه ملك دون منازع بعد ان هيمن على مجريات البطولة تماما, ليصبح اصغر سائق يحتفظ بلقب بطل سباقات فورمولا واحد.
يبدو ان سيب على خطى مواطنه الاسطورة ميكايل شوماخر الذي توج باللقب العالمي سبع مرات حاصدا في طريقه الغالبية العظمى من الارقام القياسية, خصوصا ان سائق ريد بول-رينو توج باللقب العالمي مرتين خلال اربعة مواسم كاملة له في رياضة الفئة الاولى التي بدأ مشواره فيها عام 2006 كسائق التجارب في بي ام دبليو ساوبر قبل ان يمنحه فريق تورو روسو فرصة خوض موسم باكمله في سباقات الفئة الاولى عام 2008 حين اصبح اصغر سائق يفوز باحد السباقات وكان ذلك في جائزة ايطاليا حين كان يبلغ 21 عاما و74 يوما.
اضاف فيتل هذا الانجاز الى ذلك الذي حققه عام 2007 عندما اصبح اصغر سائق يحرز نقطة في البطولة (19 عاما و349 يوما) وذلك عندما حل ثامنا في جائزة الولايات المتحدة الاميركية, متفوقا على انجاز البريطاني جنسون باتون (كان يبلغ 20 عاما و67 يوما حين حل سادسا في سباق البرازيل عام 2000).
اصبح فيتل بعدها ملك الارقام القياسية من حيث صغر السن حيث بات ايضا اصغر سائق يتصدر سباقا, والاصغر الذي ينطلق من المركز الاول والاصغر الذي يفوز باللقب العالمي والاصغر الذي يحتفظ باللقب العالمي, وقد حقق الاخير في 2011 خلال جائزة اليابان الكبرى حين حسم اللقب العالمي ليجرد الونسو من لقب اصغر سائق يحتفظ باللقب بعد ان تفوق على الاخير بفارق حوالي عام, لانه احرزه وهو يبلغ 24 عاما و3 اشهر و6 ايام.
كان فيتل ملك كل شيء في 2011 اذ انطلق من المركز الاول في 15 سباقا من اصل ,19 ليحطم الرقم القياسي الذي حققه البريطاني نايجل مانسل خلال موسم 1992 (14 مرة), كما انه كان قاب قوسين او ادنى من معادلة انجاز الاسطورة شوماخر من حيث عدد الانتصارات في موسم واحد (13 عام 2004), لو لم يهجره الحظ في ابوظبي بسبب ثقب في اطار سيارته (انسحب في اللفة الاولى) ثم في السباق الختامي على حلبة انترلاغوش البرازيلية حين واجهته مشكلة في علبة السرعات (حل ثانيا).
لم يمنح فيتل الذي احرز لقب 11 سباقا وصعد الى منصة التتويج في ست مناسبات اخرى, اي فرصة لمنافسيه من اجل الدخول معه في صراع على اللقب العالمي ومنهم زميله الاسترالي مارك ويبر الذي حاول يائسا اللحاق بالسائق الالماني دون ان ينجح في مسعاه, ما يؤكد موهبة سيب لان السائقين يملكان السيارة ذاتها.
والامر ذاته ينطبق على الونسو الذي رشحه الجميع ليكون بطل 2011 على متن سيارة فيراري الجديدة, لان السائق الاسباني عانى الامرين في بداية الموسم ما صعب من مهمته كثيرا, اما بالنسبة لماكلارين-مرسيدس فقد كان الفريق الوحيد القادر على كسر احتكار فيتل من خلال فوزه بستة سباقات الا ان ذلك لم يكن كافيا لكي فرمل البطل الالماني الذي انهى البطولة بفارق 122 عن سائق الفريق البريطاني باتون.
من المؤكد ان المهندس العبقري ادريان نيوي لعب دورا اساسيا في التفوق المطلق لفيتل وريد بول, وهو ما دفع مدير فيراري ستيفانو دومينيكالي الى وصف البريطاني بالنابغة.
لكن نيوي رفض ان يمنح الفضل الاكبر في تفوق فيتل, اذ عزا تألق السائق الالماني الى النضوج الذي وصل اليه الاخير رغم صغر سنه لان هذا الامر شكل المفتاح الاساسي لنجاحه الملفت.
واعرب نيوي الذي توج مع وليامس بلقب الصانعين اعوام 1992 و1993 و1994 و1996 و1997 ومع ماكلارين عام 1998 ثم ريد بول عام ,2010 عن دهشته بالمقاربة الهادئة التي تمتع بها فيتل هذا الموسم رغم صغره سنه, مضيفا: الامر المميز جدا بشأن فيتل هو درجة النضوج التي وصل اليها في هذا العمر. شاهدت كيف يتأثر بعض السائقين بالشهرة وصعدوهم المفاجىء الى النجومية. يفقدون حسهم الواقعي ويصبحون متعجرفين. لكن سيباستيان يتميز برباطة جأشه.
وتابع انه شخص يحب الخصوصية كثيرا ولا يحب الشهرة على الاطلاق. يفكر كثيرا بالعمل الذي يقوم به ونادرا ما يرتكب الخطأ ذاته مرتين, انه رجل يعمل بجهد كبير, مضيفا في المساء, تجده دائما داخل الحظيرة يتحدث مع المهندسين ويتفحص المعلومات ويناقش امور السيارة. اعتقد ان ذلك هو القاسم المشترك بين جميع السائقين العظماء.
ومن المرجح ان لا يختلف الوضع في 2012 بعدما رفض فيتل اغراءات الانتقال الى حظيرة من عراقة فيراري والبقاء مع فريقه الحالي الذي يعول على الثبات في تركيبته من اجل مواصلة هيمنته على البطولة, ويبقى ان نعرف اذا كان فيتل سيصيب في التصريح الذي ادلى به: الافضل قادم.

0



© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير