"الفقر" .. عرفناه كيف نستشعره ؟!
الخميس-2020-05-30

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - من دونِ عناءٍ وابتذال صورٍ فنيةٍ أليمة للفقر، إذ لطالما بانت فضيع أفعاله ومختلف صورة أمامنا وكنا متفرجون بلا حيله، أود لو إني قربتُ لكم الفقر بشعورٍ مؤقت لعلنا نستشعر بعض ألمه.
في ليالِ طالع الشتاء الباردةِ هذه جرب وأخرج أطراف أصابع أقدامِك من الفراش وخذ فكرةٍ بسيطة عن أول شكلٍ من أشكال الفقر، وإذا أردت أن ترى شكلاً أخر معهُ أيضاً أطفئ المصابيح وحاول أن تبصر من حولك ؟ وخذ بعين اعتبارك أنهم على هذا الحال منذ أن غطستْ الشمس بعدما إحمَرّت عيناها من دموعِ الحزن عليهم فظننتَهُ أنت شفَقّ والأصح أنه إشفاق!!
فهُم يعانون مراحل العتمةَ كلهامن إشفاقٍ إلى دُجى .
ولست أدعوك بهذه الليالِ الطويلة للإضراب عن الطعام مرةٍ لتستشعر الأصل في شعورهم، إنما إكتفي بعشاءٍ واحد وانتظر جزءً لايُذكر بالكاد من شعورهم المعتاد.
ودع عنك التفكير والشعور واسترجاع الذكريات كعادتك وحاول أن تسأل نفسك هل يفكر من هو بتلكَ الأحوال أو يستشعر شيءٍ سوا القهر ؟
ولمثلهم الحل صعب فتعمدهم الفقر وميزهم بأجسامٍ نحيلة من دون ضلٍ ، وعلى مد البصر بسط لهم الذُلَ بساطه فما داست أقدامهم عليه إلا بلباس الكرامة.
وليس الفقر بعيبٍ وليسَ بهوان؛ وإنما مرضٌ عُضال يحلُ من دونما رحمة!
فيتأكلُ جسمُ المجتمع فترى المرض في بعضِ جسمِه خبيثٌ جداً ومُنّتن قد ملأت رائحتهُ الأرجاء من سوء تدبير وإيجاد مخرج!
فتعم السرقات وتسوء الأزمة بعدها وتصبح أمنٌ وقلٌ في الدين والثقه والحياء والأمانة فنعاني من انتشار رائحةِ هذا الإنتان هنا وهناك.
وليس محدثكم عن الفقر بعاجز عن الوصف أكثر وإنما لاجحدها أهميةً تعطى واكتفي بنظرةٍ من أعلى لأسفل وأقول قاتلَ الله الفقر وأمضي فنحن أبناء القلم نحنُ أبناءالشعور وبفيضِ شعورنا ندعم ونقِف والله المستعان وكفى .
بقلم نوال عبدالله العظامات

