"فلسطيني": ثقافة
الخميس-2020-05-09

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - ألا إنهم من إفكهم ليقولون،الفلسطيني باع أرضه وإنهم لكاذبون،ومعذرة فلم أجد خيراً من كلام رب العامين أستشهد به،ولكن هل سيفهم الأعراب اللسان العربي المبين.
مليونا فلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي،لم ترعبهم حراب الصهاينة ورشاشاتهم ومجازرهم ،ضربوا جذورهم في الأرض وبقوا هناك ولا يزالون،فهل هؤلاء بائعون؟!
هذا بعد أن أهدى جيش الإنقاذ النصر للغازين،تكرر المشهد في ألف وتسعمائة وسبع وستين،تكرّر المشهد وأضاع العرب المتبجحين ما تبقى من فلسطين!
ماذا فعل الفلسطينيون؟،حملوا السلاح،قدّموا أرتال الشهداء،فضيق عليهم العربان الأرض وأخرجوهم منها،وتنازلوا عن فلسطين،باتفاقية سلام تولى كبرها من نصّب نفسه الزعيم!
ألجؤوهم لأضيق الأركان،واضطروهم إلى مهادنة الإسرائيليين،ليقفوا على أرضهم مرة أخرى ولو بشرطٍ مهين كل هذا التنكر والجحود،تسلقونهم بألسنة حداد أشحةً على الخير،وتمالؤون عدوهم وتبسطون له يد الود،وتنفقون المال سخيّاً لتنتجوا المسلسلات والأفلام،استرضاء وتملقاً لمن غضب عليه الله ولعنه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت.تبذلون لعدوه وعدوكم المليارات،وتعيرونه بقروش ودريهمات،وضعتموها في كفه مشفوعة بالمنّ والأذى،فقبلها إكراماً للخاطر وحرصاً على الأخوة، لا حاجة ولا طمعا!
الفلسطيني بنى أوطاناً وعلّم أولاداً،ودرّب جيوشاً وشرطة وخرّج إجيالاً،اليهودي الذي تحيون ذكرى جيرته،أخذ ولم يعط،ولو أقرض لأقرض بربا،ولو بنى لبنى ملاهي وبارات،ولو افتتح لافتتح مراقص وكباريهات،فبماذا تعيرون الفلسطيني ؟بالعفة والأمانة والإخلاص،وكفّ اليد وحسن الجوار،لم تسجل جريمة واحدة بحق فلسطيني في صحاريكم التي عمرها وخضّرها.
فلم كل هذا الضيم،ولم التنكرّ والإنكار:
وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
لا أقول إلا أن هذه ردّة للجاهلية الأولى:
أفحكم الجاهلية يبغون.ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يوقنون!
فسنبقى بحقنا موقنين،مهما جادلتم وماحكتم وغمطتم الحق وتنكرتم وأنكرتم،وتبطّرتم وارتبتم وغرّتكم الأماني أو غرّكم بالله الغرور.
فهذا الكبر الفارغ ستعصف به هبوب الحقيقة.
فتربصوا حتى حين!
نزار حسين راشد

