
جفرا نيوز - نــضال الـفراعنة
إستمع المواطنون الى الشعار(*) الذي رفعه رئيس الحكومة الخصاونة ، و أكّد فيه انه لن يسمح لأية جهة كانت بالتدخل في التشكيل الحكومي – والمقصود جهتان هما المخابرات العامة والقصر– ، إصرارا منه على الإمساك بالولاية العامة للحكومة.
كانت ابرز ملاحظات الناس هي : لماذا الضجيج الذي رافق رفع الشعار؟؟ فالذين يرفعون هذا الشعارعادة هم احزاب المعارضة ولا داعي لهذا الضجيج في محاولة لكسب الشعبية و في حالة تشبه صفير الخائف في الليل لأنه (ما حدا ماسكك) .
ويقول المواطنون: ها هو رئيس الحكومة يبدأ مستفزا لأبرز اركان الحكم و يصرّ على " الحقوق الطبيعية " التي كفلها له الدستور والموقع. و التي كان يتم التفريط فيها، بسبب الاستكانة والتزلف المقيت، الذي مارسه نفر ضعيف تولوا مقاليدنا وامورنا من اجل " الرضى والتغطية "
وتجلّى، حسب العديد من الكتاب الموضوعيين المستقلين، ان الرئيس المكلف، قد " تورط " (**) في التشكيل، إذ وقع فيما وقعت فيه اضعف الحكومات الاردنية و أكثرها هزالا و ضحالة - و نعني بها حكومة عدنان بدران - تمثلت في لجوئه الى قعر "الصندوق التقليدي" وغياهبه، و استخراج ما أعطب الفرحة و الاستطابة، التي قوبل بها القاضي الخصاونة، مما اضطر كاتبا واسع العينين و مغلق الجيبتين هو فهد الخيطان - ردّه الله الى قرائه عاجلا- الى القول في مقالته في العرب اليوم: ( اوساط المعارضة الشعبية والحزبية استقبلت التشكيلة الحكومية بفتور وخيبة أمل"، وكذلك رفضها طيف واسع من احزاب الوسط والمعارضة وكتل نيابية ونقباء ومتقاعدون عسكريون وعشائر ومحافظات وتيارات وكتاب ومحللون سياسيون...الخ)
واظنني مقتنع بما همس به لي احد كبار اللاعبين السياسيين الاردنيين يوم خطاب الثقة -الاربعاء الماضي- ان قاضينا المبجل قد خسر من رأس ماله، عندما لم يتورع عن السحب علنا، من " قائمة الحبايب " للحكومة وللأعيان، بما ينبيء أن الحبل سيكون على الجرار، في قادم التعيينات.
والمعادلة العادلة - يضيف لي الكبير اطال الله عمره - هي : إن من يرفض "التدخل"، لا يجدر به ان يطلب "الغطاء" لدى التصويت على الثقة وعلى مشاريع القوانين وفي الملمات والحراكات الجماهيرية التي اخذت تصدح مبكرا بالترنيمة المعهودة : " الشعب يريد إسقاط الرئيس " !!.
ان شعار عدم السماح بتدخل اية جهة في تشكيل الحكومة، هو شعار سليم صائب سديد، خاصة بعدما عانينا من انبطاح رؤساء وزارات عند عتبات "الباشاوات" و خاصة الباشاوات الضحلين منهم الذين زوّروا الانتخابات المدرسية والجامعية والقروية والبلدية والنيابية ، فانتجوا مادة فاسدة معطوبة ليس لها اي عمق جماهيري او شرعية شعبية و ظلت عاجزة عن الخروج الى الحراك الشعبي ومحاورته لأنهم هم ابرز اسباب التوتر الشعبي و المدخل الواسع لحراكه المتواصل.
إنّ الشق الاساسي الذي يكمل شعار عدم التدخل ويحصّنه، هو استخدام سلطة التشكيل الحكومي برشد وباحتراف وبوطنية، بعيدا عن الكيد السياسي و بترفع عن المحسوبية ، بحيث لا يتم استبدال مؤسستي المخابرات والديوان الملكي ب "مؤسسة الحبايب".
ان الخطايا التي ارتكبت في تشكيلتي الحكومة والأعيان، رتبت أكلافا امنية وسياسية وحقوقية وثقافية وعشائرية ضاغطة، تقع اعباء معالجتها الآن على عاتق المخابرات العامة و الديوان الملكي (**) مما يدعونا الى البحث عن صيغ جديدة للتشكيل الحكومي تحد من سطوة الرئيس المكلف ومن تفرده ومن عثراته ومن اهوائه واهواء مستشاريه، وتسهم في ترشيد قراراته وتصويبها، ولعلها تأخذ شكل "هيئة التشكيل"، الى ان تتظهر صورة تشريعاتنا الدستورية الناظمة لهذين الركنين الخطيرين، الحكومة والأعيان.
ما أشبه الليلة بالبارحة، ولسنا نعني بارحة اربد، بل بارحة عدنان بدران العجيبة !!
_________________________________________________
(*) جراسا نيوز - صرح وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال راكان المجالي إن حكومة عون الخصاونة تم تشكيلها دون تدخل من الاجهزة الامنية او القصر لأول مرة في تاريخ الحكومات الاردنية.
(**) العرب اليوم - محمد ابو رمان: " .... وهو ما حدث منذ اللحظة الأولى بـ"صفعة" التشكيلة الحكومية الهزيلة، التي لا تتناسب أبداً مع سقف خطاب الرجل وطموحه و ما نتمناه ألا نفتح عيوننا، بعد أيام قليلة، فنرى "المنقذ" ينتظر الإنقاذ والمدد من "مؤسسات الظل".