كيف تنجح الادارة في الازمات .. الجيش العربي والاعلام انموذجا
الخميس-2020-04-08

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تظهرحرية الرأي والتعبير في ظل وجود الاعلام بادواته ووسائله المختلفه ، حيث يبقى البعض منتقداً أكثر منه ناقداً، ومحبطاً ومتأزماً وفاقداً لحضوره؛ نتيجة استسلامه الخاطئ للأفكار والمعلومات المغلوطة. وقد يكون نتيجة جهل بعض المسؤولين بقيمة صوت المواطن، وأهمية تلبية حاجاته.
وهو ما تؤكد عليه قيادة هذا الوطن في جميع توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه ، وخاصة في الاوراق النقاشية، وعلينا أن نثق بأن الدولة أحرص منّا على توضيح الحقائق، مهما كانت مؤلمة أحياناً؛ لقطع الطريق على بعض المغرضين.
في القوات المسلحة والاجهزة الامنية ، تتم عملية التمكين لجميع الموظفين ، من خلال التدريب والتأهيل العلمي والعملي والثقافي والفكري ، كل ضمن اختصاصه وصنفة ومهنتة ومستواه العلمي ودوره ضمن مجموعة العمل .
وهذا ما يتم اعتماده لاغراض العلاوات والترقية والاستفادة ، كشرط اساسي. ويطبق بكل جراءة وحزم ، وجميع هذه العمليات موثقة في سجلات خاصة لدى المعنيين في ادارة الموارد البشرية في جميع المستويات الادارية " لذلك تظهر عملية الشخص المناسب في المكان المناسب عند التعيين والعمل والتقيم "
عملية التمكين "تعني القدرة على اتخاذ القرار" في جميع مستويات الادارة ، سواء العليا منها او المتوسطة او التنفيذية ، وهي التي تؤدي الى القدرة على تحمل المسؤلية . ومن هنا تظهر عملية الثقة بالقيادات والادارات في الميدان كونها مؤهلة ومتمكنه ولا تتم ترقية الشخص الى مستوى اعلى الا اذا كان تم العمل على تمكينه و تقيمة واختباره ضمن الادارة التي يشغلها.
متى تظهر عملية التفويض ويعني " تخويل الصلاحيات" من الادارات العليا الى الادارات الادنى ، سواء كان التفويض محدد بوقت او بمكان او بمهمة او بازمة .....الخ، او غير محدد
اذا تم التعيين باعتماد التمكين كشرط اساسي ، ستكون القرارات في مكانها . وهنا يبرز دور التقييم ، والمحاسبة في كل مستوى اداري بامانة واخلاص دون محابة
وعدم القاء اللوم على الغير، او عدم قدرة الادارة على محاسبة المخطي لاسباب مختلفة لذلك لا بد من رفع شعار الوطن والمواطن والقيادة الهاشمية الاولوية الاولى ، وعدم السعي لكسب شعبوية على حساب هذه الاولويات
وبناء على عملية التمكين للرؤساء في جميع الادارات ، ولجميع الموظفين فيها ، والتفويض " تخويل الصلاحيات" ، يظهر من الواجب الحس بالمسؤولية اتجاه الوطن . ان لا يستهتر اي مسؤول في مهمته التي اوكلت له ، واقسم اليمين على ان يؤدي واجبه بكل امانه ، ومن هذه الامانات محاسبة المقصر في عمله ضمن صلاحياته ومسؤولياته في الادارة التنفيذية
واذا كان حجم المخالفة اعلى من صلاحياته ، لابد من رفع التقارير وحجم المخالفة الى الادارة المتوسطة دون تهاون او مهادنة ، واذ كان حجم المخالفة اكبر من تخصص هذه الإدارة يتم رفعها الى الادارة العليا. ومن ثم يتم اتخاذ الاجراءات القانونية من قبلها او من قبل الادارات االقانونية والمحاكم المتخصصة.
كما اشار جلالته في جميع توجياته، بانه لا احد فوق القانون . وهنا يجب ان لا يهادن اي مسؤول ضمن مستوى جميع الادارات على حساب الوطن والشعب الا اذا كان هذا المسؤول يشكل جزء من المخالفة، او كان جزاءً من التحدي
لذلك تظهر اهمية محاسبة المسؤول المقصر ومهما كانت درجة وظيفته وموقعه من المسؤولية ومساهمته في صياغة القرار الاستراتيجي ضمن دائرته ونحن كمواطنين نقف خلف القيادة الهاشمية وخلف القوات المسلحة والاجهزة الامنة في محاسبة المقصر والمستهتر في ارواح ابنائنا واهلنا .
وهنا تظهر اهمية التخطيط الاستراتيجي في جميع مستويات الادارة ولا بد ان تكون الخطط مرنة تستوعب المتغيرات التي تظهر اثناء سير الخطة ، ولابد للعمل على تطوير الخطط الاستراتيجية لكي نبين ماهي الاعمال الاحقة التي يجب الانتباه لها عند انتها الخطة ، او تعرضها لاي تحد قد يواجهها
وهذا ما تقوم به القوات المسلحة والاجهزية الامنية اثناء العمل وكذلك في اوقات الاستراحة يتم اعداد خطط لمواجهة اية مهام طارئة .
كذلك ابرز الاعلام بوسائله وادواته المختلفة الكثير من الأمور على السطح، فلم يعد هناك شيء مخفي، كما أنَّه أوجد مساحة كبيرة من حرية الرأي، و كسر احتكار المعرفة والرأي الواحد.
وفي النهاية : أنَّ المجتمع حينما لا يُقدّم له خططاً يجد فيها نوعاً من التفاؤل والتصورات المستقبلية فإنَّ التذمّر يصبح أمراً واقع لا محالة، خاصةً أنَّ نسبة التفاعل عادة لا تُبنى أبداً على التخيّلات ، علما بأنَّ الانتقاد بشكل عقلاني ومنطقي سيوجد مساحةً لمعالجة التقصير. رغم أنَّ هناك توجيهات ملكية من جلالته وردت في الاوراق النقاشية ، تقضي بضرورة اشراك المواطن في عملية الاصلاح. لذلك نرفع القبعات احتراما وتقديرا للقوات المسلحة والاجهزة الامنية ، ولكل مواطن ومسؤول يؤدي واجبه بكل امانة واخلاص.
حمى الله هذا البلد المبارك قيادة وشعبا وارضا من كل مكروه
الدكتور مفلح الزيدانين
متخصص في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشريه

