النسخة الكاملة

"اثر الثقافة والمفاهيم الدينية في أسلوب مكافحة الوباء والتعامل مع الأزمات"

الخميس-2020-03-30
جفرا نيوز - جفرا نيوز - ما يجهله الكثيرون وبالذات جيل الشباب الذي لم يعايش معاناة تلك الأيام هو أن للأردن تاريخ عريق ومشرق في مكافحة الأوبئة.

ففي ستينات القرن الماضي جنّدت الحكومة جيلاً من الشباب لمكافحة وباء الملاريا،كان جهدا مدفوع الأجر وربما كان هذا احد أسباب نجاحه في ظل البطالة السائدة بين الشباب في ذلك الحين،إلا أن  ذلك لم يكن السبب الوحيد،تضافرت عوامل أخرى على رأسها حسن التنظيم،والتي تشمل تحديد البؤر ومسحها مسحاً شاملاً،وتقسيم الفرق العاملة إلى مجموعات صغيرة تتولى منطقة جغرافية محددة،وتزويدها باللوجستيات اللازمة لتسهيل الانتقال السريع والفعال،ولا بد من التنويه أن الأمم المتحدة تولت المهمة التنظيمية ومهمة التزويد بوسائل المكافحة من أدوية ومبيدات ومطهرات وتقنيات،إلا أن تفاني الموظف الاردني وإخلاصه في عمله والتزامه بالتعليمات،كان له الأثر في الإنجاح الميداني للمشروع.

المشهد يتكرر في ٢٠٢٠ في وجه الكورونا،والنقطة المشتركة هي الإلتزام العالي المستوى،وعدم الالتفات إلى الكلفة المادية أو تقديم الأرواح على الأرباح وهذا يعود الفضل فيه إلى العقيدة الإسلامية الراسخة في وعي المواطن مسلماً وغير مسلم،وهي تقديم الروح حتى على العبادة والشعائر والذي تجلى في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو حديث صحيح:لئن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امريء مسلم..وقد جعل الإسلام حفظ النفس مقصداً أولياً ورئيساً لا بل على رأس مقاصد الشريعة.

وثمّن الله سبحانه وتعالى الروح الإنسانية تثميناً عالياً وغير مسبوق بقوله تعالى:

مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)

وتوجيه الخطاب لبني إسرائيل وتعميمه من خلالهم بسبب أنهم تهاونوا في القتل ورخصوا الحياة الإنسانية ومن ينظر إلى أفعالهم في فلسطين وحتى ما ارتكبوه من جرائم على أرض الأردن،يرى انهم لا يزالون على نفس النهج الفاسد ولم يتغير نهجهم في شيء.

وذلك حتى نفهم فضل هذا الدين علينا وما رسّخه من مفاهيم أخلاقية عالية في وعينا ولا وعينا..وإذن فإن هذا السلوك العالي وترتيب الأولويات يعود الفضل فيه إلى ديننا الحنيف.

وهذه دعوة لنحفظه ولا نفرّط فيه 

لحساب موجات التغريب والتجريب فلا نت فلكس ولا مسلسل جن ولا منظمات انكشف زيفها واستعدادها للتحايل والنصب وعلى يد رئيسها الذي يقبع في السجن وأقصد المسماة مؤمنون بلا حدود فللإيمان قيمه وحدوده التي لو تداخلت وتميعت لفقدت أثرها في تعبئة النفوس واستنفارها وشحنها في الرخاء والشدة،فهذه الدعوة خدعة مكشوفةيدفع مروجوها الآن ثمن زيفهم بحكم القانون والنظام. ويا ليتهم يرتدعون!

والحمد لله رب العالمين.

نزار حسين راشد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير