النسخة الكاملة

الحكومة الاردنية ...اداء متوازن في عالم مضطرب

السبت-2020-03-28 08:32 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز- كتب: دكتور عبدالمهدي القطامين لعل الكثير من الناس كان يراهن على ان الحكومة الاردنية ستفشل في مواجهة جائحة كورونا وقد كنت احدهم فالعلاقة بين الناس في الاردن وحكوماتهم كانت علاقة جدلية يشوبها الشك اكثر من اليقين عبر سنوات عديدة ترهل فيه الاداء الحكومي وغابت ايضا الشفافية حتى اصبح الناس يعتقدون تماما عكس ما تقول الحكومة وما تصرح به اذ اصبح نفيها اثبات واثباتها واقرارها نفيا لدى الرأي العام ...لكن بعد ان بدأت معالم حرب كورونا الكونية تلوح في الافق كانت نغمة الشك لم تزل في النفوس حتى استطاع جنرال عسكري قادم من الخدمات الطبية الملكية ان ينزع فتيل هذا الشك متسللا الى قلوب الناس شيئا فشيئا عبر ايجازات يومية بات الكل ينتظرها بشغف منقطع النظير الدكتور سعد جابر وزير الصحة وامجد العضايلة وزير الدولة لشؤون الاعلام شكلا ثنائيا محببا للناس حين يطلعان معا على شاشات التلفزة يقدمان ايجازا يوميا عن مسار الحرب ضد كورونا باسلوب هاديء متزن بغير افراط ولا تقتير . رئيس الحكومة عمر الرزاز كان يوجه عن بعد وقلل من ظهوره وفي الحالات التي ظهر فيها اتسم ايضا اداءه بالهدوء وبلغة محببة مقربة للنفس حتى وهو يعلن اوامر الدفاع كان قريبا من النفس وكان مبشرا غير منفر . الحكومة الاردنية في مواجهة كورونا تدرجت في اجراءات الوقاية والمكافحة ضد الفايروس وفق خطط استراتيجية واعية الامر الذي قلل من انتشار المرض ولولا وجود بؤرة مرض مقلقة في شمالي الاردن في مدينة اربد ذات التعداد السكاني الذي يقارب المليوني نسمة وسبب تلك البؤرة اقامة عرس نشر العدوى لما يزيد عن ٨٠مواطنا لظلت الاردن من اقل الدول العربية والعالمية في حجم الاصابة بهذا المرض . وعلى الرغم من وضع الموازنة العامة للدولة وارتفاع حجم الدين العام مقارنة بالناتج المحلي الاجمالي فان الحكومة انفقت بسخاء في مواجهة المرض وتداعياته حتى انها ذهبت الى سنغافورة لجلب امصال تستخدم في الكشف عن المرض وسيرت طائرات بامر ملكي لتوصيل طلبة اردنيين وعرب تقطعت بهم السبل في يوهانا بؤرة المرض عالميا . في العقبة التي تشكل المنفذ البحري الوحيد للاردن لم تتوقف حركة تدفق البضائع بل زادت وتيرتها وارتفعت الى ما يزيد على سبعة بالمائة في شهر اذار عن شباط الماضي وتم عزل المدينة تماما عن بقية ارجاء المملكة لتظل بعيدة عن تداعيات المرض وانتشاره وتم اجلاء كافة السياح منها منعا لانتشار الفايروس خاصة وان المدينة الساحلية تعد مدينة سياحية بامتياز وان فترة الشتاء تعد ذروة الموسم للسياحة العالمية التي تؤمها من اغلب دول العالم . ادبيات الحظر على الرغم من كونها قيدت حريات الناس في التنقل والانتقال بحثا عن المعيشة والرزق الا ان الاستجابة كانت واسعة من قبل الناس كافة على الرغم من ظهور بعض الاختراقات في بعض المدن والتجمعات السكانية خاصة في اولى ايام الحظر الا ان مثل تلك المظاهر بدأت تخف تدريجيا مع ارتفاع منسوب الثقة بالاجراءات الحكومية الهادفة الى حماية الناس وارواحهم . هل سجلت الحكومة الاردنية اول هدف في مرمى الشك المعتاد والذي تعوده الناس تجاه حكوماته... المؤكد ان ذلك تم وان ماقبل كورونا اردنيا لن يكون كما هو بعده .  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير