في زمن الكورونا بنية تحتية أم بنية بشرية ؟
الخميس-2020-03-21

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - في ظل إنتشار فيروس كورونا على العالم وتحوله من مرض ليس له علاج إلى وباء عالمي يجتاح بلادنا واجساد من نحب ويعيق حياتنا واستمراريتها.
يظهر السؤال التالي بنية تحتية أم بنية بشرية؟ ومن كان افضل لإدارة أزمة هذا الوباء...
أخص بالذكر في هذا المقال بلدي الحبيب الاردن
صنّفت الأردن في الشريحة الدنيا للبلدان المتوسطة الدخل بمعنى أنها من الدول النامية مقارنة ببعض الدول مثل دول أوروبا وبعض دول آسيا أو حتى نظيراتها من الدول العربية ذات الموارد الطبيعية مثل دول الخليج، ولقد قصدت المقارنة هنا حيث أن الأردن لم تحظى بالبنية التحتية التي تمتلكها تلك الدول من شبكات اتصال او مواصلات ونقل جوي أو خدمات عامة ولا تتمتع بفائض ميزانية يغطي احتياجات الدولة، لكنها تتمتع ببنية بشرية اثبتت بوقت قياسي أنها قادرة على إعادة هيكلة نفسها لما يتناسب مع الوضع الحالي، استطاعت الأردن حكومة وشعب التأقلم مع الظرف الحالي والتصرف كالدول العظمى في إدارة أزمة كورونا لكن من الافت أن الشعب استطاع التحكم بزمام التغير المفاجئ رغم أنه جديد عليه نوعاً ما واستطاع بفكره وإمكانياته القليلة تحقيق مستوى نجاح على جميع الأصعدة ( التعليمية، الوظيفية، المالية، الاجتماعية، والصحية) ليثبت للعالم أن سيد الموقف هو العقل والايمان والارتباط بالمبدأ رغم عدم توفر بنية تحتية ملائمة للحدث، في حين كانت الدول التي تتمتع بكامل الموارد والبنية التحتية التنافسية قد رفعت راية الاستسلام أمام أول منعطف قوي واجه العالم لأن شعبها اعتاد على من يجد له الحلول .
وهنا انا لن أتطرق إلى اثار هذه الأزمة المالية والاقتصادية لسبب واحد فقط أن ما حدث مؤخراً يعتبر كتجربة علمية لأعادة ترتيب مقومات الدولة.
ونحن بالاردن نمتلك بنية تحتية لا بأس بها ونمتلك بنية فوقية(المقصود بها مقومات الدولة الثقافية ومؤسساتها وهياكل السلطة السياسية) لكن دون البنية البشرية لن تحدث التغير وهذا ما رأينا في بعض الدول لأن الشعب هو أساس الاستمرارية فعندما يستسلم الشعب تفقد الدول السيطرة.
وانا من وجهة نظري أرى ما حدث معنا أذى فيه منافع عدة لإعادة إعمار ما هدم من ثقة وإيمان بشعب وحكومة وأننا قادرين على صنع فارق لو بسيط عندما نسمع بعضنا وأننا بحاجة ماسة أن لا نفكر بأنانية شعباً وحكومةً حتى نستطيع تخطي القادم من ظروف لربما تكون صعبة نوعاً ما.
نعم استطاع الأردن أن يثبت مبدأ ( الانسان اغلى ما نملك ) في حين قالت بعض الدول استعدوا لفقد احبائكم.
واستطاع الشعب رد الجميل بأننا منكِ واليكِ أردننا.
الخلاصة
لتكن هذه الأزمة الستار الذي كشف عن مقدار الانتماء و الحب والنخوة والإخلاص لهذه البلد ولتكن صفحة تعارف جديدة بين ابناء الاردن حكومة وشعب .
#يد_بيد_اردننا_يستحق
أسرار العطار
ماجستير اقتصاد جامعة اليرموك

