"شبهات حول كورونا"
الخميس-2020-03-17

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - ابتداءً خرج علينا المتحدث باسم الخارجية الصينية ليتهم أمريكا بتصنيع الفيروس،ثم تلاحقت الأصوات فردّ ترمب الاتهام بمثله،وتتابعت المشاهد المثيرة فخرج بوريس جونسون ليبشّر البريطانيين أنهم سيفقدون أحباباً،وتلته إنجيلا ميركل،لتبشر الألمان بأن ٧٠/١٠٠ منهم سيصابون بالمرض،وأردف رئيس وزراء هولندا ليعزف النوتة نفسها،مما جعلهم يبدون كعازفي جوقة متناغمين تماماً،الأمر الذي حدا بكاتب كبير ليتساءل :هل فعلاً ينفذون وعدهم القديم بإبادة ثلث العالم؟
وهذه ثيمة عزفها المالثيسيون مرارا وتكرارا،ورددتها الصحافة على ألسنتهم،مما جمع سحب الشك حول قضية كورونا،وجعل الجميع يتساءلون ما الذي يجري حقا؟
لو أردنا أن نحلل الأمر تحليلا موضوعيا لقلنا التالي:
أولا:انه من طبيعة الأوبئة أن تجتاح منطقة جغرافية محددة قد تتسع لتطال ما حولها ولكن بطريقة أفقية لتقف عند حد ما،بحكم الحواجز الطبيعية والتضاريس الجغرافية، ولكن هذا الكورونا انطلق متجاوزا كل تلك الحدود،عابرا للبحار والأنهار والمحيطات ومجتاحا القارات،ليصبح وباء كونيا،ولم تتطوع أي جهة علمية لتقول لنا كيف،فمعروف أن فيروسات العدوى تنتقل عبر وسط،فما هو هذا الوسط،الهواء أم الماء إم شيء آخر،ولكن الأوساط الإعلامية تولت المهمة بالنيابة عن الأوساط العلمية لتجعل الاحتكاك البشري والتواصل عبر السياحة والانتقال والسفر،هو سبب انتشاره الواسع!
ولكن إذا كان هذا الكلام صحيحا لماذا بدأ في منطقة محلية في الصين في مدينة ووهان ثم طار بسرعة البرق والضوء إلى أرجاء العالم الأخرى دون أن يسافر أهل ووهان أو ينتقلوا حتى داخل الصين نفسها؟
ثانيا: لماذا يجتاح منطقة بمعدل أعلى بكثير من الأخرى،إيطاليا أكثر من إسبانيا،وإسبانيا أكثر من بريطانيا،وبريطانيا أكثر من ألمانيا؟
ثم تطلع علينا النيويورك تايمز لتقول أن مصر تتربع على رأس القائمة وأن عدد الإصابات فيها يتجاوز تسعة عشر ألفاً وأنها مهد الفيروس وحاضنته الأولى ومنها انطلق إلى بقية العالم؟
لاحظوا أنني لم أشر بعد إلى إيران وحقيقة أن الفيروس ابتدأ بأكثر مدنها قداسة"قم"،ثم اجتاحها اجتياحا موجعا،فاحتلت المرتبة الثانية بعد الصين في سرعة ومعدل الانتشار،وأصبحت الناقل العضوي لجيرانها :العراق والكويت وبسبب حجاج قم بالذات.
علما بانه حسب معتقدهم فإن قم ينبغي أن تكون الأكثر حصانة،فهي تحت حماية الأضرحة والمقدسات والعتبات والأئمة وخاصة مسجد جمكران حيث يقيم حسب زعمهم المهدي المنتظر وحيث يلتقي خامنئي!
فهل سيكون كورونا سببا في زعزعة هذه العقيدة وانفضاض الناس من حولها؟
وهل هناك حكمة ربانية خفية لحفز الناس لإعادة النظر في عقائدهم وسلوكياتهم.؟
وبالنسبة لأمريكا والصين وأوروبا ليعيدوا النظر في غرورهم واستقوائهم واستكبارهم؟
وأن كل علمهم لا يقف في وجه كائن خفي غير منظور!
وهذه رسالة ربانية تفضح العجز البشري والضعف الإنساني امام خلق صغير من خلق الله يتكون من خلية واحدة لا يستطيعون خلق مثلها بل يقفون حائرين وعاجزين ومستسلمين؟
ألم يمت النمرود بذبابة ظلت تطن في أذنه حتى هلك عقابا على ادعائه للألوهية وأنه يحيي ويميت؟
ألم ينعَ الله على الحضارات القديمة بطشهم واستكبارهم وتحديهم للموت بالصناعة والعلم على غرار حضارة اليوم."وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين".
وليذكرهم أنه وحده القاهر بالموت وأنه لما يشاء لطيف خبير" وهو القاهر فوق عباده وهو اللطيف الخبير".
أما بالنسبة لنا نحن المسلمون وحين تغلق الكعبة والحرم والمساجد لتقول لنا أن أصل العبادة في القلب وليس المكان وأن إغلاق المساجد لا يقطع الصلة بالله؟ وأن البلاء يفتح طريق العودة واللجوء إليه سبحانه وتعالى!
بالتإكيد إنها أسئلة توقف الإنسان أمام نفسه والحضارة على أطراف أصابعها لتمد بصرها قليلا أبعد من تلك الأطراف، وتجعلها تعيد النظر في كثير من مسلماتها وربما أوهامها وتعيدها إلى دائرة الحقيقة بالصدمة!
والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين
نزار حسين راشد

