النسخة الكاملة

لأول مرة .. تغير اتجاه اصابع اللوم

الخميس-2020-03-17
جفرا نيوز - جفرا نيوز - أن نقرأ عن فيروس في بلاد العجائب ( الصين ) لم تكن البداية مرعبة على الاطلاق ، حيث بدأ الجميع يصفق ويطبل لكل ما يحلو له من كلام وتحليل ..

وبعد ان انتشر المرض في تلك الدولة وبدأ يأخذ بالاجتياح بين بلدان العالم بقيت نظرة الاستهزاء قائمة وجاءت التكهنات وعاش الكثير من الشعوب على امل العصمة من هذا الوباء ..

اليوم فيروس كورونا يعيش معنا على ثرى هذا البلد الطهور وبكل ألم وحسرة ، ولسنا جميعا نشعر بهذه الكارثة وهذا الألم ، فكثيرون يتبادلون كل النكات والشعارات والطرائف والدعابات حول وباء عالمي سيعمل - اذا ما تدخلت العناية الالهية - على ازمة اقتصادية عالمية تفتك بجميع اقتصاديات الدول وستكون الدول المدينة وتلك الفقيرة هي الاعمق ضررا من وراء هذا الفيروس ، وستحدث مجاعات بل وان حركة المال حول العالم ستشهد انحسارا كبيرا وخسائر بالمليارات تباعا ولنا في نزول اسعار النفط - والتي ستواصل الهبوط بتناقص جنوني - اكبر دليل يؤكد تداعيات هذه الكارثة ..

لطالما وبخنا الحكومة في كتاباتنا على تعاملها مع ملفات الدولة ، لكنها وللمرة الاولى وحتى هذه اللحظة التي اكتب فيها هذه الكلمات اجدها قد احرزت تقدما سبق وفاق معدلات الثقة الموجودة في وجدان الشارع الاردني نحوها ( اي الحكومة )

وبكل امانة ان دولة كالأردن ذات امكانيات محدودة ميدانيا ( نتحدث بلغة الواقع ) تتعامل بمهنية رفيعة ولسنا بالباحثين الآن عن بؤر ضياع التنمية ومسببات عدم مواكبة التطور فلن ننسى ملفات الفساد والتغول الاداري ، لكن في هذه المرحلة نحن نتحدث في اطار المشهد الحالي فقط وعليه فإنه وللمرة الاولى نجد دوائر القرار تصنع فارقا وتحرز مواكبة عالية المسؤولية والهمة في ملف كورونا ..

ان تسارع وتيرة الاحداث التي ترافقها صدور الاخبار العاجلة اولا بأول انما يعبر عن اهمية المواطن وللمرة الاولى في عيون الحكومة ووعيها بضرورة اشراكه بالحدث وهذا ما التمسناه في حكومة الرزاز واكاد اجزم بأن ملف كورونا لو جاء في الحكومات الثلاث الاخيرة على الاقل لما كانت الجهوزية والشفافية والتعاطي مع الازمة كما هي مع هذه الحكومة بل واحزم ايضا بحدوث الفوضى والتعتيم الاعلامي واختلاط الامور ..

اليوم من الملام في هذا الملف ؟
مع كل الاسف نجد أن التقصير سقط نسبيا عن الحكومة التي سارعت لاغلاق اجواء المملكة وفتح فنادق البحر الميت والكثير من الاجراءات ، فاليوم نعتب على شريكنا في المواطنة ، المواطن - وليس الجميع - الذي لا يحقق تعاونا ولا يدرك مدى خطورة الموقف ، فنشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي الآلاف من التعليقات والمنشورات الساخرة ، ولا يقتصر هذا الشعور الخالي من المسؤولية على العالم الالكتروني بل نجده على ارض الواقع ما بين صناعة الاكتظاظ في المتاجر والضحك والسخرية على ارتداء الكمامات والكثير من اللامبالاة المنسوبة الى عقليات صعبة بعض الشيء ...

علينا في هذه المرحلة ان نتماسك ونتعاون وننشر الوعي ونتخطى الازمة فاذا تصرف الواحد منا على اساس الوقاية والسلوك الصحي المدرك بخطورة المشهد فلن تطول مدة توقف الحياة العامة واذا ما استمرينا في التعامل باستهتار فاننا لا قدر الله قد نصل الى ما آلت اليه ايطاليا وغيرها وهلم جرا من الانتظار ..

فالمرحلة لا تحتمل التنظير ولا تصفية الحسابات مع الحكومة او غيرها فالمركب واحد ونسأل الله السلامة

وحفظ الله الأردن وأمة العروبة والاسلام من كل سوء

#روشان_الكايد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير