النسخة الكاملة

جلالة الملك : لو كنت مكان بشار لتنحيت

الخميس-2011-11-14
جفرا نيوز -

جفرا نيوز - قال جلالة الملك عبدالله الثاني في مقابلة أجراها اليوم مع قناة بي بي سي البريطانية وتبث تفاصيلها لاحقا أن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يبدأ مرحلة سياسية جديدة في بلاده.

وردا على سؤال حول الأجواء السائدة في سوريا حاليا، وفيما لو كان جلالته إفتراضيا يعيش هذا الواقع، قال جلالة الملك "أعتقد أنني كنت سأعتزل"، مضيفا "ولكن كنت سأتأكد أن الذي سيخلفني لديه القدرة على تغيير الواقع الذي نراه."

وقال جلالته إن على الرئيس السوري الشروع في مرحلة جديدة من الحوار السياسي لخلو الساحة السورية من العناصر القادرة على تغيير الوضع الراهن.
وأوضح جلالته لو أن الرئيس بشار يعتزم التنحي، فإنه يجب أن يفعل ذلك بطريقة تضمن تغيير أسلوب تعامل النظام مع شعبه. وقال جلالته: "إذا تم تغيير شخص بشخص آخر، فسوف نستمر بمشاهدة المزيد مما نراه".

وعلمت وكالة الأنباء الأردنية( بترا) أن تصريحات جلالة الملك لقناة بي بي سي، التي ستنشرها الوكالة في وقت لاحق، لم تأت في سياق دعوة مباشرة وصريحة للرئيس السوري للتنحي، وإنما في إطار رده على سؤال حول ما قد يقوم به شخص يمر في نفس الوضع.


قال جلالة الملك عبدالله الثاني في مقابلة أجرتها مع جلالته الاعلامية دو سيت من هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي) اليوم الاثنين إن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يبدأ مرحلة سياسية جديدة في بلاده.

وردا على سؤال حول الأجواء السائدة في سوريا حاليا، وفيما لو كان جلالته إفتراضيا يعيش هذا الواقع، قال جلالة الملك "أعتقد أنني كنت سأعتزل"، مضيفا "ولكن كنت سأتأكد أن الذي سيخلفني لديه القدرة على تغيير الواقع الذي نراه."

وقال جلالته إن على الرئيس السوري الشروع في مرحلة جديدة من الحوار السياسي لخلو الساحة السورية من العناصر القادرة على تغيير الوضع الراهن.
وفي إجابة على سؤال: هل تعتقد أن على الرئيس الأسد أن يتنحى جانبا؟ قال جلالته: "هذا في الواقع يعود للنظام السوري. من خلال نقاشاتي مع الرئيس بشار عرفته جيدا إلى حد ما. وأنا أعتقد حقيقة بأنه لديه نية الإصلاح في داخله. إن رؤيته التي ينشدها لسوريا، وكما سمعت منه في كل المناسبات التي جمعتني به، كانت مشجعة للغاية. لذا أعتقد أن التحدي هو: إلى أي مدى سيسمح النظام بالإصلاح. إذا، وعودة إلى السؤال، فحتى لو لم يكن بشار ضمن المشهد، وجاء النظام بشخص آخر، فهل هذا الشخص يعي أن العالم قد تغيّر؟ أشك في ذلك".

وأوضح جلالته في المقابلة لو أن الرئيس بشار يعتزم التنحي، فإنه يجب أن يفعل ذلك بطريقة تضمن تغيير أسلوب تعامل النظام مع شعبه. وقال جلالته: "إذا تم تغيير شخص بشخص آخر، فسوف نستمر بمشاهدة المزيد مما نراه".

وتاليا نص المقابلة:

1. دو سيت: فلنبدأ بسوريا، فقد أوقفت المبادرة، وقد طلبت سوريا إجتماع قمة طارئ، ماذا تقول للرئيس الأسد؟

جلالة الملك: لقد تحدثت إليه مرتين مطلع العام لأعبر عن شعوري بالإحباط والقلق، سعيا مني للتواصل، وليس على أساس أننا في الأردن لدينا الحل الأمثل للإنفتاح عبر الحوار الوطني. لم نر أي وفيات في شوارعنا، ولكنها كانت محاولة للمساعدة فقط. وقد أرسلت رئيس الديوان الملكي في نهاية الربيع لمقابلته (الرئيس الأسد) لنرى إذا كان من الممكن أن نعمل سويا للتخفيف من حدة العنف في سوريا، وبات من الواضح لي أنهم غير مهتمين بالحوار مع الأردن والعديد من الدول الأخرى أيضا، لسوء الحظ.

2. دو سيت: آخر مرة تحدثت إليه كانت في الربيع، كما فهمت؟.

جلالة الملك: لا، لقد تحدثت إليه مرتين في الربيع، وأوفدت إليه رئيس الديوان الملكي لمقابلته أيضاً، ولنرى إذا كان بالإمكان أن نطلعهم على ما نقوم به في الأردن، إلى حد ما، للمساعدة في الوصول إلى مختلف القطاعات.

3. دو سيت: لقد مضى عدة شهور، ثمانية شهور من العنف. وتقارير الأمم المتحدة تشير إلى وفاة 3500 شخص على الأقل في سوريا. هل تعتقد أن الرئيس الأسد فقد شرعيته؟.

جلالة الملك: أعتقد أن قرار الجامعة العربية الذي إتخذ ضمن أغلبية كبيرة يشير إلى أننا قلقون جداً على مستقبل سوريا، والأسلوب الذي تتحرك ضمنه القيادة هناك. السؤال الذي يطرح نفسه أمامنا جميعا: هل سنرى إختلافا كبيرا؟ أنا لا أعتقد أن النظام في سوريا سيسمح بمثل هذا التغيير. ومن المستحيل في الوقت الراهن لأي شخص أن يتنبأ بما ستؤول إليه الأحوال في سوريا. ومع ذلك، فأنا أعتقد شخصيا، وعلى الأقل على المدى القصير، أننا سنرى استمرارا لما نراه اليوم.

4. دو سيت: هل تعتقد أن على الرئيس الأسد أن يتنحى جانبا؟.

جلالة الملك: هذا في الواقع يعود للنظام السوري. كما تعلمين، من خلال نقاشاتي مع الرئيس بشار عرفته جيدا إلى حدا ما. وأنا أعتقد حقيقة بأن لديه نية الإصلاح في داخله. إن رؤيته التي ينشدها لسوريا، وكما سمعت منه في كل المناسبات التي جمعتني به، كانت مشجعة للغاية. لذا أعتقد أن التحدي هو: إلى أي مدى سيسمح النظام بالإصلاح. إذا، وعودة إلى سؤالك، فحتى لو لم يكن بشار ضمن المشهد، وجاء النظام بشخص آخر، فهل هذا الشخص يعي أن العالم قد تغيّر؟ أشك في ذلك.


5 . دو سيت: السؤال الذي يطرحه العالم: هل بشار ممسك بزمام الأمور في سوريا؟ وهل يأمر جيشه بالنزول إلى الشارع وإطلاق الرصاص على شعبه؟ أنت قلت أن لديه نية للإصلاح؟ هل مازالت هذه النية موجودة لديه؟.

جلالة الملك: إذا كنت على إطلاع على السياسة السورية، فإنه في الواجهة. وصورة سوريا مرتبطة بصورة الرئيس بشار. وفي ضوء ذلك، فإن أخيه وزوج شقيقته يلعبان دورا نشيطا على الصعيد العسكري. وفي النهاية، ومثل كافة القادة في الشرق الأوسط، نحن جميعا نمسك بزمام الأمور وعلينا أن نتحمل مسؤولية ما يحدث في بلادنا...ولكنني أعتقد أنه ليس الشخص الوحيد الذي يتحكم بالأمور. فهي تدار من قبل فريق. ومجددا، هناك نظام، ولديه توقعات تجاه أي شخص يتولى القيادة.

6. دو سيت: ولكن الرئيس الأسد هو في موقع القيادة؟.

جلالة الملك: كرئيس للدولة، أجل.

7. دو سيت: هل ينبغي عليه أن يترك دفة القيادة، إذا كانت العربة سائرة في الاتجاه الخاطئ؟ إن الجامعة العربية قد توصلت إلى أنه لا أمل من الرئيس الأسد، وقد تم حثه على أن يصلح، وقالوا إنه لم يف بوعوده، وقالوا إن الحل بيده هو، فإذا لم يكن الحل بيده، فعليه أن يفسح المجال.

جلالة الملك: أعتقد أنه إذا لم يقبل بالقرارات أو المطالبات التي وردت في قرار الجامعة العربية في السادس عشر من الشهر الجاري، أي خلال يومين، فمن الأكيد أن لدينا مشكلة. وأود أن أشير أن تغيير الرئيس بشار، ربما، لن يحل المشكلة، بسبب النظام القائم حالياً. وحتى لو ذهب الرئيس، فهل الشخص الذي يحل مكانه يعي هذا الواقع. أتفق تماما مع ما أشرت إليه. ونحن كلنا منزعجون مما يحدث في سوريا، ولكن أعتقد أننا سنخدع أنفسنا إذا فكرنا أن الأمور ستتغير بشكل جذري إذا تم تغيير فرد واحد. إن المشكلة أعمق من ذلك بكثير، وهي تتمثل في النظام. النظام السياسي القائم في سوريا.
8. دو سيت: لقد قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، جيفيري فيلتمان، للجنة في مجلس الشيوخ الأميركي إن معظم القادة العرب الذين تحدث إليهم قالوا له حرفيا، وهنا أقتبس "إن أيام الأسد معدودة". هل ستكون من بين هؤلاء القادة العرب؟.

جلالة الملك: عندما يطال العنف شعبك فإن الأمور لن تنتهي على خير. ولكن أكرر ثانية أنه من قبيل المستحيل لأي منا أن يتنبأ بما سيحدث خلال 6 أسابيع أو 6 أشهر أو 6 سنوات.

9. دو سيت: إذا، أنت لا تعرف؟.

جلالة الملك: لو أن أي شخص علم بذلك فإنه سيكون شخصا ذكيا جداً. ما سيحدث، وما علينا متابعته هو في حال أن تم عزل سوريا، أعتقد أننا سنستمر في رؤية ما يجري حاليا بدون أي تغيير. على أية حال، هناك قوى أخرى تلعب دوراً. فما زالت مبادرة السلام العربية قائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهناك الربيع العربي بوجه عام، وبرزت مؤخراً ضجة تجاه إيران بسبب الملف النووي. كما أن الأتراك يتبعون موقفا أكثر حزماً في الشمال. أيضاً ما قد تؤول إليه الأمور في لبنان. إذا، من المعروف أن الشرق الأوسط كالفسيفساء، وأن المشكلة التي تشكل تحديا رئيسيا لقادة الشرق الأوسط هي: إذا كان هناك مرحلة ما بعد بشار، فما هو طبيعتها. أعتقد أن الكثيرين يساورهم القلق، فالمجهول يثير المخاوف أكثر من المعلوم.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير