هل النظام الرسمي العربي مهدد بالسقوط ؟
الخميس-2020-03-05

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - شحاده أبو بقر
رحم الله الملك الحسين , فلقد حذر ببعد نظره مرارا وتكرارا إبان الحرب العراقية الإيرانية , وما بعدها إبان إحتلال الكويت , من مغبة سقوط النظام الرسمي العربي برمته , لصالح أنظمة رسمية أخرى غير عربية !
مبرر تحذيرات الحسين تلك , هي أن إستحضار الأجنبي بجيوشه الجرارة وقدراته العسكرية والإقتصادية الفائقة إلى عالمنا العربي وبلداننا الحيوية ذات الثروات المادية والدينية والإستراتيجية , سيؤجج شهية ذلك الأجنبي للهيمنة والبقاء والسلب والنهب تحت شعارات براقة !
بوضوح ما كان يقصده الحسين رحمه الله , هو أن عالمنا العربي إذا ما إستمرأ قدوم الأجنبي على هذا النحو , فإن ذلك يعني عودة للرضوخ تحت نير الإستعمار بعناوين عصرية ومبررات جديدة ستسقط النظام الرسمي العربي كله من جديد , وقيام نظام رسمي إستعماري عوضا عنه , تماما كما كان حال العرب لقرون عدة غابره
ما حذر منه الحسين الراحل وأنذر وسعى حثيثا وتحدى لتجنيب العرب إياه , يبدو أنه يتحقق تباعا وبتدرج متسارع منذ تفجر الجحيم العربي الذي نسميه ربيعا , برغم ما يخالطه من دم وقتل وتشريد ودمار ويأس وإحباط وعنف وتطرف وفقر وجوع ومرض .. ألخ
ألا ينذر حال العرب اليوم بأن ما حذر منه الحسين آخذ في التحقق على الأرض ! , فكم من نظام عربي سقط وخلف حربا أهلية ودمارا وهيمنة أجنبية ! , ثم , هل كانت العربدة الصهيونية قبل الربيع كما هي عليه اليوم من صلف وأطماع وإستهتار بكل العرب وببلادهم وبمقدساتهم وحتى بوجودهم كأمة يفترض وبإرادة الله سبحانه , أنها سنام خير أمة أخرجت للناس !!
ختاما , ألا يوجد عربي رشيد يرفع الصوت عاليا ليحيي هذه الأمة من سباتها ويعيد إليها بعضا من كرامتها وعزها منتخيا بشعوبها لأن تصحو من غفلتها وتحرم دم العربي على العربي وتلفظ من بين صفوفها كل داع لفتنة خانع للذل والهوان وتجمع صفها العظيم في مواجهة أعدائها ! . نصلي من أجل ذلك وهو ليس على الله ببعيد , فلقد تشتت العرب وذلوا وهانوا ليس على عدوهم وحسب , وإنما حتى على أنفسهم ولا حول ولا قوة إلا بالله , وهو سبحانه من وراء قصدي .

