العلاقة الاردنية القطرية التي لم تنقطع ابدا
الأربعاء-2020-03-04 01:28 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب عمر شاهين
جاءت زيارة سمو الامير تميم بن خليفة امير قطر، الى المملكة الاردنية الهاشمية ، في نهايات شهر شباط 2012 ، تزامنا مع مرور الف يوم من حصار بعض دول الخليج على قطر(الامارات والبحرين والسعودية )، وقد تمكنت قطر من الصمود امام حدودها البرية المغلقة تماما، مستبدلة التجارة والحركة البرية، بصناعة محلية واستيراد جوي، وكذلك فك الحزام الخانق عن رقبتها.
وقد اذهلت خصومها قبل محبيها، عبر الثبات بعدم توجهها لأي تنازل امام الشروط التي وضعتها دول الحصار لفتح الحدود.
وما فاجأ العالم، بان قطر استمرت بالإعداد لكاس العالم، في اول مرة بتاريخ الوطن العربي بخطة نجحت تماما، وكذلك لم تقدم اي تنازل معنوي او عروض رجاء سياسي فبقيت بموقف صلب فاجأ حتى المتعاطفين والداعمين لها.
لا نريد الحديث عن الخلاف القطري، السعودي الاماراتي، فقد اشبع بتفاصيله، ومناقشته، وتوزيع احقية طرح الشروط من المبالغة او الاستحالة بها، ولكن يهمني الحديث عن الموقف الاردني وطني والموقف القطري الذي تبنيته شخصيا منذ عام 2006 عندما قلنا شكرا قطر مع اهل لبنان.، فزيارة الامير تميم الى الاردن لم تأت لتشكل انعطاف، في العلاقة ، بقدر ان نقول اكمال لمنطقة فراغ رسمية، و صحيح ان العلاقة بين عمان والدوحة اتسمت بالجفاف طول سنوات طويلة، ومنها خلاف ببعض المواقف وكذلك ملامسة للموقف السعودي المتشنج من قطر، لكن بقيت طوال السنوات الماضية هناك نقاط مشتركة، كثيرة، لم يتبنى الطرفان شراكتها ، اهمها العلاقة مع تركيا، وملف الاخوان المسلمين، وحركة حماس وغيرها. والعلاقة الحذرة مع ايران.
وبقيت بعض الخلافات المعتادة عربيا مع سقف قناة الجزيرة، لكن لم تصل العلاقة يوما الى العداء او التحريض. لا لدينا في الاردن ولا في قطر، وخصوصا الاعلام.
رسميا كانت الاردن تقف قريبا من الحياد بأزمة حصار قطر، فقد استمرت الطائرات في رحلاتها، التجارية، ونقل الركاب، وكان هناك كثير من الاردنيين يعبر برايه داعما لقطر ورافضا لحصارها، وكتبت انا كاتب هذا المقال كتبت عشرات التغريدات في تويتر، ومقالات بمواقع الكترونية، رفضت الحصار ، وطالبت باستقلالية الموقف القطري سياسيا، والجزيرة اعلاميا، وان الشروط التي وضعت تخالف العقل والعلاقة السياسية والدولية، ولم اتعرض يوما لمسائلة قانونية اوامنية ،في بلدي الاردن تمنع موقفي مع قطر، او شجب حصارها.
متجنبا التعرض لدول الحصار، حتى مع بعض الاشتباكات في تويتر ببعض حاملي وجهة دول الحصار او من اعلامهم الالكتروني.
الاعلام الاردني ، اتسم بالحياد وعدم الانضمام للمنظومة الاعلامية المحرضة على التعرض لقطر وهذا الايقاع جاء بضبط الدولة الاردنية لأنه هناك مبالغ كبيرة كانت جاهزة لمن يحرك وسيلته الاعلامية ضد قطر ، وكان موقف الاردن اشبه بموقف دولة الكويت الشقيقة، بالحياد الاعلامي ، ولم تتردد الاردن بمحاكمة ناشط اسمه يوسف العلاونة في اليويتوب بعد شكوى تقدمت بها الجالية الاردنية في قطر ، ضده معتبرين اياه محرضا على العلاقة القطرية الاردنية.
و في ظل سعي دول الحصار لصناعة اعلام مضاد ومشارك للتحريض على قطر، لم يصوغ او يسمح للإعلام الاردني، ان يكون بوقا لأي اطراف الخلاف، وعلى هذه ايضا سارت سياسية الكويت وكثير من دول الخليج الا جمهورية مصر التي شكل اعلامها حربا مضادة للشقيقة قطر.
لا نستطيع ان نقول كان الاردن رسميا او شعبيا، خصما لقطر، لنتحدث عن بداية جديدة، او مرحلة مختلفة، فقبل عام جلس الأردنيون على شاشات التلفاز يشجعون منتخب قطر للفوز ببطولة اسيا، وكان الاردن التي حققت الفوز العربي، وكذلك كانوا يقدم الالاف منهم لعشرة الاف وظيفة، للعمل في قطر، كذلك كان هناك رفض شعبي وكلي لحصار قطر بريا، وتضرر به كثيرون من تجار ومزارعين اردنيين، وكذلك الذين يعملون بقطر ممن كانوا يستعملون الطريق البري،" هذا عدى ان عروبة الاردنيين ترفض حصار شعب عربي.
صحيح الاردن جامل لسنوات طويلة التوجهات السعودية، ولم يستطع الاستمرار بنهجها السياسي كاملا، لان في ذلك خطوة داخلية وخارجية على الاردن. وإن كان العالم العربي يعتبر ان الاردن ضمن المحور السعودي، فهذا خطا، نحن نحرص على أمن وسلامة ارض الحرمين، واستقرار السعودية لكن هناك خلاف بالمواقف خاصة الاردن الشعبي، فقد كان الاردن الرسمي متوافق مع دول الحصار بما يخص دعم حفتر في ليبيا، او رئاسة عبد الفتاح السيسي، او الحذر من ايران وفتح قنوات معها، لكن هذه الملفات كانت برؤية امنية اردنية، وليس سيرا وراء اي محور.
صحيح الاردن تعجل بقضية السفير القطري، ولكنه كان معذورا بإغلاق مكتب الجزيرة، وذلك حتى لا يستغل المكتب تصريحات ضد اي دولة عربية، وبقي الاردن متلاقيا مع قطر بملفات عدة اهمها العلاقة الحذرة دون العداء مع ايران، وكذلك العلاقة مع تركيا والاهم ملف الاخوان المسلمين ورفض احتسابهم ضمن الجماعات الارهابية، وكذلك رفض التحريض على قطر، ووجدنا هذا واضح في لقاء اجرته قناة الجزيرة مع رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة الذي رفض معاتبة قطر او اي تصريح ضد دول الحصار ، فنحن في الاردن يهمنا انهاء الحصار بشرط عدم الدخول بسجالات تضعنا بخندق من الخندقين.
Omarshaheen78@gmail.com

