تعريب قيادة الجيش.. وسام شرف أضاء صدر الأردن
السبت-2020-02-29 10:29 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتبت هيا الفواعير
جاء تعريب قيادة الجيش وطرد كلوب باشا حدثاً مفصلياً في تاريخ الأردن السياسي، القرار اتخذه جلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال وحدد ساعة تنفيذه وآليات عمله دون تأجيل وبمعرفة قلة من الدائرة المقربة للحسين، متحملاً مسؤولية تبعات هذا القرار ورافضاَ للتهديدات البريطانية، حيث رفض جلالته مقابلة السفير البريطاني الذي جاء حاملاَ رسالة من رئيس وزراء بلاده يطلبه التراجع عن قراره، لأن هذا القرار كان بمثابة ضربة للوجود البريطاني في المنطقة.
في ذلك الوقت كان كلوب باشا يمارس سياسة الإذلال بحق الضباط الأردنيين، وكان رافضاَ حينها إعداد المزيد من الضباط الأردنيين لمنع زيادة عددهم في الجيش، لاعتقاده أن قدراتهم محدودة على صعيد القتال والقيادة، على عكس ما أثبته عبد الله التل من قدرات قيادية وقتالية متميزة باحتلاله لمدينة القدس وأسره مئات الإسرائيليين.
وقد أثار غضب جلالته في ذلك الحين الخطة التي اعتمدها كلوب والتي تظهر أن ذخيرة الجيش الأردني ضئيلة وأن وادي الأردن لا يصلح خط دفاع في حال نشوب هجوم محتمل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وخلال لقاء جمع الحسين بكلوب باشا دار نقاش حاد ومربك، صرح من خلاله كلوب باشا أنه ليس قادراَ على الدفاع عن الضفة الغربية، وأن المعاهدة الأردنية البريطانية لا تلزم بريطانيا بمساعدة الأردن في الدفاع عن عن أراضي غرب النهر، ولأن بريطانيا في ذلك الوقت رفضت زيادة تسليح الجيش، فقد قام الحسين بطرد اللواء الثالث الزعيم اوشتن المسؤول عن هذا التقصير.
كان الملك الحسين على وعي بنقص أسلحة الجيش وضعف الموازنة لتشكيل وحدات جديدة، وأمر بإنشاء الحرس الوطني وتسليحه بالتبرع من الأردنيين ليكون رديفاَ لقوات الضفة الغربية، وما زال من عاش تلك الحقبة يذكر النصف دينار الورقي الذي حمل تذكار إنشاء الحرس الوطني.
هذه الاسباب كلها كانت وراء نشوء " تنظيم الضباط الاحرار الأردنيين " الذين كلفهم جلالة الملك بتنفيذ قرار التعريب، حيث تمت محاصرة كلوب في منزله وقطع خطوط الاتصال عنه ومرافقته إلى الطائرة التي نقلته الى خارج الأردن لتبدأ صفحة جديدة في تاريخ الأردن وتأسيس الدولة الأردنية الحديثة القوية عام 1956.
وكان الضباط الاحرار الذين اعتمد عليهم الحسين في تعريب قيادة الجيش 81 ضابطاّ، ما يقارب 37 ضابط تندرج رتبهم من قائد إلى رئيس، أما الضباط برتبة ملازم فكانوا ما يقارب 44 ضابطاَ، وكانت روح الشباب تغلب على الجميع بما فيهم الملك الحسين الذي لم يتجاوز عمره حينها 21 عاماً.
يسجل لهؤلاء الشباب في تلك الفترة تكتمهم الشديد في العملية، حتى أن رئيس الديوان الملكي بهجت التلهوني ومجلس الوزراء بأكمله لم يكونوا على علم بقرار التعريب إلا صباح يوم التنفيذ 1 اذار 1956.
وفي اليوم التالي نقلت الإذاعة الأردنية أنباء الخطوة الجريئة للحسين وحمل الخبر صوت المغفور له الحسين وهو يحمل البشرى بنبرات قوية وواضحة هزت مشاعر جميع الأردنيين.
هيا سامي الفواعير

