شيعة بشار الأسد ..إلى ماهر أبو طير

جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص - كتب – هبوب الجنوب

الأخ ماهر أبو طير
تحية طيبة وبعد :-

كنت أنظر لك فيما مضى بأنك , الصحفي الأكثر تهذيبا واتزانا في الأردن ..وبأنك الزاهد في المال والموقع والحياة ..ولكن بعد مقالك المشؤوم عن شيعة بشار الأسد في الأردن , واتهام كل إنسان يحمل دما قوميا ويقف مع سوريا الدولة والجيش والتاريخ بأنه تشيع لبشار الأسد ..فقدت كل احترام في قلبي بل قلوب الكثيرين , ودعني هنا أوضح لك خطورة استعمال مصطلح التشيع , وتوظيفه بغير مكانه ...وهذا يدل إما عن خبث مبيت أو جهل 
أولا : التشيع هو الإنحياز لال البيت , وهو مذهب من مذاهب ديننا السمح ..ولايوجد في قاموسنا تشيع لزعيم أو حاكم أوفرد ...ونحن على اختلافنا مع الشيعة في المنهج أحيانا وفي حركتهم السياسية , إلا أننا تعلمنا من مشايخنا ..ومن حبنا لال البيت الأطهار , أن الإساءة لطائفة أو مذهب من مذاهب الدين الإسلامي ..لاتليق بالمسلم أبدا , وهي ضرب من العلمانية اللعينة ...وقد تكون ضربا من العمالة أحيانا 
ثانيا :- لقد أتيحت لنا فيما سبق أن نهاجر إلى عواصم الخليج العربي الحبيب , وأن نكنز المال ونبني بعض الشقق هنا ونشتري بعض الأرض هناك , ولكننا لم نفعل ..لم نشعر باليأس من الحياة بالرغم من تعرضنا للضرب والإعتقال , والطرد من الوظيفة والتجويع المبرمج والحصار الأمني المطبق في زمن الطحان – جازاه الله عنا كل خير - ...أتدري لماذا لم نهاجر ؟ حتى لايختطف عقلي ...ويصبح وصفي التل في خاطري مجرد ذكرى , وتصبح الكرك محطة تقرأ من زاوية التنمية , أو أن أتأثر مثلا بمحمد دحلان – مع احترامي وتقديري له - ..أو أن تختطفني المناهج الجديدة , في فنون التعامل مع إسرائيل ..بقينا هنا على الصبر وندرك أن النواجذ تعبت والقلب تعب , ولكنه الرضى يا رفيق 
ثالثا :- أنا لا أعرف لماذا تعطى مساحة واسعة في الإعلام بالمقابل غيرك يتم التضييق عليهم , وصار حرفهم محاصرا بأسلاك الرزاز الشائكة وأسلاك ..من تبع الرزاز , مساحة جعلتك ذات يوم تتهم الشعب السوري بكرهنا , وجعلتك أيضا تبشر بانهيار الدينار ...وصدقني لو كتبت أنا هذه المقالات , لما خرجت من السجن للان ..ولكن ثمة رعاية تحظى بها , غريبة وعجيبة ...وهذه الرعاية هي التي أعطتك حرية الإساءة لمذهب إسلامي , ولدولة عربية شقيقة ..ولدم قومي نبيل .

رابعا : يتعبك دم الضحايا في إدلب , ولكن الإحتلال التركي ..والمشروع التركي الذي يريد تحويل سوريا إلى ركام , وعبر هذا الركام يطل على عواصم العالم العربي ويختطفها كلها ....لايتعبك ولا يثير اهتمامك , وزج الألوف من الإرههابيين عبر غسل أدمغتهم , وجعلهم يوغلون في الدم السوري لايتعبك ...وتحويلنا إلى شيعة لبشار الأسد أمر هين ولا يتعبك أيضا ...ولا يتعبك أيضا يا صديقي , أن تطل من مكتب فاخر في اغترابك , وترجمنا جميعا ....وأنت تعرف أن شخصا مثل عبدالكريم الدغمي لايحب سوريا طمعا في مال أو مكسب بل يحبها لأجل دمه العروبي , وتدرك أن مواطنا مثل سمير الحباشنة ..لايقف مع سوريا على قاعدة النفاق والتسول , بل هي الكرك التي استفزت هواه وأعادت فيه نشيدا قديما :( شدوا على الركايب يا أخوان لا نتونى على بلاد الحبايب سوريا يا وطنا) ...وتدرك في قرارة نفسك , بأن قلما طاهرا مثل قلم فهد الريماوي ...لا يؤجر ولايوجه ...وهو أيضا لايحب سوريا طمعا في منصب أو طمعا في شيك من الرئاسة السورية ...هل هؤلاء الذين نسجوا موقفهم من سوريا عبر تاريخهم , وتاريخ أهلهم ..وعبر شيب فهد الريماوي الذي ظل ناصريا ولم يتراجع ..هل هؤلاء يستحقون هذا الوصف منك ؟

خامسا : الرسول (ص) تحدث عن (الرويبضة) ...ولا مجال لشرح المصطلح كون الجميع يعرفه ويدركه 
سادسا : الجيش السوري لايخوض معركة عمالة , كما يخوضها البعض على مكاتب الجلد الفاخرة , بل هو يخوض حرب تحرير لأرض تم احتلالها ..وصدقني أن الجندي السوري حين يقاتل , يقاتل في الدرجة الأولى دفاعا عن عرضه وأرضه ...وتعلم أنه منذ بدء الأزمة قدم من صفوفه (55) ألف ضحية , وهؤلاء لم يسقطوا مجانا بل سقطوا لإيمان مطلق بأن قضيتهم عادلة وأن حربا أممية تشن عليهم ...وكان الأولى مثلما تحزن على ضحايا القصف في إدلب , أن تحزن بذات الوقت على الأمهات في دمشق واللواتي يستقبلن ..أولادهن بأكفان ملفوفة بعلم سوريا ...ولكن حزنك يا رفيق تفتق باتجاه التشيع وباتجاه الرئيس بشار الأسد , وأنت تدرك أن بشار في النهاية سيعبر ولن يكون خالدا ...ولكن سوريا هي الخالدة وشعبها هو الخالد ..كيف تجاوزت تاريخ الشام كله , وتاريخ بني أمية ..,اختصرت قصة انتصار الإرادة الحرة ..بأنها تشيع لبشار الأسد 
سابعا : كان من الممكن أن تتحدث عن الإخوان المسلمين , والذين ورطوا شعوبا كاملة بدعاية إعلامية حول الحرب في سوريا , وحول النظام الطائفي كما يدعون ..وفيما بعد تبين أنهم طلاب سلطة ومال لا أكثر ولا أقل , ولكن على مايبدو أنك لاتجرأ ..لأنك تفهم أنهم جزء من مرحلة قادمة , وربما تحتاج للتودد لهم قليلا ..بالمقابل من فردوا موقفهم كاملا في بداية الأزمة , وتحملوا تخوين الجماعة لهم ..وتشهير صحفها بهم ..هم المغرر بهم في نظرك ..
ثامنا : نحن نعرف أنك تعطى مساحة أوسع من غيرك , ونعرف أنك تجيد تنفيذ دور مبهم ...ونعرف أنك مهم وعظيم وخيار من خيارات المرحلة القادمة , لكن هذا لايبيح لك شتم الناس أبدا ..أبدا .