النسخة الكاملة

الاحزاب والتيارات السياسية

الخميس-2020-02-19
جفرا نيوز - جفرا نيوز - ميلاد عواد
بدأ يظهر على السطح تيارات او تجمعات سياسية ، لتكون بديلا عن الاحزاب ، التي من خلال مشروع التمويل الحزبي الجديد والذي سيبدأ تطبيقه في 1/7/2020 في حكم المنتهية ، حيث كان الاعتماد الكلي من قبل الاحزاب على هذا التمويل ، الذي كان يساهم في دفع ايجار المقرات ورواتب الموظفين من غير الاعضاء وبدل اقامة أي فعالية او نشاط يتعلق بالحزب . الهدف من انشاء التيارات سياسية ؟ ولماذا الان ؟ 
لدينا الان 48 حزب مرخص ، تتقاضى من خزينة الدولة 50 الف دينار ، تدفع من المواطن دافع الضرائب ، وحتى اكون منصفا هنالك بعض من هذه الاحزاب لا تتقاضى هذا التمويل فمنها من يكتفي ذاتيا من ايراداته ، ومنها من يحرم لمخالفتة أصول تقاضي التمويل ، لان التمويل له شروط للاستحقاق حسب نظام التمويل الحزبي ومن موازنة الدولة 
وبروز التيارات السياسية تتخلص الحكومة من عبء التمويل المالي للاحزاب ، حيث أقرت التمويل ضمن اليات جديدة ومنها الترشح للبرلمان ضمن قوائم حزبية ، وعدد المرشحين وان يكون بينهم نساء وشباب ، والتمويل حسب المقاعد التي يفوز بها الحزب بالبرلمان ، ومدى مشاركته في أي انتخابات عامة تجرى من بلدية أو لامركزية 
وحيث ان الاحزاب تطالب بتعديل قانون الانتخاب بما يتناسب مع برامجها للوصول للبرلمان ، الا أن جميع الحكومات تحارب المشروع الحزبي ولا تجرىء على طرح قانون انتخاب جديد يتيح للاحزاب خوض الانتخابات بناءا على برامج سياسية واقتصادية ، والحكومات تخالف رؤيا جلالته التي طرحها من خلال اوراقه النقاشية بالاصلاح السياسي الشامل ، بوجود قوائم أحزاب تتشكل من اليمين واليسار والوسط ، ومن تحالف الاحزاب المتقاربة بالبرنامج ، والمعضلة الاساسية ان المواطن الاردني لا يثق بالاحزاب ويعتبرها منتفعه لاهداف شخصية من قادتها ، فهو غير مؤمن بالانتساب الى اي حزب ، وما زالت فكرته ان الانضمام للاحزاب سيشكل عائق له ولعائلته بالحياة العامة 
ولا بد الاشارة الى أن الاحزاب هي من جعلت من جسمها الحزبي ضعيفا حيث الاحزاب تمثل الشخص الواحد ، ولا تحتكم للديمقراطية بانتخاباتها الداخلية ، فأصبحت الاحزاب مزرعة عائلية يديرها شخص والباقي هم كومبارس لا دور لهم 
والاحزاب لا تملك قاعدة أصوات توصلها للبرلمان ، فهنالك اشخاص حزبيبن عندما يرغبون بخوض أي انتخابات يفضلون خوض التجربة بالاسم الشخصي والعائلي وليس عن الحزب ، والاحزاب بالانتخابات لا تشكل اي حراك انتخابي وفاقدة للثقة من المواطن 
#التيارات_السياسية
يختلف الحدبث عند ذكر التيارات السياسية ، حيث الشارع مهيأ للتيارات السياسية ذات الرؤيا الواضحة بخوضهم للانتخابات ، ولا حرج من الانتساب لاي تيار او تجمع ما دام يخدم الوطن ، وحيث ان التيارات السياسية ستشكل حراك بالشارع الانتخابي ، وهذا مطلب لزيادة اعداد المشاركين بالعملية الانتخابية ، فعدد الناخبين ضئيل جدا ولا يشكل اي حراك ، فالحراك الوحيد السائد الان هو للمال الاسود وشراء الاصوات اما نقدي او عيني ، ويوجود التيارات هنالك احتمالية للحد من شراء الاصوات ، وعلى التيارات طرح شعارات مقبولة يقبل بها المواطن ، لان التيارات غير ممولة من الحكومة وتمويلها ذاتي من القائمين عليها ، وعليه سيكون الثقة بالتيارات السياسية اكبر من الثقة بالاحزاب السياسية .
التيارات مشروع متقدم للوطن اذا كانت طروحاتهم وطنية .
ولا للاحزاب السياسية ذات الشخص الواحد والى الابد .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير