سليم البطاينه ..(لماذا ندعم حفتر ؟ وما هو المانع بان ندفع باتجاه الحل السياسي في ليبيا ؟)
الأحد-2020-02-16 08:45 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - النائب السابق المهندس سليم البطاينة
لا شك أن الأزمة الليبية مرشحة بقوة في الأيام القادمة لتتبوأ مكانة بارزة في أجندة المجتمع الإقليمي والدولي على السواء !!! فالتصعيد الذي نراه في ليبيا لا يبشر بأن الصراع الدائر سيعرف قريباً طريقه إلى حل سياسي ، فحتى هذه اللحظة لا احد يدري على وجه التحديد من يسعى لإيجاد حلولاً سياسية في الاقتتال الحاصل في ليبيا !! فالأزمة أقتربت من عامها السابع دون ان ترى في الأفق أثر أو بارقة أمل لحل قادم ؟.
فلماذا تستمر الحرب وتغيب السياسة ؟ فالحديث عن مخرج سياسي للازمة الليبية بات مطلبًا ، إلا أن منعطف العسكرة والاختراب فرض معطى سيء لا يمكن الاستغناء عنه عند البحث عن حلول للازمة !! فالتدخل الخارجي في ليبيا لا يتوقف عند أطراف دون أخرى فلكل منهم حلفاء على الارض !! ومؤتمر برلين للأسف لم يتناول الاسباب الرئيسية للحرب.
فلا تكاد تهدأ الأوضاع قليلًا حتى يبدأ تصعيد جديد !! فالمشهد معقد أصلًا ومنذ سنوات !!! فالعداء بين القبائل يُعد من أحد الاسباب الرئيسية للانقسام بين أبناء البلد الواحد !! يضاف إلى ذلك كثرة الفاعلين المتداخلين من الخارج !! فالتنافس كبير جداً ويشتد بين فرنسا وإيطاليا في ليبيا !! ففرنسا تُعتبر عرابة التدخل العسكري في ليبيا ، وإيطاليا تعتبر التدخل الفرنسي تهديداً لمصالحها ، فالصراع بينهما يتجسد حول الاقتصاد والطاقة ، والمنافسة شرسة جداً بين شركتي الغاز والنفط الفرنسية TOTAL والإيطالية Ene energy company.
فلماذا لا يكون خيار الاْردن هو العمل على الدفع باتجاه الحل السياسي ؟ وهل المانع هو انخراطنا في الرؤية الامريكية ومحورها ؟ فسابقاً أعتدنا أن نرى مواقف الاْردن ثابتة وداعمة للحول السياسية في جميع دول الإقليم التي عانت من حروب داخلية ( سوريا ، واليمن والعراق !! فما زلنا نتذكر الراحل العظيم الحسين عندما عمل على توحيد اليمن شمالًا وجنوبًا !!!!!!!! فدوماً كان الخطاب السياسي الاردني هو ضمان استقرار البلدان العربية ووحدة أراضيها وامن شعبها !! فالاردن دولة وازنة في المنطقة ونظام الحكم فيها يمتلك ارث سياسي متزن وعلاقات دولية واقليمية راسخة !! فالملك كان دومًا مع الحلول السياسية لجميع القضايا العربية !! ومعروف عنه حنكته السياسية وهو ليس غائبًا عن المجتمع الدولي والمحافل الدولية وفكره السياسي مبني على الصدق في المعاملة مع كافة الأطراف وهو لاعب سياسي أساسي بالسياسة الدولية !! فالليبيون يتطلعون إلى نهاية كابوس الاقتتال فيما بينهم ويتمنون دولة واحدةٌ وجيش واحد وحكومة واحدة.

