النسخة الكاملة

متى يصادف "يوم الحب" في حياة المواطن الاردني ؟

الخميس-2020-02-13 04:36 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - رزان عبدالهادي

تحتفل اغلب الشعوب في الرابع عشر من شهر شباط من كل عام بعيد الحب حيث يعبترونها فرصة للتعبير عما في داخلهم من مشاعر للطرف الاخر ويكثر شراء الهدايا المتنوعة والورود والتي يرتفع اسعارها في بعض الاوقات الى ما يقارب النصف في هذه المناسبة في الوقت الذي يعتقد اخرون ان هذا اليوم هو فرصة لتحريك العجلة الاقتصادية والاسواق ليس الا.

و المواطن الاردني بالتحديد يعيش وسط حالة من الغلاء وارتفاع الاسعار وارقام البطالة والفقر ولن يفرحه هذا اليوم بل على العكس فمن شأنه ان يشعره بحالة من الحزن ايضا نظرا لشعوره بعدم المقدرة على شراء هدية من شأنها ان تعبر عن مشاعره للطرف الاخر.
وتجد ان اكبر هدية ممكن ان تقدم له هي الغاء هذا اليوم من حياته الذي لا يجدي له نفعا ، او استبدال مفهومها على الاقل ، فاليوم الذي يتمكن فيه المواطن الاردني من تأمين المأكل والمشرب ودفع فواتير الكهرباء والماء وسداد الايجارات والديون والقروض المتراكمة هو يوم الحب الحقيقي بالنسبة له.

وعلى العموم فان مشاعر من الكره والغيرة تولد وسط زحام المنافسة على الهدية الاجمل او الاغلى حيث ينقلب هذا اليوم من يوم عادي الى يوم يتسابق فيه البعض الى شراء الهدية الاجمل او الاغلى ونشر صورة لها على مواقع التواصل الاجتماعي حيث ان هذا اليوم يهدف "ظاهريا" الى التعبير عن الحب اما في باطنه فهو فرصة لمرتادي مواقع التواصل الاجتماعي لكتابة المنشور الاجمل والحصول على الكم الاكبر من التعليقات والاعجابات في عصر سيطرت فيه مواقع التواصل الاجتماعي التي تأخذ جل وقتنا واهتمامنا.
وامام كل ذلك فمشاعر الحب ما ان لم تترجم الى افعال تثبت صحة هذه المشاعر على ارض الواقع ، ليست مشاعرا حقيقية،  خاصة مع ارتفاع حالات الطلاق والنهايات التعيسة ، فمن يحب شريك حياته حقا وردة قد تكفيه اما من كانت مشاعره مزيفة فلن تكفيه كنوز الدنيا.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير