النسخة الكاملة

من سيسبق للجلوس مع حماس: إسرائيل أم عباس؟

الخميس-2020-02-11
جفرا نيوز - جفرا نيوز - كالعادة أراد عباس من اللقاء مع حماس ان يكون جلسة تبويس لحى وطبطبة على الظهور،ومشهد إعلامي يذيل به رفضه المزعوم لصفقة القرن.

ولكن حماس طلبت أن تكون صفقة القرن هي أول ما يوضع على الطاولة،فتراجع عباس على الفور! ولكن لماذا ياترى؟ وماذا غير صفقة القرن يمكن أن يوضع على الطاولة: حالة الطقس ام طبخة اليوم؟

السر المكشوف وراء تراجع عباس،أنه لا يريد أن ينطق الفلسطينيون جميعاً بصوت واحد لرفض هذه الصفقة،بل يريد ان يكون صوته الوحيد الذي يعلو بهذا الرفض،وفي ظنه أن هذا سيجعل منه بطلاً تاريخياً،فلماذا يتقاسم هذا المجد مع اسماعيل هنية؟

بالطبع لم يدرك عباس الأبعاد السياسية المحيطة بصفقة القرن،ولم يقرأ ما بين السطور،ولم يسأل نفسه لماذا صيغت بهذه الطريقة المجحفة التي لا تدع مجالا إلا للرفض، وبالطبع لم تصله الرسالة الواضحة انه موت مؤجل،لتنفيذ باقي الخطوات وعلى رأسها نزع سلاح حماس أو تحييده بالطرق الديبلوماسية،قبل أن يقال له: كش ملك.

ولهذا لم يكد يجف حبر الصفقة حتى طرقت إسرائيل أبواب مصر لتتواصل مع حماس عبر القناة المصرية لإعادة الحياة إلى الديبلوماسية الميتة،وحيث انها فشلت في القضاء على حماس بالقوة،وانها باتت اقل حظا الآن في ظل استنفار شعبي ضد صفقة القرن سيصب حتما في مزيد من الالتفاف حول مشروع حماس المقاوم.

فما الذي تريده إسرائيل؟هل تريد وضع حماس في حالة استرخاء طويلة عبر اتفاقية تهدئة يفتح بموجبها معبر رفح،وتسري الحياة في عروق غزة؟ وهكذا تنزع الشوكة بالنعومة السياسية عوضا عن الخشونة العسكرية؟

اعتقد ان الجواب نعم! وما الإبقاء على عبسي كلاعب احتياط وضرب الذكر صفحا عن الدور الأردني،إلا وضعا لغزة على رأس قائمة الأولويات حتى يقضي الله امرا كان مفعولا!

اما ما تبقى من صفقة القرن فهو دعاية انتخابية فجة لنتنياهو ومشروع غير قابل للتنفيذ وإلا فإن الضم الاستعراضي لغور الأردن وتحييد الدور الأردني لا يشير إلى غير ذلك.

وفي الوقت الذي يستعرض فيه رئيس وزرائه اشتية معجزاته الاقتصادية،بدل أن يسدي النصيحة السياسية لرئيسه ويصحّيه على الدور.

فالطريقة التي عرضت بها الصفقة هي عرض لمنديل الساحر لخداع العيون،وإبقاء ما تحته مخفيا إلى أجل غير مسمى.

ولعل تفكير عباس قاده إلى أن إعلان الرفض بالشراكة مع حماس قد يفتح الباب لاتهامه بالإرهاب وقد يترجم كإشارة خضراء للشعب للانتفاض في الضفة الغربية،ولذا سارع فورا إلى إخماد الشرارات الأولى بالسجن والاعتقال،ولحس اقوال المقاطعة وأعلن ان العلاقات مع إسرائيل وأمريكا مستمرة.

ومع ذلك وجه إليه كوشنر اتهاما بالإرهاب،فلم يشفع له لا انحناؤه ولا تراجعه ولا قرقعته بالرفض،ومع ذلك يدير ظهره للطريق الوحيد المنجي: طريق المصالحة،ويمضي في طريقه غير للنافذ!

وهكذا فلم يكن لهذه الصفقة من بركات،إلا أنها جعلت عباس محتاس وفي حيرة من أمره وبالرغم من ذلك فلن يبلغ به الأمر أن يبحث صفقة القرن مع حماس على طاولة واحدة أو ان يعلن رفضها بالاشتراك معها،تاركا مهمة المصالحة لإسرائيل والتي حتما لن تضيعها.

نزار حسين راشد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير