"صفقة القرن:هل سنستمر في السياسة الناعمة؟"
الخميس-2020-02-08

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - ما إن يوضع على الطاولة مشروع جديد،من المشاريع الإستعمارية التي تقف وراءاها إسرائيل،وتحضر في المشهد مع راعيها أو رعاتها،حتى يطل علينا من تدعوهم الصحافة بالمخضرمين والوازنين من قدماء السياسيين،ليرفعوا أصابعهم في وجوهنا محذرين،أو ينغضوا رؤوسهم متسائلين،عما ينتظرنا من سوء المصير.
أما أغرب ما في مواقفهم وتصريحاتهم،فهو أنهم يخرجون لنا من أجربتهم بعابع جديدة يضيفونها إلى البعابع القائمة في المشروع المقدم،كأن يقولوا بخصوص صفقة القرن أن إسرائيل تحضر لإفراغ فلسطين من أهلها والإلقاء بهم على أرض الأردن،ثم يتوقفون ولا يزيدون،فلا يقولون لنا ما علينا أن نفعل،أو كيف نواجه نوايا إسرائيل الخبيثة هذه؟!
وكأنهم ضمنياً يسلمون بأن ما تبيته إسرائيل سيصبح قدرنا المقدور.
الأدهى من ذلك لا يشرحون لنا ولا يفسرون كيف ستفعل إسرائيل ذلك،هل ضمن اتفاق مع الدولة أم من طرف واحد،وكيف علينا كشعب أن نواجه أياً من الأمرين؟
هؤلاء السياسيون الذين جلسوا على الكراسي طويلاً في أكثر من مرحلة من عمر الدولة الأردنية،وتقلبوا في مناصبها طويلاً،معنيون بما ينبغي أن يقال على الواجهة السياسية،أما الموقف الشعبي فساقط تماماً من حساباتهم.ببساطة لأنهم مارسوا السياسة كمهنة لا كمواقف!
يا سادة يا كرام!
المعادلة السياسية تغيرت،والمعطيات السياسية تغيرت،على المستويين المحلي والدولي،فعلى المستوى المحلي الحضور الشعبي أقوى، ومستنفر جداً للتهديدات الخارجية،وعلى المستوى الدولي فالاتفاقات والمعاهدات أسقطها الاستهتار الإسرائيلي والغياب الاوروبي والانفراد الأمريكي فضاقت علينا جبهة المناورة،ولم تعد للاتفاقيات تلك الهيبة ،وهي في كفة الميزان جملة واحدة،ولا عبرة بكلمة هنا أو كلمة هناك"توافق إسرائيل أو لا توافق" فهذه اعتبارات تجاوزتها الأحداث فنحن لسنا جالسين إلى طاولة المفاوضات لنفكر بالأمور على هذا النحو ،ولن تترك سياسات إسرائيل وأمريكا هامشاً للتأويل والتفسير،فقبلكم قال لنا المتحاذقون أن قرار ٢٤٢متوقف على كلمة أراضي أو الأراضي، واستغرقنا جيلاً ونحن نضرب أخماساً بأسداس ،حتى نسفته إسرائيل من الأساس.فلا تمرروا خطيئة التوقف عند الجزئيات،في حين أن الكليات هي الآن على المحك.
إسرائيل بضمها لغور الاردن نسفت اتفاقية وادي عربة من أساسها،وأبقتها في أيدينا معلقة بخيط واهٍ لا زلنا قابضين عليه حتى لا نبدو طرفاً مساهماً في التأزيم،ولكن حين تريد إسرائيل فرض واقع ديمغرافي أو جغرافي جديد على الدولة الأردنية،وتلجؤها إلى ركن ضيق فحينئذ،ستخلع الدولة عباءة الديبلوماسية،وتنتفض دفاعاً عن وجودها،وإذن وما دامت إسرائيل تدفع نحو هذه النهاية،فعلى الدولة،أن تعبيء الشعب خلفها.في انتظار لحظة الحسم ،وعلى الواجهة السياسية بكل مستوياتها أن تكون صوتاً ممثلاً لصوت الشعب،لأننا سنكون مضطرين للتخلي عن نعومتنا حينها.
ولعل هذا ما سنفعله في وجه هذا الإجتياح الوقح،وقد بدأت البشائر في فلسطين،وفي مؤتمر القمة القادم سنبلغ الرسالة للمؤتمرين.فلن نترك للأعمى مهمة وضع الخيط في ثقب الإبرة،بل سنتولى نحن هذه المهمة،كقيادة وشعب وكإمة.
نزار حسين راشد

