النسخة الكاملة

وزير التربية يستغني عن المعلمين البدلاء ..

الخميس-2020-01-16
جفرا نيوز - جفرا نيوز - خطابي هذه المرّة إلى دولة رئيس الوزراء،وليس إلى الوزير المعني،فأين التناسق في السياسات وأين المحافظة على التوجه،حين يأتي وزير ليجدّف في عكس الاتجاه.

ففي الوقت الذي يلقي وزير المالية بثقله ليسير في اتجاه الحد من البطالة ورفع الأجور وخفض الضرائب والأسعار،حتى وإن كان أُكُلها قليلاً في البداية،إلا أنني من المؤمنين أن تغيير التوجه ممكن أن يكتسب زخماً مع الزمن.

في هذا السياق وحيث أن وزير العمل من طرفه يبذل جهداً في نفس الإتجاه،يأتي قرار وزير التربية بالاستغناء عن المعلمين البدلاء،نشازاً وبعكس السير،فيفاقم البطالة ويخلق مشكلة نقص الكادر الذي يغطيه المعلمون البدلاء بأقل التكاليف وبدون امتيازات المعلم الأصيل ويدفع الطالب في النهاية الثمن،وكان الأولى تثبيت هؤلاء المعلمين انسجاماً مع توجهات الحكومة،ورفداً لجهود وزيري المالية والعمل.

ولكن ما العمل؟ إذا كان السيد الرئيس لا يراجع قرارات وزرائه أو لا تعرض عليه في الأصل.

تجربتي الوظيفية في سلك الدولة طويلة وبمجرد أن أصبحت رئيس قسم مختص لم يكن يجرؤ أحد على أن يتخذ قراراً ضمن الاختصاص قبل عرضه علي،فللبيرقراطية فضائلها وهذه أول ميزاتها،التسلسل والهرمية ومركزية القرار،وفي الحقيقة فهذه أقوى ميزاتها،والتي يقابلها الضعف والترهل والتناقض.

فالوزير في النهاية هو موظف ورئيسه هو رئيس الوزراء،والنموذج الحكومي سيرتبك بدون هذا المفهوم البيروقراطي ،من أدنى دوائره حتى أعلاها،لا تتغير القاعدة،ولكن فقط تتسع الدائرة.

وهنا لا أقول أين الحزم والعزم يا دولة الرئيس بل أقول أين التسلسل والهرمية والهيمنة البيروقراطية والتي هي روح العمل الحكومي إذا طُبّقت على أصولها،وليس كما يظن البعض أن البيروقراطية عائق أمام الإنجاز وشرٌّ محض.

والمثل الذي بين أيدينا خير شاهد على ذلك،حتى أن له انعاكاسات سياسية فالبعض يراه على أنه من ضمن حملة الانتقام من المعلم بسبب الإضراب،في حين أننا تجاوزنا هذه الحكاية فلماذا إعادة نبشها بقرار غير مدروس؟

ورحيل الحكومة الوشيك كما يشاع ليس مبرراً لإرخاء الأرسان وترك الحبل على الغارب،فثقافتنا هي قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:لو قامت القيامة على أحدكم وفي يده غرسة فليغرسها..هذه ثقافتنا الإسلامية عدم استصغار أي جهد واستكمال ما بدأت به وترك النتائج لله سبحانه وتعالى،لا دفنها بالأحكام المسبقة والله الموفق.

نزار حسين راشد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير