ثقافة الفساد وفساد الثقافة

جفرا نيوز - جفرا نيوز - المحامي هشام الخصاونة
لا أحد فينا ينكر تردي المستوى الذي وصلت إليه مجتمعاتنا من كافة الجوانب من ضعف الوازع الديني إلى انحدار الأخلاق إلى انتشار الفساد بكافة أشكاله حتى وصل إلى نخاع الأجهزة الحكومية فأصبحنا أمام واقع مرير هو ثقافة الفساد حيث أصبح التصرف الذي ينطوي على فساد روتين طبيعي يتقبله الجميع ابتداءا من دخول الدائرة الحكومية للحصول على علاج او على خدمة ونحن نبحث عن واسطة ونبحث عن قريب او صديق حتى تتم المعاملة بسرعه وباقل الخسائر بالمقابل من لم يأت بواسطه تتعثر معاملته وقد يدفع مبالغ اكثر 
ولو نظرنا إلى اي تعيينات تتم في الدولة تجد انها عبارة عن صراع واسطات ومن له نفوذ اكبر هو من يتم تعيينه وفي حقيقة الأمر ان قبول الفساد والاستعانة به عند الجميع هو دليل دامغ ان ثقافتنا بحد ذاتها أصبحت فاسدة وأصبحت بعيدة كل البعد عن دينا وعاداتنا وقيمنا ابتداء من رمي عقب السيجارة من شباك السيارة إلى الألفاظ النابية المنتشرة بين الكثير من شبابنا إلى عدم الالتزام بقواعد السير ولا احترام لكبير والكثير الكثير من العادات والتصرفات التي أصبحت جزء من اسلوب حياتنا وهي بعيدة كل البعد عن الالتزام بالقانون واحترامه ولمخالفتها لجميع عاداتنا وتقاليدنا
 وأصبحت هذه الدائرة تتسع حتى أصبحنا نرى الفساد بكل أنواعه وأشكاله ونتقبله ونحن نعلم انه مخالف لديننا وقيمنا فترى الموظف في الصفوف الأولى في المسجد بالمقابل يقبل اخذ الرشوة ونرى المواطن الملتزم يقطع الإشارة الضوئية ونرى الطفل الصغير يرمى كيس القمامه بجانب الحاوية ونرى البنت المراهقه تقود السيارة بسرعه جنونية وأصوات الموسيقى بأعلى درجاتها والشواهد كثير ومؤلمة على فساد ثقافتنا والى أوصلتنا إلى أن يصبح الفساد ثقافة وأسلوب حياة يسري بالدم وان سيادة القانون في مهب الريح وان الشاطر من يتحايل على القانون وان الفهلوي من يكسب اكثر من تواجده في موقع وظيفي معين 
الموضوع بازدياد وهذا مؤشر خطير واستمراره قد يقودنا إلى ما هو أسوأ ولا بد من معالجته ومكافحته بخطط استراتيجة وبارادة حقيقية وهذه المسؤولية تقع على عاتق الجميع على عاتق كل أب وأم ومعلم ومعلمة وكل أمام مسجد ورئيس جمعية ومدير دائرة فلا بد من تكاتف كبير الجهود لمواجهة هذا الواقع وهذه التصرفات وهذه الثقافة التي هي بالأصل بعيدة كل البعد عن ثقافتنا الحقيقة